
أعتذر للثوار وأترحم علي روح كل شهيد سقط من أجل أن نعيش
إعادة الثقة للمشاهد المصري والعربي في نشرة التليفزيون المصري أهم أولوياتي
وفاة عبد الناصر الحقيقية كانت في نكسة 1967
السادات كان داهية ولكنه ضرب الجامعة العربية في مقتل بزيارته للقدس منفرداً
مبارك رئيس بالصدفة لا لون له ولا طعم ولا رائحة
مرسي يده مغلولة بالإخوان وجبهة الإنقاذ علي السواء
مصر تعيش الآن مرحلة أصعب من هزيمة يونيو
لست متفائلا بالمرحلة القادمة لأن النزاع السياسي بين الإسلاميين والليبراليين تحوَّل إلي حرب
بورسعيد تتعرض لأكبر اضطهاد نفسي عبر تاريخها
سادت حالة من التفاؤل والترقب علي أجواء العاملين في قطاع الأخبار عقب تعيين إبراهيم الصياد رئيسا لقطاع الأخبار خلفا لعبد اللطيف المناوي استجابة لمطالب الثورة التي شهدها التليفزيون .. والصياد هو ابن قطاع الأخبار ورجل مهني ليس له تاريخ مع ملفات الفساد.
فعلي الرغم من أنه كان نائبا لرئيس قطاع الأخبار السابق إلا أن دوره لم يكن مفعلا مما يجعله بعيدا عن منظومة المناوي وقبل توليه منصب رئيس قطاع الأخبار تولي مهمة رئيس لجنة المظالم بعد الثورة.
ويشهد جميع العاملين بالقطاع له بأنه شخصية محترمة وقادر علي تغيير السياسة التحريرية للأخبار، ولكن من الواضح أن التركة التي يحملها الصياد الآن مثقلة بالمشاكل والمنغصات وخاصة المطالب الفئوية التي لا يستطيع تحملها التليفزيون في ظل الأزمة المالية الحالية .
يحلم الصياد بتطوير قطاع الأخبار وتفريخ مذيعين "سوبر ستار" ويدعو جميع الإعلاميين المحترمين للتكاتف معه للنهوض بقطاع الأخبار ولإعادة الثقة للمشاهد المصري والعربي في نشرة الأخبار المصرية وإعادة قناة النيل للأخبار في ثوبها الجديد يصعب منافستها ، وللوقوف علي أهم ما يدور في قطاع أخبار، وشهادته علي أزمة بورسعيد، المدينة الباسلة، بصفته أحد أبناءها وعلي حكام مصر عبر تاريخها الحديث منذ ثورة 23 يوليو حتى الآن كان معه هذا الحوار:
كان علي قطاع الأخبار أن يعتذر لثوار وشهداء الثورة فيما بدر منه من تغطية سيئة فما موقفك من هذا الاعتذار ؟
رغم أنني لم أكن مسئولا عن قطاع الأخبار في تلك الفترة وكنت بعيدا عن صنع القرار ولكنني إذا كان هناك خطأ مهني تم في قطاع الأخبار في تلك الفترة التي ذكرتها فإنني بكل شجاعة أعتذر عن ذلك باسم زملائي في القطاع وأترحم علي روح كل شهيد سقط من أجل أن نعيش ولا أتردد في الاعتذار لأي أحد صاحب حق علينا لأننا في النهاية مؤسسة وطنية نعمل من أجل مستقبل هذا الوطن ولا نخاف في قول الحق لومة لائم .
ما هي أهم الوجوه الإعلامية التي تحرص علي ظهورها علي الشاشة المصرية كمنتج إخباري ؟
أنا أتمني أن أحقق قريبا التخصص بمعني أن يكون مذيع النشرات مختلف عن مذيع البرامج عن مقدم البرامج عن مذيع البرامج المسجلة حتى يكون لدي مذيع هواء ومحاور ومذيع برامج مسجلة ، وهذا التخصص الذي أقصده سيساعد علي خلق المذيع "السوبر ستار" لأنه لو نظرت في الفترة الأخيرة الذين دخلوا ما يسمي ببورصة المذيعين هم يعتمدوا علي العمل الواحد .
