إنهم يرتعبون من الحكومة المحايدة.
وطِلع عندهم حق...
تَملُّص الإخوان ومرشدهم ورئيسهم وحزبهم دوبلير الجماعة من المطلب الواضح الحاسم الذى يطرحه المعارضون بتشكيل حكومة محايدة للإشراف على الانتخابات يبدو الآن مفهوما تماما.
الجماعة رغم احترافها الكذب واعتناقها مذهب التضليل السياسى فإنها صادقة جدا مع نفسها وواقعها على الأرض. إنهم يرتجفون من انهيار شعبيتهم ويرتعبون من فقدان كرسى الحكم الذى صعدوا إليه فى لحظة بهتان عظيم فى حياة مصر، فالجماعة التى تطنطن ليل نهار بأنها تريد أن نحتكم إلى الصندوق ونذهب إلى انتخابات تفصل بين المتخاصمين سياسيًّا، تعرف يقينا أن الصناديق ستنتهى بها إلى هزيمة تاريخية لو جرت بأمانة بل بنصف نزاهة. ولذلك فمن الصعب جدا أن تتخلى عن حكومة تزوير الانتخابات التى تتشبث بها ويصرّ عليها محمد مرسى رغم فشلها المريع لأن بقاءها على مقاعدها هو الضامن الوحيد للتلاعب فى تصويت المصريين حتى تتحصل الجماعة على أى أغلبية تستر عُريها وتدارى سوأتها وتكمل مسيرتها فى أخونة الدولة.
بالمناسبة، يُلِحّ قيادات الإخوان على نفى مؤامرة أخونة الدولة بثرثرة فارغة بينما يكفى فقط دليلا على هذه الأخونة التى تهزأ بكل القواعد والمعايير أن نتأمل مسخرة إشهار الجمعية الخزعبلية التى سارع الإخوان بإشهارها عبر وزارة الشؤون الاجتماعية التى حوّلوها بنجوى هانم خليل إلى وزارة الشؤون الإخوانية، حيث تم إشهار كيان وهمى بنفس السرعة التى وعد بها الهدهد سيدنا سليمان عليه السلام أن يجىء بها بعرش بلقيس ملكة سبأ، إذا لم تكن هذه السابقة الفضائحية دليلا على دولة تأخونت فما الذى سيكون دليلا أوضح وأفضح وأفدح؟!
المهم أن نتائج انتخابات الاتحادات الطلابية ونقابة الصحفيين وكذلك نقابة الصيادلة مؤشر مقنع على تردّى جماهيرية الإخوان بل وتراجع قدرتهم على التنظيم، فكيف بالله عليكم سوف يسمحون بانتخابات ذات صناديق نزيهة فى انتخابات هى الأهم والأخطر والأكثر مصيرية؟
نحن أمام جماعة صار فشلها مَضرب الأمثال فى العالم كله، وأمام رئيس لا يُخفِى للحظة ولاء قراراته ومواقفه لجماعته، ولم يَعُد ينظر إليه المصريون على أنه رئيس لهم بل صار عندهم مندوبا للإخوان فى قصر الرئاسة، والبلد كله يُساق إلى داهية ما يعلم بها إلا ربنا، وتبدو مصر بشعبها، بناسها، بقواها السياسية، باقتصادها، بشرطتها، بجيشها، تتهاوى على سفح السقوط فى هُوّة الفوضى، ومع ذلك فإن العقل الإخوانى القاصر والعاجز لا يستوعب الحقيقة، ويبدو عازما متوكلا على الله أن ينتحر ويَنحَر معه مصر.