اتحاد شباب صحفي الأهرام في رسالتهم للولي : عفوا.. لقد نفذ رصيدكم.. موعدنا الواحدة ظهر الأربعاء
دعا اتحاد شباب صحفي الأهرام لوقفة احتجاجية يعقبها اعتصام مفتوح وإضراب عن الطعام احتجاجا على ما آلت إليه الأمور في الأهرام .. وبعث "الاتحاد " رسالة إلى ممدوح الولي رئيس مجلس إدارة المؤسسة ــ نصها كالآتي:
لم نكن نتمنى أن تكون تلك نهايتك معنا، ولكن يبدو أن حرصنا عليك وعلى تاريخك معنا كان أكبر من حرصك على نفسك وعلى تاريخك قبل توليك منصب رئيس مجلس إدارة الأهرام.
اعتقدنا أنك ستكون حريصا على الخروج بمؤسستنا العريقة من كبوتها لنتقدم سويا (أي كافة العاملين بالمؤسسة) نحو مستقبل أفضل، تفاءلنا خيرا وتجاهلنا كل ما قيل عن مجيئك لتنفيذ أجندة إخوانية لتصفية "الأهرام" ووضعها تحت سيطرة مكتب الإرشاد، ولكن ما قمت به من إجراءات وأفعال على مستوى الإدارة والذي من بينه مخالفة نص الدستور والقانون عن عمد أو من خلال مساندتك لسياسة تحريرية منحازة بشكل واضح تجاه فصيل بعينه يعيد إلى أذهاننا المقولة الشهيرة "ما أشبة اليوم بالبارحة".
فقد ثار الشعب المصري الكريم على نظام سيطر على الصحف القومية بكل ما أوتي من قوة، وهو الأمر الذي تكرر حين أراد "الإخوان المسلمين" أن يقفزوا عليها ويقتاتوا بثمارها، ولن نسكت حين تكون أنت أحد المستخدمين وأهم أدواتهم ورجلهم المكلف بالسيطرة على مؤسسة "الأهرام" لصالح مكتب الإرشاد.
لم تكن معركتنا منذ البداية معك، كانت معركتنا موجهة ضد محاولات مجلس الشورى السيطرة على الصحف القومية بتعيين رؤساء تحرير جدد يكون ولاؤهم للنظام السياسي القائم دون الأخذ في الاعتبار آراء الجماعة الصحفية أو الانتظار لصياغة دستور جديد يحدد وضعية المؤسسات الصحفية القومية، وينهي تبعيتها للحزب الحاكم أيا كان اسمه.
لهذا استمررنا في وقفاتنا واحتجاجاتنا كصحفيين من أبناء تلك المؤسسة ضد اختيار عبد الناصر سلامة رئيسا لتحرير جريدة الأهرام، والذي جاء اختياره مخالفا حتى لمعايير مجلس الشورى التي وضعها بنفسه.
كنا نظن أن حرصك على هذه المؤسسة ــ كونك أحد أبناءها ــ سيدفعك لأن تتلمس طريق الحياد المهني والإداري، ولن تساعد في ممارسات تعسفية للتنكيل بكل من يعارض ويرفض السيطرة على الصحف القومية، إلا أننا وجدناك مع عبد الناصر سلامة مشاركا مستترا في هذه الممارسات القمعية بالسماح بالتلاعب في أرزاقنا بسبب ممارستنا حقوقنا القانونية في التعبير عن آرائنا، بعد ثورة حطمت كل تابوهات الديكتاتورية والطغيان.
لم تكن معركتنا معك، وقد منحناك من منطلق حسن النوايا، الفرصة تلو الأخرى، وأخلصنا لك في النصيحة المرة تلو المرة، وعقدنا معك اجتماعات عديدة، حملت أفكارا للتطوير ومطالبا لتحسين أحوال المؤسسة والارتقاء بأدائها، لتحقيق مزيد من المهنية والموضوعية، والخلاص من التبعية لنظام حاكم أو سلطة قائمة لكي يكون ولاؤنا المطلق للشعب مثل ملكيتنا التي هي للشعب.
