هل ما زال محمد مرسى يرى نفسه رئيسا بعد ما جرى فى جمعة رد الكرامة أو جمعة المقطم؟!
لقد بات واضحا حالة الانقسام بين ما هو إخوانى وما هو غير إخوانى.
وبالطبع ستجد التبرير والكذب والتضليل من قيادات الإخوان والمتحدثين باسمهم ومواليهم وموالسيهم ومن قيادات الأمن المركزى الذين هم فى قلب محمد مرسى باعتبارهم شاركوا فى عبور ثورة 25 يناير من أن المتظاهرين الثوار هم المخطئون فلماذا ذهبوا إلى المقطم إلى بيت الإخوان؟
وسينكر الإخوان على المتظاهرين حقهم فى التظاهر السلمى وحقهم فى الرد على الجرائم التى اقترفتها ميليشيات الإخوان فى المقطم، والتى وصل فيها الاعتداء على الصحفيين ولطم ناشطة سياسية بالقلم فكانت جمعة رد الكرامة التى دعا إليها الثوار لتذكير الإخوان بأهداف الثورة، والتى كان على رأسها استعادة الكرامة للمواطن الذى يجرى هدرها الآن بسياسات الإخوان وبميليشياتهم، لكن الإخوان كانوا بالمرصاد فهم لا يرون كرامة إلا لأنفسهم وكفى على المصريين أن أرسلوا محمد مرسى مندوبا لهم فى قصر الرئاسة فعلى الناس أن تشكر ربها وتقبّل يدها وش وضهر على وجوده حتى ولو كانت سياساته -أقصد سياسات الجماعة- ستؤدى بالبلاد إلى الانهيار، وأتوا برجالهم وميليشياتهم من المحافظات المختلفة تحت زعم الدفاع عن بيتهم فى المقطم على الرغم من أنهم يستخدمون قوات الأمن المركزى لصالحهم وأصبحوا يأتمرون بأوامر قيادات الجماعة -أليسوا فى قلب محمد مرسى؟- ويقومون بأعمال الميليشيات من إلقاء القنابل، وإطلاق الخرطوش، والرصاص الحى، وسحل المتظاهرين والقبض العشوائى عليهم وتعذيبهم فى المعسكرات وقتلهم ثم الادعاء بعد ذلك أن الموت جراء حادثة سيارة (!!).
لقد كان من الممكن أن تمر المظاهرة فى المقطم بشكل سلمى وكأى مظاهرة لكن قيادات الإخوان أرادوها حربا أهلية فهم ينظرون إلى الآخرين وإلى الثوار باحتقار (وكفاية ثورة بقى) فالإخوان وقياداتهم هم المحتكرون للثورة الآن والمتحدثون باسمها بعد أن سطوا عليها وأجهضوها وأنهوها رغم أنهم لم يكونوا دعاة ثورة وحتى لو قامت الثورة لن يشاركوا فيها.. ألم يقل ذلك محمد مرسى شخصيا؟!
لكنهم لا يريدون أحدا غيرهم فى المشهد وإن وُجد غيرهم فعليهم اتباع أدبيات وسلوكيات الإخوان فى السمع والطاعة لقيادات مكتب الإرشاد.
لقد ذهب المتظاهرون إلى مقر مكتب الإرشاد لإعلان غضبهم من سياسات وحكم الإخوان ومحمد مرسى وبعد أن اكتشف الجميع أن محمد مرسى ليست له علاقة بالحكم وأن الرجل منفِّذ فقط لقرارات قياداته فى مكتب الإرشاد.
فهل تأثر محمد مرسى بأى شىء من ذلك؟!
وهل يخشى محمد مرسى مما يخشاه الكثيرون فى هذا البلد من الدخول فى مواجهات قد تؤدى بالفعل إلى حرب أهلية؟!
إنها جرائم إخوانية.
ويغذيها محمد مرسى وسياساته، فهو ليست له علاقة بما يجرى فى الواقع على الإطلاق من أزمات ويستمر على سياسات استبدادية ورثها من النظام السابق ويريدون أن تكون فى يد الإخوان كبديل للحزب الوطنى الفاسد.
هكذا يفكرون إذا كانوا يفكرون أصلا.
ولعل من شاهد محمد مرسى فى خطبته فى المنطقة المركزية يوم الجمعة يعرف مدى ما وصلنا إليه، فالرجل لم يقل أى جملة مفيدة وإنما رغى وأى كلام كعادته، فالرجل لا يعرف ماذا يقول وربما لم تصله التعليقات من قياداته.
إن ما يحدث الآن هو جرائم كبرى يجب أن يُسأل عنها محمد مرسى.
لكن محمد مرسى ليس هنا وليست له علاقة.
وإذا أُحرق البلد فليست له علاقة.
وإنما سيدّعى هو وجماعته أن الثورة المضادة وراء ذلك لا الإخوان المعتدين، رغم أن الجميع بات يعلم الآن أن الإخوان هم الثورة المضادة.
الشعب يريد الخلاص.