ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

ميرفت.. المرأة التى استرجل عليها الإخوان

-  
نشر: 18/3/2013 1:32 م – تحديث 18/3/2013 1:32 م

اليوم، سأبوح بسر لم يكن يعلمه أقرب المقرَّبين إلىّ: لا يمر يوم علىّ إلا أقول فيه: «يا رب لو أنا ظالمة الإخوان بصّرنى»، لا لأننى لدىّ أى تردد فى مواقفى، لكننى كنت أخشى أن يكون الأمر مجرد ارتباك، وأن يكون هناك احتمال، ولو نصفًا فى المليون، أن كل ما يحدث هو مؤامرة من أطراف أخرى لإفشال الجماعة، أو أن يكون هناك طرف ثالث بالفعل يفتعل الشجار والأزمات. طبعًا حضرتك حتقول إن خيالى واسع، لكننى أكره الظلم، وإن للظلم لمرارة فى حلق الظالم أمضى بكثير من مرارته فى حلق المظلوم، ده لو عنده دم يعنى.. أنا شخصيًّا أبتهج جدًّا حين يقع علىّ ظلم.

العجيب أنه فى يوم السبت 16 مارس سنة 2013، طلبتُ من الله بحرارة، فى مقام مولانا المعظَّم سيدنا الحسين، أن يبصِّرنى لو أننى ظالمة، ولم أكَد أنتهى من طلبى هذا، وأخرج من الزيارة، حتى علمت أن عناصر من جماعة الإخوان المسلمين ضربوا شبابًا وفتاة كانوا يرسمون الجرافيتى على أسفلت الشارع الذى يقع فيه مقر جماعة الإخوان المسلمين، وللتذكرة، ما زالت الجماعة محظورة قانونًا، وليس لديها تصريح قانونى لممارسة أى نشاط، ولا أعلم بأى صفة تمتلك مقرًّا بالأساس، ومَن يمتلك هذا المقر، وما نوع الضريبة التى يدفعها. وبما أن الجماعة ما زالت محظورة، فلا بد أن مقرها محظور هو الآخر، بل إن أيًّا من الملاهى الليلة فى شارع الهرم له حرمة وصفة قانونية أكثر من مقر الجماعة، حيث إن الملهى الليلى لديه تصريح قانونى بمزاولة نشاطه، ويدفع صاحبه الضريبة اللازمة لممارسة هذا النشاط.

المهم ماطوّلش عليك.. ذهب الشباب، لا أقول للتظاهر، بل لرسم جرافيتى على أسفلت الشارع، فإذا بهم يفاجَؤون بهجوم ضارٍ من عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، وللأسف، فقد فاتتنى هذه العلقة وحَظِىَ بها أحمد دومة وميرفت موسى، ولهما الشرف.

لم أشأ، للمرة المليون، أن أظلم جماعة الإخوان المسلمين، فحين علمت بالخبر العام الذى أخبرنى به زوجى: «الإخوان ضربوا العيال عند المقر»، قلت له: «يمكن التانيين اعتدوا على المقر.. ما لهم حق لو رايحين يضربوهم، حقّهم يدافعوا عن نفسهم»، لكننى علمت بعد ذلك، أن الشباب لم يعتدوا على المقر، باعتراف جماعة الإخوان المسلمين، وأحد قيادييها، محمود غزلان، الذى أقرّ أن الشباب لم يعتدوا على المقر، وإنما «استفزّوا» شباب الإخوان بالرسوم والسباب! قلت طيب.. يمكن رسموا على حيطان المقر، ففوجئت أن الشباب كانوا يرسمون على أسفلت الشارع.. قلت يمكن شتموهم بأمّهم، فرأيت بعينَى رأسى على موقع «يوتيوب» شابًّا فى حجم البغل يصفع ميرفت موسى على وجهها حتى طرحها أرضًا، وكانت كل جريمة ميرفت أنها جذبت ذلك البغل الذى كان يسحل أحمد دومة هو ومجموعة من شباب الإخوان الذين تكاثروا على دومة. قلت: آآآآه، دلوقت بقى يقولوا مش احنا اللى عملنا كده، ويتبرّؤوا من المصيبة اللى عملوها...

