ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

رحل المسلم وبقي المتأسلم

-  
نشر: 25/3/2013 10:31 ص – تحديث 25/3/2013 10:31 ص

الموت.. تلك الكلمة المرعبة التي تقشعر لهولها الأبدان، كلمة مكونة من ثلاثة أحرفٍ "موت"، ثلاثة أحرفٍ تثير الرعب في قلوب عباد الله، الموت ما ذكر عند جليلٍ إلا وحقره، وما قورن بعظيمٍ إلا وأذله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور).

الموت.. ذلك المخلوق المرعب الذي ترتعد الفرائص عند ذكره، مخيف، غامض، مرعب، كريه بغيض ليس على لإنسان فحسب بل وحتى على لحيوان.. فإذا شعر الفيل بدنو أجله فإنه يهجر القطيع إلى مكانٍ بعيدٍ ليلقى حتفه هناك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأسد وبعض الحيوانات الأخرى، وإذا وقع الحيوان في فخ حيوانٍ آخر فإنك ترى في عينيه الرعب والجحوظ والخوف من الموت.

الموت.. حق على جميع المخلوقات من إنسٍ وجنٍ وملائكة وسائر المخلوقات الأخرى، ومهما طال الزمن أو قصر فلا بد لنا من ولوج بوابة الموت، والموت يا سادة يا كرام مصيبة وأي مصيبة، سماه الله مصيبة قال تعالى (فأصابتكم مصيبة الموت) الموت لا يعرفك ولا يجاملك، يأتيك دونما إنذارٍ في بعض الأوقات، حادث أو طعنة، طلقة أو نوبة قلبية، صعقة كهربائية أو انهيار في وظائف القلب بصورةٍ مفاجئةٍ، وفي بعض الأحيان قد ينذرك أو تنذرك علاماته (المرض، الشيب، الحرب).. إلخ.

الموت.. يهجم فجأةً كلصٍ غادر، لكنه هجم عليك بقدر من الله، لا يحتاج الموت إلى واسطة أحدٍ من المخلوقين كما لا يحتاج إلى استئذانٍ منك، ربما بعد قراءتك لهذا المقال سوف تموت، وربما بعد أن تغلق جهاز الحاسب سوف تموت، ربما تموت بعد غدٍ أو في الغد، أو بعد شهرٍ، لا تعرف تاريخ نهايتك ولا وقتها أو مكانها ولا يعلم أحد إلا الله سبحانه وتعالى (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت).

لم يكن محمد يسري سلامة مجرد ناشط سياسي سلفي عادي.. بل كان نقطة نور مضيئة على على طريق الثورة المليء بالضباب والمنحنيات الصعبة التي صنعها فصيل سياسي شارك في الثورة أسمى نفسه التيار الإسلامي.. هذا التيار الذي ذهب بالثورة إلى الهاوية.. هذا التيار الذي حرم الخروج على مبارك وقت أن كان حاكماً و يكفر كل من يحاول تقويم مرسي عن إنحرافه بالدولة المصرية عن مسارها التي رسمته ثورة راح ضحيتها الألاف.. غير عابئ أبداً بالهاوية التي يجر بها هذا البلد إليها، ولا يرى سوى ما تراه جماعته ولا ينصت سوى لحلفائه.. هذا التيار الذي خرج من تحت عباءة أمن الدولة التي عاش تحتها سنسن طويلة خرج كي يكفر المجتع.. خرج وهو لا يعي الفرق بين الدولة والقبيلة.. بين الرئيس والخليفة.. بين المواطنين والعبيد.. بين التنظيم والنظام.

كان محمد يسري رمزاً يضرب به المثل عن كيف يكون السياسي المتدين معتدلاً في كل شيء، والتفت حولة كل شباب القوى السياسية.. فكان وسوف يظل في كل المناقشات والحوارات بين القوى المدنية التيارات الدينية هو المستشهد به عن سلوك وفكر الناشط السياسي الملتزم دينياً وأخلاقياً وسياسياً بتعاليم الإسلام وأدابه.. مما جعل كل هذا التيار يهاجمه بشدة في كل الحوارات السياسية التي يذكر فيها اسمه.. بل وصل بهم الأمر ألى أن بعض هؤلاء المشايخ برأوا زمة الإسلام منه بعد أن ترك حزب النور السلفي وشارك في تأسيس حزب الدستور الليبرالي الذي يترأسه الدكتور محمد البرادعي أحد أهم رموز الليبرالية في العالم.

وفاة محمد يسري لم تشفع له عند هؤلاء المتأسلمين فكتب أحدهم بعد وفاته: "أنه اختار رفقة غير رفقته ومضى هناك بعيداً بعيداً، فكانت آخر صحبته لقوم يشاقون الله ورسوله ويزيفون على الناس دينهم، وتبعه على ذلك قوم آخرون".فالمتأسلم مدعي الاسلام أكثر من غيره أو المتظاهر بكونه متدين والحال أنه غير كذلك، مثلما يقال لمن يتظاهر بالمرض متمارض.. وعادة ما يوجه هذا الوصف إلى الحكومة أو من يساندها أو من يستشهد بآيات من القرآن الكريم أو حديث شريف أو قول لعلماء في غير موضعها كي يبرر للحاكم أمر ما ليس من الحق في شيء.

عندما نرى عشق الشباب من كافة التيارات السياسية لمحمد يسري سلامه ومدى حبهم للشيخ عماد عفت رحمهما الله.. نتيقن إن مشكلتنا لم تكن أبدا مع الإسلام ولا مع مطلقي اللحى.. وإنما مع تجار الدين ومنعدمي الضمير.

رحل محمد يسري بعد أن ترك أفكارة علامة مضيئة على الطريق في بلد لا تهتم بمخلصيها إلا بعد رحيلهم.

التعليقات