فقد طالبناك بأن تكون حكما بيننا وبين رئيس تحرير يحرص على تسديد فاتورة منصبه أكثر من حرصه على اسم صحيفته ومؤسسته العريقة، فوجدناك تنصره علينا وتساعده في التنكيل بنا، طالبناك بالانفتاح على العاملين بالمؤسسة وعقد اجتماعات دورية معهم لوضعهم في الصورة والاستماع إلى مشاكلهم، والعمل على حلها، فوجدناك تضع نفسك في برج عاجي لا يستطيع أحد الوصول إليه محاطا بجيش من السكرتارية والمنتفعين الجدد وحاشية لا هم لها إلا امتداحك وتملقك للحصول على مكتسبات خاصة، متجاهلا مطالب العاملين بالمؤسسة من صحفيين وإداريين وعمال.
طالبناك كثيرا ونصحناك مخلصين، ولم يكن لنا يوما مطلبا أو امتيازا شخصيا نبغيه، فكان المقابل هو التنكيل والتلاعب بالأرزاق علانية أو بالتهديدات المبطنة، فضلا عن استغلال صلاحيات المنصب الممنوحة لك بصفتك ضد كل من ينتقد أداءك المعيب، ويزيد على ذلك قيامك بالاستقطاع من أرزاق كافة العاملين بمبررات مختلفة، تحت مزاعم الترشيد، دون البحث في كيفية تنمية موارد المؤسسة المالية والبحث عن مصادر للتمويل بديلة تخرج بها من أزمتها المالية وتحسن من أوضاع العاملين بها الاقتصادية، وكأنها خطة لإحداث انهيار في المؤسسة تمهد لخصخصتها ومن ثم بيعها لرجل أعمال إخواني.
الأستاذ ممدوح الولي، ظنناك ولينا، فوجدناك وليا لمكتب الإرشاد، محملا بأجندة إخوانية، تفوح منها رائحة مريبة قد يكون هدفها إغراق "الأهرام" وتصفيتها، وهو ما لن نرضى به أو نسمح بحدوثه، وسنقف ضده مهما كلفنا الأمر.
نحن منذ اليوم في حل من أي التزام بيننا وبينك، فأنت لم تف بعهودك معنا ومضيت في طريقك غير عابئ بمطالبنا ومناشداتنا، ما حدث وما يحدث أنت وحدك المسئول عنه وأنت الذي ستتحمل تبعاته، ولن ننتظر غرق السفينة، وهدم المعبد فوق رؤوسنا جميعا، لذلك نبلغك رسالتنا: "عفوا.. لقد نفذ رصيدكم".. وسنقف احتجاجا الساعة الواحدة ظهر يوم الأربعاء المقبل (20 مارس الجاري) في بهو المبنى الرئيسي للمؤسسة، وسنحدد في وقت لاحق موعدا للاعتصام والإضراب عن الطعام دفاعا عن بيتنا، ولن نتراجع حتى تتحقق مطالبنا وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح، لن نتراجع إلى أن نعيد قرارات "الشورى" إلى المربع رقم صفر، برحيل من رئيس مجلس إدارة مدفوع بأجندة إخوانية، ورئيس تحرير يدير "الأهرام" وفقا لأهواءه الشخصية.
في سياق متصل يذكر أن محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار فريد تناغو نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس محاكم القضاء الإداري سوف تفصل يوم الثلاثاء المقبل (19 مارس الجاري) في الدعوى المقامة ضد رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي، والتي تطالب ببطلان قرار تعيين ممدوح الولي رئيسا لمجلس إدارة الأهرام، بينما لازالت هيئة مفوضي الدولة تعد تقريرها بالرأي القانوني عقب قرار محكمة القضاء الإداري، في الدعاوي القضائية المطالبة ببطلان قرار تعيين عبد الناصر سلامة رئيسا لتحرير جريدة الأهرام.
مرفق: صورة لإحدى الوقفات الاحتجاجية ضد السياسة الإدارية والتحريرية في "الأهرام"، وأخرى للوجو "اتحاد شباب صحفيي الأهرام".