من التفاهات التى تسمعها أحيانًا من شخصيات غير تافهة أن القوى السياسية فى حُمَّى مواجهتها للإخوان ورجلهم فى قصر الرئاسة تنسى معاناة المواطن المصرى وهمومه وتنشغل عن الوضع الاقتصادى الذى يعيشه المصريون وتستغرق نفسها والبلد فى دوامات سياسية.
وهذا كلام فارغ فعلًا، لا نعرف كيف يمكن أن تردّده أحيانًا ناس عاقلة.
فالحقيقة التى لا لبس فيها أن محمد مرسى وجماعته وإرشاده هم المسؤولون عن الزفت الذى يعيشه المصريون الآن!
ما دخل المعارضة والقوى السياسية أصلًا بهذا الموضوع؟
لا هى التى تحكم، ولا هى التى تقرّر، ولا هى التى تشرّع القوانين، ولا هى هنا أصلًا فى ذهن هذه الجماعة العمياء الفاشلة ورئيسها الذى لم ينجح فى شىء خلال شهوره التسعة الماضية، إلا فى تفتيت وتقسيم البلد وانحدار الاقتصاد وانهيار الأمن وإثبات أنه أبعد رجل فى مصر عن أحقية ومؤهلات الجلوس على هذا الكرسى!
تعمل إيه المعارضة إن شاء الله للوضع الاقتصادى ولمعاناة المواطن، غير أنها تواجه وتهاجم هؤلاء المسؤولين عن معاناته وكأى معارضة فى العالم تقول إنها بديل أفضل ولديها حلول أنجح حين تصل إلى الحكم؟!
أليس الإخوان الكذابون هم مَن زعموا أنهم أصحاب مشروع النهضة، يِتفضَّلوا يقولوا للشعب فين النهضة!
إن إلقاء مسؤولية تردّى الوضع الحالى على أكتاف المعارضين محاولة فى منتهى الرخص لتنصُّل مرسى وجماعته من مسؤولية الفشل والجهل التى يديرون بها البلاد، وهو التفاف ملتوٍ من جماعة لا تعرف إلا الالتفاف والالتواء على حقيقة الواقع الصارخة التى تكشف للجميع حجم الخيبة التى تحكمنا، وتَفَشِّى الفشل فى كل شىء حولنا!
هذه جماعة لا تجيد إلا رشوة الفقراء والغلابة بمعارض الأجهزة المعمرة، وشوادر اللحمة المدعمة، ومستوصفات الجوامع المتواضعة، وأكياس الزيت والسكر وبيع الأنابيب على ناصية الشارع!
هؤلاء ليسوا أصحاب مشروع أصلًا، لا هو مشروع إسلامى، ولا حتى يهودى، هم أصحاب مع بعض، تجمَّع معظمهم على المصلحة والتجارة والاستفادة من التنظيم فى جوازة أو شغلانة تحت اسم الدين والإسلام،
قل لى فين الإسلام بتاعهم ده!
إنهم يكذبون كما يتنفَّسون، قل لى متى صدقوا!
إنهم يخلفون الوعد ويحنثون بالقسم والعهد ويَفْجُرون فى الخصومة.. قل لى متى كانوا شرفاء فى الخصومة والعداوة!
إنهم يفشلون فى الاقتصاد وفى الأمن وفى المرور وفى الزبالة!
إنهم حظ مصر التعس وبلاء وابتلاء المصريين، اللهم ارفع مقتك وغضبك وجماعة المرشد عنا!