ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: كل سنة والأستاذ بخير!

-  
طارق الشناوي

قرأت فى مذكرات د.عبد الحميد يونس أنه التقى مع عبد الوهاب فى حضور الشاعر كامل الشناوى وآخرين واستأذنهم عبد الوهاب لحظات تاركا جواز السفر، كانت بالطبع فرصة لا تعوَّض لكى يزداد نهمهم فى اكتشاف سن عبد الوهاب، ووجدوا أنه مواليد 13 مارس 1908، ثم عاد إليهم مسرعا محذرا أنه نسى الجواز ويتمنى أن لا يكون أحد منهم قد تَعدَّى حدود اللياقة واطَّلع عليه، رغم أن تحليل كامل الشناوى وقتها أنه تعمد ذلك حتى يقرؤوه ويصدقوا تلك الكذبة، لأن هناك سبع سنوات أسقطها عامدا متعمدا من عمره الحقيقى فى السجلات المدنية

 

كان عبد الوهاب يقول «لا شىء يقف أمام الجمال»، وغنّى للشاعر اللبنانى الكبير بشارة الخورى رائعته «الصبا والجمال ملك يديكِ.. أىُّ تاج أعزُّ من تاجَيكِ؟»، راهن عبد الوهاب على التجدد الفنى، وكان يرى أن الإبداع هو فى العصرية والشباب وأن الجمال فى الإبداع مرتبط أيضا بالشباب، ولهذا ناصب مرور سنوات العمر العداء كان يقول إنه يكره عيد الميلاد لأنه يخصم عاما من رصيده، هكذا صارت سنُّه أحد الأسرار العسكرية التى لا يستطيع أحد اختراقها، والحقيقة أن أغلب النجوم فى حياتهم ينكرون عام ميلادهم يحتفلون فقط باليوم وعادة ما يختصرون سنوات حتى فى الأوراق الرسمية!

 

عشت أمس فى إذاعة الأغانى يومًا وهابيًّا فى ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير، كل المراجع العلمية تذكر أنه وُلد يوم 13 مارس، ولكن أى عام؟ هذا هو السؤال الذى كان يتهرب عبد الوهاب من الإجابة القاطعة والصحيحة عنه، بل إنه ترك أكثر من وثيقة تضاربت فيها الأعوام، مثلا لو راجعت أوراق جمعية المؤلفين والملحنين ومركزها الرئيسى فى باريس لاكتشفت أنه مواليد 1910، ولو عدت إلى رسالة دكتوراه قدمَتها عنه أستاذة مادة الموسيقى فى كلية التربية الموسيقية المصرية د.صيانات حمدى ستجد أنه ذكر لها أنه مواليد 1914، بينما كان لديه جواز سفر يشير إلى أنه من مواليد 1908، وكان الموسيقار الكبير محمد القصبجى يقول إنه أكبر من عبد الوهاب بـ5 سنوات فقط أى إنه طبقا لشهادة القصبجى مواليد 1898 وبمراجعة كل الملابسات التاريخية ومقارنتها بأغنيات وألحان عبد الوهاب يصبح الموعد الأقرب للمنطق والصحة هو 1901، وأمس مر 112 عاما على ميلاد بلبل مصر ومطرب الأمراء والملوك والدكتور واللواء وموسيقار الجيل والجيلين ثم الأجيال محمد عبد الوهاب، وجميع الألقاب السابقة كانت من نصيب عبد الوهاب على مدى حياته المديدة حيث كان يعيش بيننا حتى تجاوز التسعين من عمره فلقد رحل فى 5 مايو 1991!

 

لا يريد الإنسان أن يعترف بأنه ضاع من عمره الكثير فيحاول أن يقلل من فداحة الخسارة، وليس عبد الوهاب وحده الذى كان يخشى من ذكر سنة ميلاده، أم كلثوم أيضا كانت كذلك.. أتذكر أن د.مصطفى الفقى كتب «بورتريه» عن أم كلثوم قبل خمس سنوات أشار إلى أنه عندما استقبلها فى إنجلترا عندما كان يعمل فى شبابه ملحقا ثقافيا فى السفارة المصرية، اكتشف فى أثناء إنهائه إجراءات دخولها للمطار أنها فى الأوراق الرسمية أصغر على الأقل بنحو عشر سنوات من عمرها الحقيقى، وقالت لى مرة رجاء الجداوى إنها فى كل مرة عندما كانت تعيد تجديد جواز سفر خالتها الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا تكتشف أن تاريخ ميلاد تحية تختصر منه سنوات حتى إنها فى آخر جواز سفر لها كانت سنُّها المدوَّنة أصغر منها بخمسة عشر عاما! لماذا يلجأ الفنان إلى التلاعب فى تاريخ ميلاده؟ ربما هو الحرص على المعجبين حتى يظل صالحا لكى يتعايش مع كل الأعمار، أو لأن السنوات التى تمضى لا تعود، وكما قال الشاعر «مَا أَحْسَنَ الأَيَّامَ إِلَّا أَنَّهَا يَا صَاحِبِى إِذَا مَضَتْ لَا تَرْجِعُ»، وربما تجد فى كلمات الشاعر الكبير الراحل كامل الشناوى شيئًا من هذا: «عُدْتَ يَا يَوْمَ مَوْلِدِى.. عُدْتَ يَا أَيُّهَا الشَّقِى.. الصِّبَا ضَاعَ مِنْ يَدِى، وَغَزَا الشَّيْبُ مَفْرِقِى.. لَيْتَ يَا يَوْمَ مَوْلِدِى.. كُنْتَ يَوْمًا بِلَا غَدِ». حياةُ الإنسان تُقاس بالسنوات، أما حياة المبدعين الكبار أمثال عبد الوهاب فتحسبها بما تركوه لنا من جمال فنى. وكل عام وإبداع موسيقارنا الكبير بخير، فلا نزال فى عيد ميلاه الـ112 نعيش على نبضات أنغامه!

التعليقات