ابتداء الرمزية الشريرة التى يمثلها المقر العام لجماعة الإخوان فى المقطم لا تبرر- أبداً - حصاره، ولا حرقه، ولا يستأهل حتى رسم «جرافيتى» على أسفلت الشارع بما يثير شباب السمع والطاعة، الشاطر شاطر فى تربية الوحوش الآدمية، يشرّسها على يديه، تثيرهم الرقصات الإفرنجية، خسارة فيهم رقصة «هارلم شيك»، كفاية رقص حول المقر، الرقص يوقظ الأرواح الشريرة للنظام الخاص من توابيتها فى أعماق الجماعة، «هارلم شيك» تنقض وضوء المرشد، المرشد يفضل الإنشاد الدينى، والحضرة والذكر انجلى.
يا خسارة الثلاثين مليون جنيه التى دفعتها الجماعة من دم قلب الإخوة المغيبين لتطل على شعب المسحوقين من أعلى جبل المقطم، المقر العام لجماعة الإخوان صار هدفاً، المقر العامر صار خطراً داهماً على قاطنيه، المرشد فى الطابق الثالث، والشاطر فى الثانى، أما الخامس (المخالف للارتفاعات)، فلا تسألوا عن أجهزة تنصتية عالية التقنية إن تبد لكم تسؤكم أن يتوافر مثلها مع جماعة «محظورة» حتى ساعته وتاريخه.
الجماعة اختارت المبنى، لكنها قصدت المعنى، قصدت أن تركب القاهرة من عل، لازم المرشد «يتطرطر» ويجلس على قمة المقطم، ويدلدل رجليه فى وش المصريين.. جماعة- كما يقول العريان- تقتات على فكة الاشتراكات التى يدفعها الإخوة صاغرين، تقتنى قصراً بثلاثين مليون جنيه، من أين لك هذا يا شاطر؟.. الجماعة تنفق على المقار فى مختلف المحافظات إنفاق من لا يخشى الفقر، الجماعة تركت لنا الفقر، وترفل فى قصر منيف بحديقة غنّاء!! يااااه على الحقد، الجماعة قضت عمرها على «البُرش» فى السجن، أتستكثرون عليها حتة قصر، ناس عينيها صفرة، العين فلقت الحجر، وزمان فلقت الجبل، جبل المقطم، العين رشقت فى المقر العام، الجماعة نفدت بجلدها التخين من رقصة الأسبوع الماضى، الجماعة معمول لها عمل فى سرداب تحت القصر، المقار التى كانت تشغى بالإخوان والمتأخونين والمؤلفة قلوبهم صارت مغلقة بالجنازير، ممنوع الاقتراب والتصوير، «اللى هيقرب هتطير رقبته»، من تهديدات بلطجية المقر العام.
بالمناسبة الحزينة، مناسبة ضرب «البنية» أمام المقر الحرام، هل ينشر لنا المرشد ترخيص المبنى كمقر لجماعة الإخوان؟.. الترخيص فيه كده «المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين»، مقر بالمخالفة، لجماعة بالمخالفة.. عندما واجهت رئيس الجمهورية، وسألته مستنكفاً: كيف تصمت على جماعة تنتهك القانون؟ غمغم كعادته فى كل ما يخص الجماعة والأهل والعشيرة، وقال: «الجماعة ستوفق أوضاعها مع قانون الجمعيات الجديد وسأدفع فى هذا»، إذن ادفع بالتى هى أحسن يا سيادة الرئيس، واؤمر مرشدك بتوفيق أوضاعه، وإغلاق مقاره، وتعليق نشاطاته، وتسريح حراساته التى تضرب البنات، وينضوى تحت طائلة القانون.
معلوم الشاطر تحميه ثلاثة أحزمة من الحراسات الخاصة من داخل المقر، بفلوسه، لكن بأى حق تحمى المقر من الخارج الحراسات الخاصة التابعة للأمن المركزى، كيف يحمى قسم شرطة المقطم (شكلا) مقراً لجماعة غير شرعية، إذن، لماذا تهاجمون أوكار الجريمة المنظمة؟، لماذا يلقى وزير الداخلية برجاله فى التهلكة دفاعاً عن جماعة يعترف رئيس جمهوريته بأنها فى حاجة إلى توفيق أوضاع، باسم مين المقر العامر يا بديع؟!، إلهى لا تتهنوا فى مقر عام، ولا تستركم أربع جدران، قادر يا كريم.