ومشكلتنا في الأساس أننا نتعامل في إطار مؤسسة يحكمها القواعد الحكومية أعداد كبيرة من العاملين لدرجة أن من الصعوبة جدا إعطاء كل مذيع برنامج ولذلك أخذت قرار بأن لا يستعان إلا بمذيعين قطاع الأخبار في النشرات والبرامج فقط وذلك اعتبارا من بداية شهر مارس الماضي، وهذه محاولة في إطار التقشف المالي الذي نعيشه الآن وأيضا في إطار أنني أريد أن أصل لمرحلة أن مذيعين الأخبار يبقوا متخصصين وهذا في اتجاه خلق المذيع "السوبر ستار" المحاور.
ما هي أهم التحديات التي تواجهك في قطاع الأخبار ؟
الثقافة هي أكبر التحديات أو إثراء ما يمكن أن نسميه بـ "العقل الجمعي" ، أي أنه لابد من إحياء الثقافة السياسية ولازم أنا كمذيع داخل علي حوار كبير ومهم أن أكون محضر له بشكل كبير ، ولذلك اتفقت مع مدير عام المذيعين أن نعقد اجتماع كل أسبوع في مكتبي لمناقشة موضوع محور الساعة ، ونقدم عدة أطروحات في كيفية طرح الأسئلة ومتى أقاطع الضيف من عدمه وأن يحاضرهم متخصصين في هذا المجال .
إن العمل سيرتكز في المرحلة القادمة علي تحقيق مضمون جديد لقطاع الأخبار شكلا ومضمونا، مع الالتزام بالحياد التام بالإضافة إلي تحقيق العدالة بين العاملين جميعاوأن يتم التقييم علي أساس واحد وهو الكفاءة دون النظر لأي معايير أخري و إعادة الثقة للمشاهد المصري والعربي في التليفزيون المصري هي أهم أولوياتي .
كيف تري المرحلة القادمة لمصر وأنت علي رأس قطاع أخبارها؟
قطاع الأخبار جزء من إتحاد الإذاعة والتليفزيون أو مبني ماسبيرو الذي يعد انعكاس لما يحدث في مصر كلها والحلة التي تعيشها، وكنت إلي وقت قريب متفاءل وكنت متصور أننا في حالة مخاض بحيث أنه سيسفر عن هذه المرحلة انطلاقة جديدة لمصر الثورة بعد أن أسقطت النظام الفاسد وبدأنا مرحلة تحول ديمقراطي حقيقية وكنت دائما أقول بعد كل ليل بأتي فجر جديد لكن هذا محتاج صبر وتؤده وتخطيط وان تعود الأمور إلي طبيعتها.
الحقيقة هذه الأيام بدأت أشعر بالقلق لأن هذه المرحلة هي أصعب مرحلة في تاريخ مصر منذ عهد الفراعنة وتعرض مصر عبر تاريخها لمواقف صعبة حتى مصر أيام محمد علي وحتى عندما تعرضنا للاحتلال الإنجليزي الذي دام 75 سنة لكن كانت هناك إرادة مصرية قادرة علي تخطي الصعب، وعندما قامت 23 يوليو حدث تحول كبير في التاريخ الوطني لمصر وهذه الثورة لم تأتي من فراغ وغنما كانت تتويج لنضال وطني مصري بدا من ثورة عرابي ومرورا بثورة 1919 حتى قيام الثورة في 1952 وكانت الإرادة المصرية متجسدة في كل هذه الأحداث التاريخية العظيمة.
في 1967 تعرضنا لنكسة وهزيمة وأنا بحكم حداثة سني في ذلك الوقت كنت أتصور أنه أصعب موقف واجهته مصر، ولكننا نعيش الآن في مرحلة أصعب من هزيمة 1967 نفسها.
هل من الممكن أن تعود ثورة 25 يناير إلي فورتها الأولي؟
الثورات لا تستنسخ بمعني أن ثورة 23 يوليو لن تعود مرة أخري ولن يكون هناك عبدالناصر مرة أخري لكن الثورات هناك نوع من التطور الطبيعي للأحداث السياسية قد تقود إلي ثورة عندما تحتدم الأمور، نستطيع أن نقول أنها مرحلة التحول الديمقراطي في مصر فكانت الأحزاب ديكورية في عهد النظام السابق والآن هناك أكثر من 60 حزبا وقوي سياسية وأراء وتفاعل وصراع سياسي بالمعني الحميد ولا أقول تقاتل أو تصارع نفسها من اجل مستقبل أفضل.
أري أن الثورة هي الانفتاح علي عالم جديد من أجل مستقبل أفضل لان التعبير العلمي للثورة هو التغيير الجزري وليس تغيير الأشخاص.
