اغتصاب جثة عجوز فوق هضبة المقطم

مقالات - 24 مارس 2013 11:52 م

(1)

أنت الآن عضو بتنظيم القاعدة..

يتهمونك بأنك عضو كيان غير قانونى.. يريدون ملاحقتك.. يشهرون بك في إعلامهم الذي تكرهه.

اضطهاد.. اضطهاد يعنى.

الحل بسيط.. قدم جمعية مشهرة في وزارة الشؤون الاجتماعية.

ما رأيك في جمعية خيرية باسم تنظيم القاعدة؟؟

أنشئ كيانا موازيا ليس له أى علاقة بالكيان الأصلي.. قيادة أخرى وهيكل منفصل ثم سمه نفس الاسم وقل القاعدة جمعية مشهرة.

ستقول لى: «مينفعش».. لا يا سيدى الخطة عملية ومجربة.. الإخوان عملوها ونفعت.

سيقولون: لكن الإخوان ليسوا تنظيم القاعدة.. قل لهم طبعا فالقاعدة لم تصل إلى الحكم.

(2)

منذ عامين.. يطالب مجموعات من المواطنين الدولة بتقنين أوضاع تنظيمات الإخوان والألتراس و6 أبريل.

الفكره أن تخضع اشتراكات الأعضاء وسبل إنفاقها لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، تشرف الدولة على الانتخابات الداخلية ويكون الانضمام وفقا لقواعد انضمام بلائحة واضحة.

هذا لا يريده الإخوان لضمان استمرارهم تنظيما مغلقا يختار أعضاؤه وفقا لقواعد السمع والطاعة والثقة بالقيادة.. وكذلك كى تحظى الجماعة بفرصة إدارة اشتراكات أعضائها في مشروعات استثمارية للجماعة بينما منافسوها السياسيون لا يسمح لهم القانون بهذا.

الإخوان نجحوا..

رسميا.. أعلنت وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية أن جماعة الإخوان بهيكلها الحالي وأنشطتها لا تزال خارج الرقابة وليست مقننة. والجمعية تختلف عن الجماعة في هيكلها ولوائحها وإدارتها.

وهكذا انتصر الإخوان.. حافظوا على التنظيم من أن يخضع لرقابة الدولة.. وهو الآن يحكم الدولة.

هذا نجاح باهر.. فهلا باركتم لأخيكم محمد بديع.

(3)

«بديع.. سنسجنك.. هذا ليس تهديدا هذا وعد»

كان هذا عنوان مقال للكاتب عقب اشتباكات الاتحادية ..الفكرة ببساطة أنه في أى ديمقراطية التظاهر مكفول ولكن الذهاب لمعارضين غير قانونى والاشتباك معهم مسؤولية من حشد باتجاههم.

الفكره لم تعجب الإخوان ورددوا هراء عن «شرعية ومؤامرة والإخوة الكبار يعرفون أكثر»، أما الرئيس فتجاهل، ونائبه العام لم يحاسبمكتب الإرشاد أو أيا ممن التقطت لهم فيديوهات وهم يقومون بالتعذيب.

زهقت أكثر من عشر أرواح و لم يحاسب مخلوق.. الإخوان لم يثبتوا حينها قدرتهم على فض الاعتصامات ولكنهم أثبتوا شيئا آخر..

الدولة لا تستطيع أن تحاسب.

(4)

قبل الذكرى الثانية للثورة.. أسير في شوارع القاهرة فأجد أغرب ملصق دعائي في التاريخ.

26 يناير.. القصاص أو الفوضى

حتى هنا يبدو ملصقا «عادى» لمتحمسين يهددون.. ولكن الجملة التالية كانت الألطف على الإطلاق "انزل شارك".

أشارك في ماذا؟.. القصاص أم الفوضى.

وفي 9 مارس حدثت أكبر سلسلة حرائق في مصر منذ حريق القاهرة عام 1951.

