بخلاف أنه مرشد وبيرشد الشباب فى المطاعم الأمريكية، معروف عن الدكتور البيطرى محمد بديع أنه عمدة الإنشاد فى جوقة الإخوان، كروان مغرد، وبشر الفيسبوكيين، من تغريداته الأخيرة: «النهضة قادمة لا محالة، بشرط العمل الصادق والنيات الخالصة والوحدة بين أطياف الشعب»، وهنا يرتقى الدكتور بديع السلم الموسيقى لينافس الموسيقار خفيف الظل واللحن، محمد فوزى، فى أغنيته الشهيرة «ماما زمانها جاية، جاية بعد شوية، جايبة لعب وحاجات».
لا فارق بينهما، فوزى يداعب الصغار ويهدهدهم حتى تأتى الماما بالوزة والبطة، وبديع يداعب الكبار ويلاعبهم حتى تأتى النهضة بالقروض والصكوك، النهضة جاية، جاية بعد شوية، أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون، وبه تمترون، وَيحَكُم، أتتعجلون النهضة؟! ما ظنكم بالنهضة؟ هى ناقة تسعى، نحن ننتظر الناقة منذ عقود، وكله بأوان، أوان النهضة الإخوانية زى أوان الورد البلدى، عمره قصير.
نهضة إيه اللى جاية يا عم الحاج، كل نهضة وانت طيب يا راجل يا طيب، النهضة خدها الشاطر وطار، نهضة مرسى مثل حلم ليلة صيف، اتغطى كويس، وفى ليالى الصيف يحلو الإنشاد، والإنشاد فن من الغناء، يرنو المرشد مشتاقا إلى طائر النهضة، تهفو روحه تتطلع نحو قمة المقطم، وفى الليالى القمرية يحط طائر النهضة فوق مكتب الإرشاد، ذهبى الشعر، شرقى السمــــات، مــرح الأعطاف، حلــــو اللفتـــــــــات، كلما قلت له خـذ قال هــــــات، يا حبيب مرسى يا مرشد الإخوان.
أنا مــــن ضيع فى أوهـــــام النهضة عمره، نهضة إيه يا أبونهضة؟! إنت لسه فاكر مصرى يديلك أمان، ولا فاكر تغريدة هتعيد اللى كان، فكك من النهضة، متشغلش بالك، خلى بالك من صحتك، بلاها نهضة كفاية تمكين، صعب قوى نهضة وتمكين فى آن، الشعب لن يتحمل نهضة وتمكينًا، كاس العذاب ألوان.
اختر يا مولانا، نهضة ولا تمكين، فين النهضة؟ بص للتمكين، فين العروسة، بص للعصفورة، العصفورة طارت، طارت مطرح ما طارت، وضحكنا عليكم وخدناها، النهضة مش العروسة، وحياة النبى يا شيخ بلاش أغنية النهضة زمانها جاية لأنى هعيط، يرضيك أعيط، ومحمد فوزى يضحكنى، خطفتم الضحكة من على شفاه أطفال تبتسم.
النهضة زمانها جاية، ممكن يا مولانا تستعجلها شوية، أصل أنا مستعجل، الله يرحمه عمر الجيزاوى «عندى جَضِية فى الكلية»، سمعنا أن النهضة بعافية شوية، ربنا الشافى المعافى، وانت طبيب بيطرى وبتفهم فى الطب البشرى، يا سلام لو وصفة نهضوية، شوب نهضة فرش عى الريق صباحا، نص كوباية نهضة بالفراولة والموز، كوكتيل، فى مزارع عاكف بالإسماعيلية، هناك يعبئون النهضة فى قزايز، فخفخينا النهضة.
معلوم النهضة حالة نهضوية تصاب بها الشعوب فى فترات النقاهة الثورية، زى الغدة النكفية، متعبة شوية، يسمونها فى الفلاحين «أبواللطيش»، لا يخرج إلا بالطبل والمزامير، عادة بعد حمى الثورة تيجى برودة النهضة، ترعش الثورة، ترفع حرارتها، تطلع روحها، ولما الثورة تعيط، يغنولها:«النهضة زمانها جاية، جاية بعد شوية، جاية ومعاها شنطة، فيها وزة وبطة بتقول ماء، ماء، مااااااء...»