لماذا لم نصل حتى الآن لهذا التغيير ومن الذي يلام علي ذلك؟
أري أن كل من يعمل في مجال العمل العام أو العمل الوطني مسئول عن ذلك في كل الاتجاهات فلابد ان نعطي الفرصة لرئيس الدولة لكي يمارس عمله بلا قيود أو ضغوط لابد أن تكون هناك معارضة رشيدة تعمل من أجل مصر وليس من اجل انتزاع السلطة لابد أن يكون هناك برلمان تحقق فيه الديمقراطية وليس برلمانا به أساتذة لترزية القوانين فأنا أري أن المستقبل كان في يدنا
هل غاب هذا الأمل في المستقبل حاليا؟
والله أنا لا أريد أن أصادر حقي في أن أحلم لكن أتصور أن المستقبل بيد الله أولا وثانيا لابد أن تتنازل النخبة في كل المواقع سواء مواقع الحكم أو المعارضة ويصلون إلي أرضية مشتركة في النظر في مصلحة هذا الوطن وعلم التفاوض يقول إذا اختلف اثنان يتحتم عليهم الجلوس للتفاوض ودائما عندما نتفاوض لا نبدأ بنقاط الخلاف لأنه إذا بدأنا بها لن نلتقي أبدا وعندما نبدأ بنقاط الاتفاق يكون عندنا إمكانية لبحث نقاط الخلاف
فالساسة في مصر بكل ألوان الطيف السياسي عليهم أن يبحثوا عن نقاط الاتفاق واعتقد أننا جميعا لن نختلف علي أننا جميعا نريد مستقبلا قويا لهذا البلد.
كيف تري النزاع القائم بين القوي السياسية مثل جبهة الإنقاذ والليبرالية وغيرهم والقوي الإسلامية وعلي رأسهم "الحرية والعدالة"؟
في سياقه الصحيح هو ليس نزاع ولكن هو حرب حقيقي بينهم وأراه ظاهرة صحية لأن هذه هي الديمقراطية والجميع بلا استثناء وطنيون.
ألم تري أن هذه الحرب السياسية بينهم سبب عدم تحقيق مبادئ ثورة 25 يناير؟
الذي حدث هو أننا خرجنا عن السياق اننا صورنا او تصورنا ما حدث أنه صراع محدود النظر لا يرقي لخدمة هذا الوطن فأصبح صراع من اجل السلطة وتناسينا في زحمة وخضم الأحداث أننا لدينا رئيس شرعي منتخب لأول مرة في تاريخ مصر الحديث ولماذا نضيع هذه الفرصة
أنا أري لو أننا أعطينا الفرصة لكي يمارس دوره وأعطينا الفرصة للمعارضة لكي تمارس دورها وفي طريقنا لبرلمان يكون فيه الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان وان يكون التنافس من اجل خدمة هذا الوطن ستكون الأمور أفضل
ألا تري معي أن الأحزاب ما زالت شكلية وورقية؟
طبعا ما زالت ولهذا أري أنه لا بد من تفعيل هذه الأحزاب لتكون قادرة وان تكون لديها قواعد جماهيرية تؤثر في تشكيل الصورة العامة للديمقراطية.
كيف تري مشكلة بورسعيد ومدن القناة عموما؟
إن قلبي يدمي ألما ودما من أجل بورسعيد ويكفي أن أقول لك أن هذه المدينة الباسلة لا تستحق ما يحدث لها، لست لأني من أبنائها وهذا شرف لي، ولكن لان الجميع فشلوا في أن يفهموا من هم أهل بورسعيد.
