استحَلُّوا الكذب.. فانطلقوا فى التضليل.. لقد حصلوا على فتاوى من مشايخهم للقفز على السلطة.. فاستحلوا كل شىء من أجل ذلك.. هكذا يفعل الآن جماعة الإخوان.. ومندوبهم فى فصر الرئاسة.
يحاولون أن يداروا سوآتهم فى الفشل الذين يديرون به البلاد بعد أن سطوا على السلطة.. وأصبحوا فجأة هم الثوار.. رغم أنهم لم يكونوا دعاة الثورة، وكما قال مرسى: «إن قامت ثورة فلن نشارك فيها».. لكنهم يعتبرون أنفسهم هم الثوار الآن.. ومن ثم يصفون الثوار الأصليين الذين خرجوا للتظاهر ضدهم وضد سياساتهم بـ«البلطجية»، كأن أفعالهم أمام قصر الاتحادية لم تكن بلطجة!
وصحا فجأة الأخ سعد الكتاتنى ليعزف لحن الجماعة ويدّعى أنه جرى اعتداء على البنات فى مقر حزب الحرية والعدالة فى المنيل، ويدّعى الاعتداء على البنات فى أثناء تجهزيهن للاحتفال بتكريم الأمهات المثاليات.. يا سلام يا كتاتنى! (لم نرَ أى شىء من ذلك.. وذلك بعد انتهاء الاحتفالات بعيد الآم)!
وهذا الكتاتنى لم ينتفض عندما احتجزت ميليشيات الإخوان وبينهم قيادات من الجماعة وضربوا وعذبوا فتيات وناشطات أمام قصر الاتحادية.
وهذا الكتاتنى لم ينتفض عندما قام أحد أفراد ميليشيات الإخوان بصفع السيدة ميرفت موسى بالقلم فى المقطم الأسبوع الماضى.. فهل المواطنة فى الإخوان تختلف عن المواطنة المصرية يا كتاتنى؟ وأيضًا السيد أمين عام الجماعة الذى فشل فى إقناع الصحفيين فى مؤتمر «جراند حياة» بالالتفاف حول جرائم الإخوان واعتداءاتهم على النشطاء والصحفيين والمصورين.. فإذا به يصف المتظاهرين بـ«البلطجية»! وإذا به يتهم رموزًا سياسية بأنها وراء المظاهرات التى خرجت إلى المقطم أمام مكتب الإرشاد للاحتجاج على الأداء الفاشل للإخوان ومندوبهم فى قصر الرئاسة.. وإذا بهم يتحولون إلى رحماء بالناس.. وقد كان من الممكن أن يفتكوا بأى آدمى يقترب من المقطم.. وإذا به و-بهم- يستعرضون القوة التى يدّعون أنهم وصلوا إليها.. وباستخدامهم قوات الشرطة والأمن المركزى بعد اختيارهم اللواء محمد إبراهيم فى الداخلية لتنفيذ أوامرهم.
من أين أتوا بهذا الغرور؟ إنه غرور الجهل.. وقد فات عليه -كما يفوت عليهم دائمًا- أن هناك مواطنين يفضحونهم ويكشفونهم.. فقد قامت ميليشيات الإخوان باحتجاز متظاهرين وفى المساجد أيضًا.. واعتدوا عليهم.. وجردوهم من ملابسهم.. وعذبوهم.. ورموهم فى الصحراء بعد ذلك.
ومع هذا يخرج علينا محمود حسين وجماعته ويدعون أنهم كانوا ضحية للبلطجة.. فأى بلطجة تم ممارستها فى المقطم يوم الجمعة؟ وربما كان فى صف المتظاهرين المحتجين على سياسات الإخوان والذين تناودا إلى مكتب الإرشاد باعتباره مقر الحكم الحقيقى، كما كان الحزب الوطنى، صحفيون وكاميرات، وكان الكل يشاهد تصرفاتهم على الهواء مباشرة.
فماذا عن ميليشيات الإخوان الذين أتوا من محافظات كثيرة فى مجموعات تحت قيادات محلية.. وسلمت نفسها لقيادات أعلى فى مكتب الإرشاد.. وتمت حراستهم بقوات الشرطة؟
ألم يفعل هؤلاء جرائم؟
إنه الكذب الذى استحلوه.
الشعب يريد الخلاص.