قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن رحلة الرئيس باراك أوباما إلى إسرائيل والأردن هذا الأسبوع ليست هدفها حل مشاكل البلدين أو مناقشة الملف الإيراني أو الأنتفاضات العربية، ولكنها ستكون لتعزيز دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
و أوضحت أن حلفاء الولايات المتحدة يريدون المزيد من الوضوح بشأن السياسة الأمريكية في المنطقة والقضايا الحيوية،خاصة بعد الأضطرابات المتزايدة في المنطقة.
وألمحت إلى أنه اذا لم يغير الرئيس سياسته الخارجية، فسيترك إرثا كبيرا في اتجاه "فك الارتباط الأمريكي" بالشرق الأوسط. ورأت أنه خلال الأربع سنوات الماضية كانت استراتجية أوباما مع الشرق الأوسط واضحة حيث سحب القوات الامريكية من العراق وحاول حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحسين صورة الولايات المتحدة في المجتمع المسلم والتحدث مع انظمة معادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتجية فشلت لأنها اعتمدت على السياسة الأمريكية وليس على واقع الشرق الأوسط، وانقلبت عندما اصطدمت بتعنت النظامين السوري و الإيراني، وعنااد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والاهم كان تجاهلها عمق الجذور الاجتماعية و السخط السياسي والإقتصادي الذي اندلع إثر الانتفاضات العربية منذ عام 2011.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الإدارة لم تستجب لأنهيار النهج الأول من الإستراتجية، وبدلا من ذلك بدأت في خطوات رد الفعل، ما أدى إلى ظهور خليط مربك ومتناقض من سياسات حلفاء الولايات المتحدة، فهم يكافحون من أجل فهم سياستنا.
ولفتت إلى أنه بعد الانسحاب من العراق طالبت حلفاء الولايات المتحدة بعودتها ولكن مع تبيهاها،و هذا لا يعني أن هؤلاء الحلفاء يريدون الولايات المتحدة بدون مراقبة كما كانت في الماضي.
و اعتبرت "واشنطن بوست" ان خطأ الأطاحة بصدام حسين سلم العراق لإيران وتسبب ذلك في حرج الولايات المتحدة للتدخل في الربيع العربي والذي يعتقد الكثير أنه مدخل للمتطرفين. وذكرت أنه اذا كانت واشنطن ترفض القيام بدور قيادي في معالجة المشاكل في الشرق الأوسط، فإن البديل وهو أقل احتمالا "الحلول الإقليمية" والتي في كثير من الأحيان تعمل على أسس طائفية أو أيديولوجية.
وألمحت الصحيفة إلى انه في عام 2009، ذهب أوباما إلى القاهرة وعرض بداية جديدة، ولكن هذه المرة، حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، الذين مازالوا حريصين على مصالح أمننا القومي، يجددون الالتزام للزعامة الأميركية سيمثلون ذلك بشكل حقيقي.