حفظ التحقيقات فى قضية انتحار سعاد حسنى وبراءة الشريف والعادلى من الملاحقات القضائية باتهامها من قِبل جانجاه شقيقة سعاد حسنى باغتيالها قرار وضع لقطة النهاية وأغلق تماما هذا الباب، حيث إن ورثة سعاد حسنى وتحديدا شقيقتها جانجاه كانت تطالب النائب العام بتشريح جثة شقيقتها!!
منذ 12 عاما احتل ورثة سعاد وفريق المحامين المدافع عنها المانشيت الرئيسى فى الجرائد وأغلفة عدد من المجلات، بالإضافة إلى القنوات الفضائية، الكل كان يحرص على الغوص فى هذه القضية بحثا عن الجديد، والحقيقة أنه لا جديد بعد أن أثبتت التحقيقات أن سعاد انتحرت ولا توجد شبهة جنائية، فلم يقتلها أحد هذا هو ما انتهت إليه المحكمة البريطانية قبل نحو عشرة سنوات، إلا أن أسرة سعاد يحلو لها بين الحين والآخر أن تعيد فتح ملف القضية.. الأسرة حتى تضمن الاهتمام الإعلامى، فإنها كثيرا ما تزج بأسماء بعض المقربين من سعاد مثل نادية لطفى، رغم أن نادية نفت تماما أن لديها أخبارا أو معلومات خاصة عن سعاد، وتحديدا حقيقة علاقتها بالمخابرات، وهى القضية التى يصر ورثة سعاد على أن المخابرات لعبت دورا محوريا فى اغتيالها، والحقيقة أن الشاعر أحمد فؤاد نجم لديه قصة متكاملة من وجهة نظره بالطبع تؤيد هذا الادعاء ذكرها بمجرد انتحار سعاد أو اغتيالها كما يعتقد!!
يرى نجم أن صفوت الشريف الرجل القوى فى نظام مبارك، والذى كان فى شبابه خلال الستينيات أحد أفراد جهاز المخابرات لعب دورا فى هذا الاتجاه عندما حاول تجنيد سعاد، ومع مرور الزمن نما إلى علم المخابرات أن الإعلامى عبد اللطيف المناوى سجل فى إذاعة «بى بى سى» البريطانية حديثا مع سعاد باحت فيه بالكثير من تفاصيل علاقتها بالمخابرات، وأنه لم يسلم هذا الشريط إلى الإذاعة البريطانية، ولكنه باح بتفاصيله إلى صفوت الشريف، ولهذا تم اغتيالها وحصل بعدها عبد اللطيف على الثمن، وأصبح مذيعا فى التليفزيون المصرى ثم رئيسا لقطاع الأخبار قبل أن تتم الإطاحة به بعد ثورة 25 يناير.. كان صفوت الشريف فى النصف الثانى من الستينيات هو الضابط المكلف بإنجاز مهمة تجنيد سعاد واسمه الحركى موافى، كعادة الأجهزة تبدأ فى السيطرة على المطلوب استخدامه للعمل لحسابها، وتم تصوير سعاد سينمائيا فى وضع خاص جدا بترتيب من جهاز المخابرات، وحاول صفوت استقطاب سعاد بعد تهديدها بفضحها -ملحوظة شمس بدران وزير الحربية الأسبق «الدفاع الآن» والرجل القوى فى تلك السنوات ذكر فى حديث له أن عبد الناصر كان يشاهد هذا الشريط وأتصور أنها مجرد ضربات تحت الحزام- كان المطلوب هو أن تقدم سعاد إلى المخابرات تفاصيل ما يجرى فى الوسط الفنى والحقيقة أن سعاد رفضت، علاقة سعاد بجهاز المخابرات قد انتهت منذ ذلك الحين، والحكاية كما تبدو بتفاصيلها ليس من صالح أى طرف أن يتناولها لا سعاد ولا صفوت، ومن يعرف سعاد وأنا كنت أعرفها والتقيت بها كثيرا لم نكن بالمناسبة أصدقاء ولكن كان بيننا قدر من الود، أقول إن من يعرف سعاد يعلم تماما أنها لا يمكن أن تذكر شيئا من هذا القبيل، خصوصا أن الكلمات سوف تتناثر هنا وهناك والكثير من الممكن أن يجرح فى جانب كبير منه سعاد!!
آخر ورقة لعبوا بها هى حسين فهمى، قالوا إن لديه تسجيلا لسعاد يحوى أسرارها، هؤلاء استندوا إلى أن حسين فهمى كان الواد التقيل الذى شاركها بطولة «خاللى بالك من زوزو» وأن زوزو حرصت على أن تخبره بكل شىء قبل أن يغتالوها، وأودعت لديه هذا الشريط ولم يجب أحد لماذا لم يتحدث حسين فهمى عن هذا الشريط طوال السنوات الاثنتى عشرة الماضية؟ والمعروف أن علاقة حسين بسعاد فى سنوات الغربة وعلاجها فى لندن لم تتجاوز هذه الواقعة، وهى أن حسين كرم سعاد فى مهرجان القاهرة الدولى السينمائى عندما كان رئيسا للمهرجان عام 98، وأرسلت له سعاد شريطا صوتيا تشكر فيه إدارة المهرجان على التكريم أذاعه حسين على الجمهور؟ إنها مع الأسف لعبة لشغل وقت الصحافة والقنوات الفضائية بحادثة مثيرة تخترعها كل عام شقيقتها جانجاه ولدغت القنوات الفضائية والصحافة من نفس الجُحر حتى الآن عشرات المرات حتى جاء قرار النائب العام ليضع حدا لتلك الترهات!