كلما انكشف الإخوان وتعرت الجماعة بفشلها وفاشيتها وظهر مرسى على حقيقته بمؤهلات خطيب زاوية على ترعة فى الشرقية لا مؤهلات رئيس يملأ عين الناس، لجأ ساعتها الإخوان إلى أرخص الأكاذيب دفاعا عن أنفسهم وهجوما على مهاجميهم، فيقولون إن خصوم الإخوان هم خصوم للمشروع الإسلامى وإن المشروع الإسلامى لن يسقط مهما تَوَهَّم الواهمون.
فورا يعود الإخوان إلى المتاجرة بالدين والتلاعب فى عقول أعضائهم وجمهورهم بالادعاء والزعم أنهم أولا يمثلون الإسلام، ثم ثانيا أنهم يملكون مشروعا إسلاميا، ثم ثالثا أن من يخاصمهم ويعارضهم إنما يقف ضد المشروع الإسلامى شخصيا.
وتعالوا نسأل فعلا هؤلاء الكَذَبة: أى مشروع إسلامى هذا الذى يبيح الربا؟ وأى إسلام هذا الذى يسحل المواطنين ويعذبهم ويغتصبهم فى معسكرات أمن محمد مرسى؟ هذا مشروع أبى جهل وأمية بن خلف فى الحقيقة. أى مشروع إسلامى هذا الذى يعمل تابعا للصهاينة وخداما للأمريكان؟ أى مشروع إسلامى هذا الذى يتسول على أرصفة العالم؟ أى مشروع إسلامى هذا الذى يديره رجل يكذب حين يتكلم ويُخلِف الوعد ويحنث باليمين ويقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول؟
ثم إذا كان الإخوان أصحاب مشروع إسلامى فلماذا تختلف معهم وعنهم هذه الأحزاب الأخرى التى تسمى نفسها إسلامية وصاحبة مشروع إسلامى هى الأخرى؟ لماذا يختلفون ويتخاصمون ويتعارضون إذا كان مشروعهم إسلاميا؟
أم أنها الحقيقة الكاشفة للجميع، أنهم يتاجرون بالدين تجارة خاسرة مضللة للناس لأنه أصلا مافيش مشروع إسلامى، فيه مشروع إخوانى.
مشروع لحكم البلد والاستحواذ على السلطة من تنظيم لا يملك أى مؤهلات أبعد من القدرة على الحشد والتعبئة وبالمرة تعبئة أكياس الأرز والسكر؟
كل الحكومات التى زعمت أن لديها مشروعا إسلاميا كانت فاشلة لدرجة أنها أساءت للإسلام كما ساءت أحوال بلادها وشعوبها، سواء فى السودان أو أفغانستان أو باكستان. والدولة التى نجحت فقط هى تركيا التى قال أردوجان عنها بمنتهى الوضوح إنها دولة علمانية، فضلا عن أن تركيا فى سياستها واقتصادها وبنوكها وسياحتها لا ترى فيها بالعين المجردة ولا المجهرية أى ارتباط بهذا الوهم الذى يتحدث عنه التيار المتمسح بالإسلام فى مصر.
لن يتوقف الإخوان عن الكذب أبدًا.. ولكن أسوأ ما فى هذا الكذب، أنه كذب على الله.