كانت الطامة الكبرى هى الفرحة العارمة التى عمَّت مواقع وصفحات الإخوان المسلمين، حتى إن أحدًا ممن شاركوا فى ضرب النساء وسحل الشباب وضرب الصحفيين، ألا وهو أحمد خيرى، كتب على صفحته على «فيسبوك»: «الحمد لله الذى وفّقنى فى لطخ بعض بلطجية جبهة الإفلاس بالمقطم»! ولم يعَضّ على جرأته بالنواجذ، فلم يلبث أن محا ما كتبه، لكن ولله الحمد، سارع الشباب بأخذ صورة من اعترافه. الأغرب والأعجب، والذى بدا لى كأنه ردّ سريع لدعائى: مش ظالمة ولا حاجة.. مش ظالمااااااااااهم ولا حاااااجة، أن مواقع الإخوان المسلمين بدأت تتداول الفيديو الذى يُظهِر صفع أحد عناصر الجماعة لامرأة، وتكاثرهم على فرد، بفخر، وزهو، وانتصار! بل إن محمود غزلان قال فى تصريح له: «إن الوضع اليوم اختلف، حيث عمد عدد من المتظاهرين إلى سبِّ الإخوان وقيادتهم بأقذع الألفاظ واستفزاز شبابنا الموجود أمام المقر، وشارك فى الاستفزاز بعض الصحفيين والمصورين الذين حضروا مع المتظاهرين لتغطية الأحداث، فإذا بهم يصبحون فاعلًا رئيسيًّا بها، ما تسبب فى وقوع اشتباكات محدودة نرفضها جملة وتفصيلا»، وأضاف: «نؤكد حقّنا فى الدفاع عن مقراتنا ضد أى اعتداء»! سب الإخوان وقياداتهم؟ استفزاز شبابنا؟ اشتباكات؟ اشتباااااكااااات؟ وأنا اللى قاعدة أقول يا رب بصَّرنى، يا رب ما أكون ظالماهم.. مبسوطين من هبلى؟

يرى غزلان أن الكتابة على أسفلت الشارع «هنا مقر الخرفان»، ذريعة كافية لسحل أحمد دومة، الذى سافر إلى غزة تحت القصف وقت أن كان الإخوان يصلُّون فى بيوتهم ويحشدون لحملة «مليون دعاء لغزة»، كما يرى أن صفع امرأة، تزن مئة مليون عضو من جماعة الإخوان، على وجهها وطرحها أرضًا، يسمَّى «اشتباكات»، ويرى فى اجتماع عشرات من الهاتفين أمام مقر الإخوان، غير القانونى، اعتداءً، ويرى فى التكاثر على فرد وسحله حتى يدمى وجهه، دفاعًا شرعيًّا عن النفس، ويرى خرفان الجماعة الذين كانوا ينشرون فيديو صفع السيدة ميرفت موسى على صفحاتهم بتباهٍ وافتخار، أنهم انتصروا على الثوار!

خلاص يا رب.. أنا آسفة مش حاقعد أقول لك «لو ظالمة الإخوان بصّرنى» تانى.. آسفة آسفة، الرسالة وصلت.

أكتب اليوم عن أسياد البلد بحق، الذين طالتهم أيدى أقزام الجماعة، وهم: أحمد دومة، وميرفت موسى.

أما عن ميرفت موسى التى صفعها ذاك البغل، وألقى بها على الرصيف، فهى ذاك الوجه المصرى الجميل الذى لا يغيب عن أى فاعلية. لا أذكر أننى ذهبت فى أى مصيبة من المصائب التى ألقى بنفسى إليها إلا وجدت ميرفت تسبقنى إلى هناك.

هل يعلم ذاك البغل مَن ميرفت التى صفعها، وقال لها: «اجرى يا بنت دين الكلب»؟ آه، نسيت صحيح.. ده الأخ الإخوانى الملتحى سبّ الدين لميرفت. هل يعلم مَن هى؟

هى ميرفت التى كانت تقف أمام المدرعة فى ماسبيرو وقت أن كان هو يجلس فى بيت أمّه، هى ميرفت التى كانت تتصدر الصفوف الأمامية فى معركة «محمد محمود» تشمّ الغاز، وتنتظر نصيبها من الشهادة، وقت أن كان هو متدثِّرًا فى فراشه، هى ميرفت التى كانت تقف فى المشرحة تنتظر تشييع جثامين الشهداء وقت أن كان هو يعبث فى أنفه، هى ميرفت التى كانت تواجه الرصاص فى مجلس الوزراء وقت أن تساءل هو عن ست البنات التى عرّاها العساكر: «وهى إيه اللى ودّاها هناك؟»، هى ميرفت التى بُحَّ صوتها فى الهتاف، ثم أذهب إلى المستشفى لزيارة بعض المصابين فأجدها، ثم أذهب إلى المشرحة فأجدها، يا بِتّ هو انتِى بميت روح؟! ما بتروَّحيش بيتكو أبدًا؟ هى ميرفت التى وقفت تواجه البطجية والعسكر فى موقعة العباسية، وقت أن ظهر رموز الإخوان على شاشات التليفزيون مرددين: «إحنا مانعرفش مين اللى عند العباسية دول.. حتى الشيخ حازم كلّمناه، وقال مايعرفهمش».. أما الشيخ حازم فكان يعانى تقلصات فى عضلات ساقه. هى ميرفت التى وقف خلفها الإخوة الملتحون يتّقون بها الضربات. هى ميرفت التى لا تظهر على شاشات التليفزيون، ولا تُدلِى بتصريحات للصحف، ولا تسعى إلى مكسب مادى أو معنوى، ولا ترغب حتى فى سماع كلمة «شكرًا».. هى ميرفت التى تتصدر الصورة حين يحمى الوطيس، وتتوارى عن الأنظار حين يحين وقت التقاط الصور.

