
أعلن "مهرجان الخليج السينمائي"، في دورته السادسة، عن تكريم الفنان الكويتي محمد جابر، ومنحه جائزة "إنجازات الفنانين"، وهو الفنان القدير الذي اشتهر على مدى رحلة غنية العطاء، امتدت على مدى نصف قرن، في مجالات التأليف والتمثيل المسرحي والتلفزيوني؛ الفنان الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة في أوساط محبيه في الخليج والعالم العربي على اتساعه.
كانت أحدث مشاركات الفنان القدير محمد جابر في "مهرجان الخليج السينمائي"، العام الماضي، من خلال فيلم روائي قصير بعنوان "الصالحية" للمخرج صادق بهبهاني، عن رواية الكاتب الأديب هيثم بودي، حيث تجرى أحداث الفيلم في حيّ الصالحية، بالعاصمة الكويتية، حول رجل أعمال طاعن في السن "يؤديه محمد جابر"، متعلّق بمكتبه التجاري، الذي بات منذ فقدان زوجته في حادثة عام 1954، بمثابة مكان الذكريات التي جمعتهما.
عن تكريم الفنان الكويتي محمد جابر بجائزة "إنجازات الفنانين"، قال عبدالحميد جمعة؛ رئيس "مهرجان الخليج السينمائي": "يُعتبر الفنان القدير محمد جابر من مؤسسي فن التمثيل والتأليف المسرحي والتلفزيوني، ليس في الكويت وحسب، وإنما في منطقة الخليج عمومًا، فقد ساهم بأعماله وإبداعاته، على مدى مشواره الفني الحافل، في تأسيس وتطوير قواعد الفنون التمثيلية خليجيًا، على رغم من أنه جاء في وقت كان فيه هذا اللون من الفنون حديث العهد في المنطقة، لكنه استطاع بموهبته الثرية سواءً في التأليف أو التمثيل، أم عبر إدارته عددًا من الفرق المسرحية، الإسهام في خلق بصمة خليجية واضحة المعالم، ولا زلنا جميعًا نذكر تلك الأعمال، التي أبرزت الكثير من النجوم الخليجيين، الذين امتعوا الأجيال المتعاقبة بأعمال لا تزال راسخة في الذاكرة الجمعية لأهل الخليج، ونحن إذ نكرّم الفنان محمد جابر، فإنما نكرّم تاريخ الفن والإبداع في منطقة الخليج، آملين أن يكون في هذا تعبير عن مدى امتناننا له".
وقد عبر الفنان محمد جابر عن خالص امتنانه وسعادته الغامرة بحصوله على الجائزة، قائلًا: " لقد تلقيت ببالغ البهجة والسرور لفتتكم الكريمة بشأن دعوتي لحضور "مهرجان الخليج السينمائي" في دبي واختياري وتكريمي في هذا المهرجان، الأمر الذي يعكس عمق إيمانكم برسالة الفن الذي قدّمته طوال مسيرتي الفنية، كما أنني أعتبر دعمكم الإعلامي المتميّز بمثابة الدافع لي للعمل والتواصل، وأودّ إفادتكم أن ما تمّ إنجازه من أعمال على مستوى مسيرتي الفنية، وما تمّ تحقيقه من نتائج، لم يكن يُكتب له النجاح لولا دعمكم المتواصل لنا، وآمل أن تساهم نتائج هذا المهرجان في دعم أعمالنا مستقبلًا، وذلك من خلال تواصلكم، ودعكم لنا".
يُذكر أن الفنان محمد الجابر ظهر على شاشة التلفزيون أول مرة عام 1961، عندما شارك في "ديوانية التلفزيون" مع الفنان القدير محمد النشمي، وهي سهرة قُدّمت بمناسبة افتتاح تلفزيون الكويت، انطلق بعدها مشوار محمد جابر الفني، بين التمثيل والتأليف، كما في المسرح والتلفزيون، كذلك الأعمال الإذاعية، حيث بدأ مشواره حينها مع الإذاعة الكويتية، لينطلق بعد ذلك، ويحقّق انتشارًا فنيًا ملفتًا، قاده إلى التعاون مع مختلف مؤسسات الإنتاج في دول مجلس التعاون الخليجي.
خلال مسيرته الإبداعية الحافلة، قام الفنان محمد جابر بأداء العديد من الأدوار والشخصيات التلفزيونية، التي لا زالت محفورة في الذاكرة، بالاشتراك مع أشهر فناني الخليج، منذ ستينيات القرن الماضي، وحتى اليوم، بدأها بمسلسل "مذكرات بوعليوي" عام 1964، مرورًا بعشرات أعمال الدراما التلفزيونية من طراز "أجلح وأملح"، و"درس خصوصي"، و"زواج بالكمبيوتر" و"بوالفلوس"، و"عيال بوسالم"، و"عمر الشقا"، و"ساهر الليل"، وصولًا إلى "كنة الشام"، و"جلثم وميثة".
أما على خشبة المسرح، فقد اشتهر الفنان محمد جابر بالعديد من الأدوار التي لا تُنسى، وكان أول ظهور له في مسرحيات "مضحك الخليفة"، و"آدم وحواء"، ومسرحية "اغنم زمانك"، التي تألّق فيها من خلال أدائه الرائع لشخصية "العيدروس"، تبعتها عشرات الأعمال المسرحية، نذكر منها "باي باي لندن"، و"الزرزور"، و"طماشة"، و"محاكمة علي بابا"، والبمبرة"، و"مراهق في الخمسين"، و"كلام الناس"، و"السندباد".. وغيرها الكثير.
على صعيد الإدارة الفنية، تولّى الفنان محمد جابر مسئولية إدارة فرقة "المسرح العربي"، حتى 1975، ثم أسس "المسرح الحر" بالتعاون مع زملائه الفنانين عائشة إبراهيم، وعبدالعزيز النمش، وعبدالله آل مسلم، وعبدالعزيز الفهد، ليقوم بعد ذلك بتأسيس "فرقة مسرح الزرزور".
سوف تُقدّم جائز "إنجازات الفنانين" للفنان محمد جابر، في الحفل الافتتاحي للدورة السادسة من "مهرجان الخليج السينمائي"، في 11 أبريل 2013.