صعبان علىّ الأخ عصام العريان.. ناقص يعمل «عجين الفلاحة» ومع ذلك يظل مربوطًا على الدرجة الثالثة فى حزب يتهاوى من الفشل والكذب وخداع الناس والاتجار بالدين!!
لم يترك الرجل شيئًا إلا فعله من أجل رضا من بيدهم الأمر فى الجماعة وحزبها، هجوم بالباطل على اليسار.. لم يتأخر!! افتراءات على المعارضة.. لم يتوقف! اتهامات زائفة لشباب الثورة.. كان فى المقدمة!! تهديد للصحفيين والإعلاميين.. تفوق حتى على «لازم حازم»!! طلب للرضا الإسرائيلى ودعوة لعودة اليهود ورد ممتلكاتهم.. قدم الرجل الطلب الذى جعل منه بطلاً قوميًّا فى إسرائيل!!
الآن.. وفى محاولة يائسة لتحويل الأنظار عن المأساة التى يعيشها «الإخوان» وهم يواجهون شعب مصر بأكمله، يفتعل الأخ العريان معركة وهمية ويشن هجومًا على جمال عبد الناصر، يجتر فيه نفس الكلام الذى لم يتوقف أعداء النضال العظيم لشعب مصر تحت قيادة عبد الناصر عن ترديده على مدى السنوات الماضية، ولم تكن النتيجة إلا شيئًا واحدًا: يذهب هذا الكلام المنحط إلى زبالة التاريخ، ويبقى عبد الناصر فى قلوب وعقول الملايين.
يبقى عبد الناصر لأنه لم يكذب على الناس، ولم يخدعهم، ولأنه عرف الإسلام رسالة للحرية والعدل، ودينًا يجعل كرامة الإنسان هى الهدف، ويبقى عبد الناصر لأنه انحاز إلى الفقراء ورفض أن يجعلهم عبيدًا فى الأرض ينتظرون نصيبهم فى الآخرة لكى يبرر فقرهم، وإنما كافح لكى يأخذوا نصيبهم فى الدنيا ولكى ينالوا حقهم فى العلم والسكن والعمل والعلاج، ولكى يبنوا معا مصر التى يحلمون بها!
يبقى عبد الناصر فى قلوب وعقول الملايين لأنه قاتَل معهم حتى استردّ قناة السويس التى يريد حكم الإخوان الآن التفريط فيها!! ولأنه قاد معركة بناء السد العالى وقلاع الصناعة التى تريد جماعة العريان عرضها للبيع فى هذه الأيام السوداء!! ويبقى عبد الناصر لأنه بعد شهر ونصف فقط من ثورة يوليو كان يصدر قانون الإصلاح الزراعى، ويحوّل عبيد الأرض من الفلاحين إلى مواطنين يشعرون بالكرامة.. بينما كانت جماعة العريان تعارض ذلك، وتعود بعد سنوات لتشارك الحزب الوطنى المنحل فى طرد مستأجرى الأرض الزراعية من أراضيهم وتستخدم الدين الحنيف استخدامًا زائفًا لتبرير جريمة تشريد الملايين من الفلاحين لإرضاء سادتها الكبار!!
ويبقى عبد الناصر لأنه كان يعرف قدر مصر، وكان يؤمن بدورها العربى والإفريقى والإسلامى، وكان يثق بقدرة هذا الشعب العظيم على صنع المعجزات حين يجد الطريق الصحيح والقيادة الصالحة.. وليس الطريق إلى أفغانستان، أو القيادة التى تتحرك على أساس «طظ فى مصر»!!
ويبقى عبد الناصر لأن كرامة مصر كانت عنده فوق كل شىء، لم يكن يقبِّل الأيادى من أجل قرض مالى، ولم يكن مستعدا لرهن مصر لكفيل قطرى أو أجنبى، ولم يكن يقبل تجويع المصريين من أجل الحصول على شهادة صندوق النقد لكى يُغْرِق مصر فى المزيد من الديون.
ويبقى عبد الناصر لأنه قاتَل كرجل.. أخطأ وأصاب، وانتصر وانهزم، ولكنه لم يفرط يومًا فى حق، ولم يقبل أن يكون العدو هو «الصديق الوفى»!! وحين تحالفت أمريكا مع إسرائيل لتقع الهزيمة فى 67، وقف مع الشعب يرفض الهزيمة ويبنى جيش العبور، بينما كان من يعرفهم العريان جيدا يصلون شكرًا على هزيمة مصر!!
يبقى عبد الناصر فى قلوب وعقول الملايين، لأنه كان صاحب مشروع حقيقى لبناء الدولة الحديثة التى تضمن حقوق المواطنة لكل أبنائها، والتى تنقل المرأة من عصر الحريم إلى عصر تنال فيه حقوقها كاملة، الدولة التى يتم بناؤها بالعلم والصناعة لا بالدجل وتجارة العملة والسمسرة وعرض أصول مصر ومؤسساتها للبيع أو الإيجار!!
معذور الأخ العريان حين يرى عبد الناصر فى قلوب وعقول الملايين، ويرى صوره فى ميادين التحرير، ثم يسمع هدير الثورة تقول له ولرئيسه وجماعته: ارحلوا!!