هذه هى ميرفت التى صفعتَها على وجهها أيها البغل، فإن كنت تشعر بانتصار أن يدك النجسة طالت وجهها الشريف، فاهنأ بانتصارك. أما الحديث عن أحمد دومة فشرحه يطول، ومدير الصفحة الليلة مشغول.

لكن ما لفتنى حقًّا هو أن صفحات الإخوان تقارن بين ضرب بعض الشباب لعبد الرحمن عز وضرب الإخوان لأحمد دومة، كما لفتتنى السعادة المبالَغ فيها بضرب دومة كأنهم قاموا بإنجاز لم يقُم به أحد من قبل.

بداية، أحمد دومة مدمن ضرب، ده مبدئيًّا كده عشان نبقى على نور. أما الإنجاز العظيم الذى قام به شباشب الإخوان، وهو الانفراد بدومة والتكاثر عليه وضربه، فيؤسفنى أن أخبرهم بأنه إنجاز مسبوق، سبقهم إليه الأمن المركزى، وأمن الدولة، والمجلس العسكرى. من فضلك، ادخل على موقع «يوتيوب» واكتب على محرِّك البحث «الاعتداء على أحمد دومة». والختمة أكتر من أغانى نانسى عجرم! لا أذكر مرة قابلت فيها دومة إلا كان إما ذراعه مكسورة، وإما مصابًا فى ساقه، وإما واخد له مطوة ف وشه، المهم لازم يبقى متشخرم وخلاص، ذلك لأن أحمد دومة طموحاته الثورية أكبر بكثير من إمكاناته الجسدية، فكلنا يرى أن دومة نحيل جدًّا، لكنه يصر على تصدُّر الصفوف الأولى فى أى معجنة، والهتاف بصوت جهورى، لو أغمضت عينك وسمعتَ هتافه لخُيِّل إليك أن هيركليز يهتف، كما أنه يتمتع بشجاعة فى المواجهات تشى بأنه لا يمتلك أى مرآة فى بيته، بل إن تناسى أحمد دومة لوزنه، الذى لا يمكن أن يتجاوز خمسين كيلوجرامًا، بلغ به أن عبر إلى غزة إبان عملية الرصاص المصبوب ليقاتل ضد إسرائيل، ثم عاد إلى مصر عبر الأنفاق، وقُبض عليه، وحوكم عسكريًّا وقضى عقوبة السجن لمدة سنة نافذة، والتهمة أنه «كان يتضامن مع أهالى غزة الذين كانوا يُقتلون»، هذا طبعًا بخلاف ما لم يصوَّر من العُلَق التى أكلها فى أمن الدولة، فإن كان يسرّ عناصر الإخوان أن ينضموا إلى قائمة ضاربى دومة مع جهاز أمن الدولة والأمن المركزى، فمرحى مرحى، هذا هو مكانهم الطبيعى على أى حال.

المفاجأة الأخرى التى تتصل اتصالًا وثيقًا بمقارنة دومة العظيم الشجاع الهمام، بكائن مثل عبد الرحمن عز، أن أحمد دومة ينتمى إلى أسرة إخوانية، وأنه كان، بحكم الوراثة، عضوًا فى جماعة الإخوان، وتركها منذ سنوات طويلة، بالتحديد منذ أن سمح له عقله بالتفكير المستقلّ عن أسرته، ومع ذلك، ورغم أن دومة كان قد ترك الإخوان إبان فترة حكم مبارك، فإنه لم يَشِ بزملائه السابقين فى الجماعة، ولم يفعل كما فعل عبد الرحمن عز، الذى وقف فى «الاتحادية» ليبلغ ميليشيات الإخوان عن رفقاء الكفاح. بل إننى لم أسمع دومة يتحدّث عن «أسرار الإخوان»، بعد أن تركهم. لا أعيب فى ذلك على من فضح الإخوان بعد تركهم، لكن دومة يبالغ فى الفروسية كما عهدتُه.

حسنٌ، لقد عزم الشباب، وبعض من القوى الوطنية، على الوجود أمام مقر الجماعة بالمقطم يوم الجمعة المقبل، وستنزل نساء كثيرات، وسنرى.

وإننى من هذا المزنق، أتقدم بخالص الشكر إلى جماعة الإخوان المسلمين بقياداتها وشبابها، لأنهم بذلوا من الابتذال والتسافُل والشخر (أنا مش قليلة الأدب، واحد من الإخوان عمل لواحدة من المتظاهرين كده فعلًا)، وسب الدين، والتفاخر بضرب النساء ما يقطع الشورت فى البيسين ويجعلنى أتوب إلى الله وأستغفره من ظنِّى أنهم قد يُرجَى منهم خير بأى حال من الأحوال.

التعليقات