ومشكلة بورسعيد ليست مشكلة اقتصادية او اجتماعية ولكن مشكلتها نفسية لأن اهل بورسعيد شعروا بالاضطهاد من النظام السابق وأحسوا أن هناك تفرقة في التعامل بينهم وبين من هم في القاهرة والدليل علي ذلك الواقعة الشهيرة التي وقعت في التسعيينات مع مع مبارك الذي كان يعامل اهل بورسعيد بجفوة وقسوة في نفس الوقت
وعندما حدثت مذبحة الإستاد في بور سعيد للأسف الشديد زاد إحساس اهالي بورسعيد بالإضطهاد لأن مل حدث كان يمكن ان يحدث في أي ملعب ف يمصر وظلمت المدينة بما حدث وقيل عنها، وكان يجب التعامل مع الحدث باكثر حكمة وفي النهاية كلنا أبناء مصر يؤسفني ان البعض رفع لافتة "دولة بورسعيد المستقلة" ولا نجد احد محولة تحليل هذا الكلام وما هي الظروف التي دفعتهم إلي هذه النقطة واعتقدد ان وصولا بشعورهم غلي انهم دون الآخرين أي انه وقع عليهم قهر سياسي واجتماعي واقتصادي ونفسي وهو أشد انواع القهر التي وقع عليهم وهولا يستحقون كل ذلك
ما هو الحل لهذه الأزمة من وجهة نظرك؟
أن تعود لبورسعيد مصريتها
كيف؟
أن نتفهم أسباب هذا القهر النفسي وان نزيل أي نوع من أنواع التمييز فكلنا مصريون ونعيش تحت علم واحد ولا فرق بين بورسعيدي وقاهري وإسكندراني، ولابد من يكون هذا علي جميع الأطياف سواء الحكومة أو الأحزاب أو المعارضة وكل الذين يملأن الشاشات والبرامج في مصر..الخ.
كيف رأيت مصر في عهد جمال عبد الناصر؟
تعلقت بعبد الناصر عندما كان يأتي كل عام لبورسعيد في 23 ديسمبر للاحتفال بعيد النصر فشاهدته علي بعد خطوات قليلة رجلا عملاقا اسمر الوجه لا تفارقه الابتسامة وكان أول رئيس مصري تبصره عيني، ولكنني شعرت بانكسار شديد عندما سقط العملاق في 1967 ورغم انه توفي في 1970 ولكن وفاة عبد الناصر الحقيقة ربما كانت في 67 رغم ما تحقق في 1973 في عهد السادات كان بفضل حرب الاستنزاف في عهد ناصر.
وماذا تقول عن السادات؟
كان داهية سياسية ورجل قد يجعلك تفكر في اتجاه غير الذي في ذهنه هو وهذا ذكاء وكان رجلا يحب الأضواء وذكاؤه هذا ساهم بشكل كبير في صنع انتصار أكتوبر، وما حدث بعد 1973 فيما يعرف بالانفتاح الاقتصادي أراه غير جيدا وكان يجب علي السادات أن يجمع العرب أولا ويذهب بهم إلي القدس وهذا خطأه الكبير لأنهم هرولوا وراءه بالتعامل مع إسرائيل وأصبحت تحركات فردية وان الجامعة العربية ضُربت في مقتل بعد زيارة السادات للقدس.
وماذا عن الرئيس السابق مبارك؟
جاء صدفة لكني أشعر كأنني أمام شيء لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولكن هذا الوضع استمر 30 سنه لسوء حظ مصر، وكان لدي مبارك مشروع قومي واحد هو منتخب كرة القدم، وعشت مصر في عهد مبارك للأسف حالة من الغيبوبة السياسية وحالة إلهاء طوال أكثر من 30 عاما.
وماذا عن الرئيس الحالي محمد مرسي؟
أول رئيس مصري في تاريخها الحديث يأتي إلي سدة الحكم عن طريق الصندوق الانتخابي أي بإرادة الشعب الحقيقية وكنت أتمني أن نستثمر هذا لخلق مجتمع ديمقراطي يقودنا لبر الأمان. وعندما قابلته طلبت منه مشروعًا قوميًا يلتف حوله المصريون ويتوحدوا، يجب أن تساعده كل الأطراف علي تحقيق التوحد المصري حول أهدف وطنية.
ألم تري معي أن الرئيس مرسي يده مكبلة؟
بداية أود أن أؤكد أن هناك أطراف في داخل وخارج مصر ليس من مصلحتهم أن تقوم لمصر قائمة، ففي الداخل يرون أنهم أحق من مرسي في حكم مصر وكان المسألة هنا مسألة كرسي الرئاسة والبعض الآخر خارج مصر لا يريدون لها رئيس قوي.
وعلي جماعة الإخوان وحزبها "الحرية والعدالة" والإسلاميين عامة من جهة وكذلك المعارضة بكل أطيافها وعلي رأسهم جبهة الإنقاذ من جهة أخري عن يكفوا أيديهم علي السواء عن الرئيس مرسي لكي يحكم مصر ويقودها إلي المستقبل.
من (العدد الأسبوعى).. حاليًا بالأسواق..