ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

«تراعينى قيراط»

-  
نشر: 19/3/2013 4:00 ص – تحديث 19/3/2013 9:36 ص

الإدارة الأمريكية مشهورة دائما بإساءة تقدير الموقف فى مصر، وما حدث مع مرسى لا يختلف كثيرا عن هذا التخبط، فما زالوا يعتقدون أن بناء المؤسسات على أرضية من الاحتقان والتناحر يمكن أن يحل شيئا، مع أن الاستفتاء على الدستور، لم يحقق أمانا ولا استقرارا.

من سوء التقدير أيضا الاعتقاد الأمريكى بأن ما حدث منذ بداية العام الجديد، ليس إلا مخاضا طبيعيا فى طريق طويل لتحقيق الديمقراطية، بدلا من القراءة الصحيحة بأنه ثمرة احتقان وإحباط لقطاعات واسعة من المصريين، فى قلبها تلك القوى الشبابية التى بدأت الثورة، وآمنت وحدها بالتغيير الجذرى، وإزاحة النظام، فى وقت كان الإخوان يمشون فيه بجوار الحائط.

لا أظن أن التأييد الأمريكى لأى نظام يمكن أن يبعث على الفخر أو السعادة، ولكن العلاقة بين إدارة أوباما والإخوان تظل مثيرة للفضول، أراها دوما موضع اختبار، ومرتبطة أولا وأخيرا بالموقف الإخوانى من إسرائيل. زار مرسى نيويورك، ولكنه لم يحظ بمقابلة أوباما، فلما أصبح مرسى صديقا حميما لبيريز (بحكم البروتوكول ليس إلا)، ولما تمنى الازدهار للدولة العبرية (برضه من باب البروتوكول ليس إلا)، بدأ التشجيع الأمريكى لمولد مبارك جديد، لا تهمّ اللحية، المهم أنه من الممكن التعامل معه على خلفية أغنية عبد الوهاب المشهورة «تراعينى قيراط.. أراعيك قيراطين».

المطلوب من الشريك الجديد: الحفاظ على السلام مع إسرائيل، وتأمين الملاحة فى قناة السويس، وعدم السماح باضطرابات واسعة وشاملة لمدة طويلة تؤثر على استقرار دولة كبيرة بحجم مصر، وعدم انتهاك حقوق الإنسان، أو ما يطلق عليه الأقليات، بصورة واضحة وفجة، مع التغاضى عن هامش غير منظور من تلك الانتهاكات، إذا استدعت الضرورة ذلك.

على الطرف الآخر، يريد مرسى دعما دوليا لفكرة تمكينه محليا، ليس باعتباره صاحب مشروع إسلامى، ولكن باعتباره جاء إلى الحكم، هو وحزبه، بالصندوق، وبمناسبة الصندوق، فإن الدعم الأمريكى أساسى للحصول على القرض الضخم من صندوق النقد الدولى، اتفقت المصالح إذن، ولا بد من التعامل على الأقل على المدى القريب.

وصول الإخوان إلى السلطة كان أحد الاحتمالات المطروحة عندما أصبح واضحا أن نظام مبارك تحت جهاز التنفس الصناعى، ليس سرًّا أن الاتصالات مع الإخوان بدأت قبل سنوات من سقوط مبارك، وليس سرا أن الإخوان أرسلوا وفدا إلى أمريكا بعد إعلان نزول خيرت الشاطر سباق الرئاسة، كان ذلك مؤشرا على أن الفريقين يحبّان اللون الرمادى، وأن الأبيض والأسود لونان للاستهلاك المحلى.

لكن العلاقة بين أمريكا والحكام المتأسلمين لن تكون بنفس وضوح علاقتها بالكنوز الاستراتيجية البائدة، ستخضع للصعود والهبوط، ربما ستكون مهددة بعواصف وأنواء، حسب كل حالة، لا تقدر مصر أو تونس حاليا على حصار دولى مثل إيران، لا طريق سوى التذاكى المتبادل، حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.

سيناريوهات المستقبل غامضة ومعقدة، وهشاشة العلاقة قد تكون سببا فى انهيارها فى أى لحظة، لنُطلق عليها «شعرة أمريكا».

فى الملف الإسرائيلى، وكما شاهدنا فى قصف غزة، لن يقنع الجيران بكلمات إنشائية كتلك التى أرسلها مرسى إلى بيريز، انتهى دور الكلمات ومغزاها بعد فضح ونشر الرسالة على الملأ تحت الشعار الكلثومى الأشهر «ما دام تحب بتنكر ليه»، لنتذكر كذلك أزمة «أحفاد القردة والخنازير»، حرب غزة فى أحد أبعادها كانت محاولة لاكتشاف المدى الذى يمكن أن يصل إليه مرسى فى دعم إخوان فلسطين، لا ننسى أيضا رفض إسرائيل أى اقتراب من بنود المعاهدة، بعد بالونات اختبار سابقة لم نستغلها بإمكانية تعديل المعاهدة، فى ما يخص أوضاع القوات فى سيناء، لم يضغط أحد فى هذا الاتجاه، فتساءلت الدولة العبرية: «طيب ليه ندفع أكثر ما دام ممكن ماندفعش خالص؟!».

ما يهدد كل ذلك أنه لا توجد حتى الآن، لدى مرسى أو فريقه الرئاسى، أى خطة أو برنامج من أى نوع على الصعيد الداخلى مما ينذر بانهيار فى أى وقت الآن أو مستقبلا، المشكلة أيضا فى مزايدات بقية المتأسلمين، الذين انتقدوا بشدة خطاب مرسى إلى بيريز، والذين أوهموا الناخبين أن مرسى سيقودهم إلى القدس، فقادهم إلى الهدنة على طريقة مبارك، يُذكر أن أعضاء خلية مدينة نصر أطلقوا على مرسى لقب «الطاغوت» بعد أشهر قليلة من توليه الحكم!

فى حكايات «كليلة ودمنة» قصة ظريفة عن صداقة هشّة بين القرد والغَيْلم (ذَكَر السلحفاة)، بدأت بالقرد وهو يتسلّى بإلقاء التين فى الماء ليسمع صوت «الطرطشة»، فاعتقد الغيلم أنه يرمى إليه بالتين، أصبحا أصدقاء لا يفترقان، شعرت زوجة الغيلم بالغيرة، ادعت أنها مريضة وعلاجها أن تأكل قلب قرد، لأن الصداقة هشّة، قرر الغيلم استدراج صديقه القرد إلى البيت، حمله على ظهره، وحكى له وسط الماء عن رغبته فى الحصول على قلب قرد.

القرد الماكر قال لصديقه: «ألا تعرف أننا معشر القرود نترك قلوبنا على الشجرة حتى إذا نظرنا إلى نساء أصدقائنا لم تكن قلوبنا معنا، فلنعد إلى الشجرة لأحضر لك قلبى». الغيلم الملهوف على القلب، أعاد القرد إلى شجرته، فانتهت اللعبة بضحكة ساخرة ما زالت ترددها الأزمان. ترى هل قرأ الأمريكان والإخوان هذه الحكاية من قبل؟!

يظل الخطر الأكبر بشأن التجربة المرسية/ الأمريكية دائما فى إساءة تقدير الموقف من الطرفين بطريقة غبية كما يحدث الآن حول الاحتقان المشهود فى مصر، أما إذا أصر الطرفان على أن تقديرهما صائب، فلا يسعنى فى هذه الحالة سوى أن أتمنى صادقا أن ينفع الله مرسى بأمريكا بنفس الدرجة التى نفع بها الله مبارك بالولايات المتحدة.. آمين.

التعليقات