بدأت تتسرب بعض نتائج جائزة "الميوزيك أوارد" التي تقام في شهر مايو وبدأت معها أيضاً التشنيعات التي تلاحق كل من حصل عليها أو في الطريق للحصول عليها.
عمرو دياب هو أكثر المطربين استحواذاً على تلك الجائزة فهو ينتظرها لرابع أو خامس مرة ويطارده هذه المرة منافسه التقليدي تامر حسني.
عمرو يحتل أيضاً المرتبة الأولى في تعرضه للنقد بسبب ما يحيط بتلك الجائزة من شبهات، المفروض أنها تعتمد على أرقام التوزيع وليس الإبداع، والأرقام لا تكذب أقصد المفروض أنها كذلك ورغم ذلك فإن تامر حسني قال أكثر من مرة أنهم عرضوها عليه مقابل أن يدفع 2 مليون دولار ولكنه رفض وأن منتج أشرطته نصر محروس كان على استعداد لكي يسدد المطلوب إلا أن تامر قال له لا أريد جائزة وطبقاً لهذه الرواية ذهبت الجائزة في 2007 إلى عمرو دياب.. أما قبلها بعام فلقد أثار حسين الجسمي حكاية مشابهة وبنفس الرقم 2 مليون دولار حيث قال أنها عرضت عليه وعندما رفض دفع – المعلوم – ذهبت إلى اليسا!!
وبالطبع غضبت اليسا وفتحت النيران على الجسمي.. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تصلني حكايات مشابهة عن هذه الجائزة التي تشغل بال نجوم ونجمات الغناء في عالمنا العربي. دعنا نتفق أولاً كما أن العلم لا يكيل بالباذنجان فإن الإبداع لا يمكن أن تحيله وأنت مطمئن إلى أرقام، إلا أنني أرى أيضاً أن الأرقام في حياة النجوم ليست كلها باذنجان وأن مؤشر التوزيع هبوطاً أو صعوداً ينبغي أن يصبح أحد أهم العناصر التي ينصت إليها الفنان ويعمل لها ألف حساب ولكنها ليست العامل الوحيد في التقييم.
الأرقام مفروض أنها لا تعرف المكياج، إلا أن الذي حدث وتكرر كثيراً مع هذه الجائزة تحديداً أن هناك تضاربات رقمية. مثلاً قبل عشرين عاماً أثيرت مشكلة كان طرفها الراحل مجدي العمروسي والذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد موزعي الكاسيت في الشرق الأوسط استندت الجائزة إلى الرقم الصادر من العمروسي على اعتبار أن عمرو هو الأكثر توزيعاً وبعد حصوله على الجائزة انتظر العمروسي أن يشيد به في وسائل الإعلام لكنه لم يفعل فما كان منه – أقصد العمروسي – سوى أن أعلن على صفحات الجرائد وفي كل وسائل الإعلام أنه أخطأ وأن المطرب الذي كان يستحق وقتها الجائزة هو محمد فؤاد المنافس التقليدي في تلك السنوات لعمرو دياب والتقط الخيط فؤاد وفي واحدة من تصريحاته النارية أكد هذه جائزة مشبوهة لا يشرفني الحصول عليها!!
جائزة تحيطها كل هذه التشوهات حتى ولو كانت بعض الحكايات حولها تحمل نوع من الضرب تحت الحزام للتقليل من قيمتها أو بسبب الغيرة الفنية التي لا تعرف سوى الانتقام، إلا أن الجانب الآخر من تلك الصورة هو أن جائزة "الميوزيك أوارد" فقدت مشروعيتها كقيمة أدبية.. فلماذا نرى سنوياً السعادة طافحة على وجوه مطربينا عندما تعلن أسماءهم، ثم يملئون بأحاديثهم أجهزة الإعلام وهم يؤكدون أن تلك اللحظة - لحظة استلامهم للجائزة - هي حدث تاريخي وموقف لا يمكن أن يغادر مشاعرهم طوال العمر.
هذه الجائزة وغيرها تتحول إلى مجرد رسائل يحرص النجوم في عالمنا العربي على أن يقدموها بين الحين والآخر لجمهورهم ليعلن كل منهم من خلالها أنه الأول والملك المتوج على عرش الغناء.. نعم الجائزة فقدت الكثير من قيمتها إلا أن الوجه الآخر من الصورة يؤكد أنه لا يزال لها بريق ولمعان زائف عند قسط من الجمهور.. ليس كل ما يلمع ذهب إلا أنه عند البعض يكفي أنه يلمع حتى ولو كان "فالصو".
ألا تذكركم تلك الجائزة بواحدة أخري نالها الرئيس المصري من جامعة باكستان وهي الدكتوراه الفخرية، هل شعرتم أن الرئيس يستحق تلك الشهادة بينما بلده تعيش في ظل حُكمه وقلة حكمته انفلات أمني واقتصادي وسياسي، الجوائز في حياة النجوم مثل الدكتوراه في حياة الرؤساء مجرد رسالة يبعثونها للشعوب ورغم ذلك فإن عمرو دياب بذل جهداً وحقق جماهيرية، فما الذي فعله بالضبط مرسي لينال الدكتوراه وبأي إنجاز يفتخر سوى أنه حقق في سبعة أشهر نجاحاً منقطع النظير في تنكيد عيشة المصريين!!