الدولة لم تستطع أن تلاحق أحدا.. فمن لم تحاسب مؤيدا تعجز عن محاسبة معارض. و من تذكروا أن الألتراس لا وجود قانونى لهم نسوا أن تنظيمهم لا وجود قانوني له.

انكسار الإخوان في الاتحادية جعلهم يجلسون بجوار أمهاتهم يشاهدون التلفاز بينما قصر الاتحادية محاصر.

قبيله الإخوان عاجزة.. والدولة اختفت.

(5)

مسيرات تزحف باتجاه مكتب الإرشاد..

اشتباكات .. وإصابات بالغة في صفوف الاخوان.. بعدها يعلن محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان أن التنظيم قرر تتبع كل من دعا للمظاهرات أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، أو شارك في المظاهرات من خلال القانون.

قال لك: من خلال القانون

جنود السمع والطاعة انهزموا في مواجهاتهم كلها.. الخطة ب الآن: الدولة والقانون.

لكن لن تتحرك دولة.. فلم تعد هناك واحدة اصلا.

هناك تذمر الآن في صفوف التنظيم.. فالإخوان حائرون.. يفكرون .. يسألون؟؟

القادة فى التنظيم قالوا لهم أسانيد شرعية لقتال الخصوم.. وجندى الدعوة يتساءل: ‘ذا كان القتال جائزا.. والفض بالقوة جائزا.. فلم لا يكون القتل جائزا؟؟

لم لا نستخدم تكتيكات عسكرية أفضل؟؟.. لم لا نلجأ لتسليح اكثر؟

هم جنود الدعوة.. والجندى بطبيعته غبي غير قادر على التحليل.. لذا فلا يدركون أعمار من يواجهونهم ولا انتماءاتهم الطبقية والاجتماعية.. يريدون أن يستخدموا عنفا اكثر ولحظتها سيأتيهم رد مزلزل وسيردون عليه بما هو أعنف.

كرة الثلج تكبر.. وأفراد التنظيم يهددون عبر شبكات التواصل الاجتماعى بمواجهات ستستكمل تدمير الدولة التى هم أصلا ــ تخيل ــ من يحكمونها.

هل تساءلت يوما كيف انتهى الحال بالسودان في عهد الترابي والبشير.. وصومال شباب المجاهدين.. وفلسطين حماس .. أفغانستان طالبان.. الشيشان من أحلام دولة إسلام إلى تقسيم الدولة التى يحكمونها..

ظروف هذه البلدان متباينة.. ولكن النهاية دوما واحدة.

إن لم تتساءل يوما.. حان الوقت لتفعل.

(6)

الدولة كالدراجة إذا توقفت سقطت.. والدولة توقفت منذ اشتباكات الاتحادية.

ومن تصوروا أنهم الأغبياء الوحيدون على كوكب الأرض اكتشفوا أن هناك من هم أغبى منهم.

من برروا فض الاعتصام بالقوة فوجئوا بأن بشرا آخرين يبررون التظاهر بالمولوتوف أمام مقر.. والبلاهة التي تبدأ فى 5 ديسمبر لا تنتهى فى 22 مارس.

العزيزة «الدولة» قتلت على يد المؤيدين في مصر الجديدة واغتصب المعارضون جثتها فوق هضبة المقطم.

إنما أهلك من قبلكم أنه إذا فض الحزب الحاكم اعتصاما تركوه وإذا زحف معارضون باتجاه مقر التنظيم طالبوا بتطبيق القانون.

ليس بالغباء وحده يحيا الإنسان.. ومن لا يريدون دولة تشرف على تنظيمهم.. لن يجدوا دولة ليحكمها تنظيمهم.

خلص الكلام.. والحجارة اتكلمت

موسوعة الحرب الأهلية (الصغيرة) كاملة وبالترتيب الزمنى:

في الأرض مخلوقان.. الإنس والإخوان