هل فكر أحدكم فى معاناة المواطنة البسيطة المطحونة التى تسمى المرأة؟.. أتحدث عن نساء منسيات منتشرات فى الأرياف وفى المدن، نساء ينتمين إلى الطبقة الفقيرة أو التى تسمى متوسطة، وهذا المسمى أصبح خاطئا، ففى مصر اليوم إما فقراء أو فقراء نص نص أو فقراء جدا. أتحدث عن جزء كبير من الشعب. المرأة التى تخرج صباحا تنحشر فى ميكروباص مزدحم أو أوتوبيس مهترئ ومعها طفل أو أكثر تركض كى تقضى حاجة أو تعمل وعليها أن تصل مبتسمة وتعود إلى منزلها بعد أخذ ورد ويوم شاق كى نحضر الطعام وتنظف المنزل وتهتم بالأطفال وبوالد الأطفال الذى كلما اصطبح بوجهها يقول لها: «مالك أهملت نفسك هكذا؟ مالك أصبحتى عصبية؟ أين روقان زمان؟ وعطر زمان؟!»، أو تنطر إليه بغيظ وتسأله: «هل معك ما يكفى لفيزيتة الدكتور؟ الولد سخن ومولع»، ولو توفرت الفيزيتة فهل يتوفر ثمن العلاج أو ثمن الدروس الخصوصية؟ أو ثمن لعبة تمنى الطفل اللعب فيها أو وجبة دليفرى كالتى يراها فى الإعلانات؟ النساء فى بلادنا تحولن إلى أدوات. الضغوط كثيرة والمطالب أكثر والحياة صعبة والأسعار فى ارتفاع، وعليهن أن يأخذن من هنا ويتدبرن من هناك إما بجمعية وإما بسلفة، ويوم لحمة والباقى عدس. لا وقت للمشاعر الإنسانية. وحين تطحن الآدمية تموت المشاعر وتتبلد. إلى كل امرأة تشعر بالقهر سواء من الظروف أو من المسؤوليات. أرسلن هذه العبارات التى قد تخفف عنكن قليلا.
اعلمن أن كل ما هو جميل مؤنث. فالابتسامة مؤنث والسعادة مؤنث والضحكة مؤنث. الصحة مؤنث. الحياة مؤنث. المودة والرحمة والألفة والصداقة والمحبة مؤنث. إلى كل امرأة كادحة انفضى عنك عناء يومك وتذكرى أنك جميلة بعطائك. تحية لك.