تراجع مرسى عن قراره بعدم الطعن على حكم وقف الانتخابات بعد أن صرح بأن السبب هو احترام أحكام القضاء يعنى أن الطعن هو عدم احترام القضاء!
ومرسى يؤكد كل يوم أنه لا يحترم القضاء.. ولا قضاته.. ولا أحكامه!
بل إنه يؤكد أنه لا يحترم أحدًا على أرض مصر.. اللهم إلا قياداته ورؤساءه فى جماعته التى صرفت عليه 600 مليون جنيه ليكون مندوبها فى قصر الرئاسة ينفذ مطالبها ورغباتها.. فى الوقت نفسه الذى يستمتع فيه بالمعيشة فى القصور والحراسة والمواكب التى تكلف ميزانية الدولة فى كل نزلة 4 ملايين جنيه.. ولا تنسوا أنه يوظف أولاده.
فالرجل منذ دخوله قصر الرئاسة يتراجع عن تعهداته.. وعلى رأس ذلك ما ادَّعاه من أنه يحترم القضاء.
فتتذكرون عندما اعتدى على حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب.. فما إن دخل مرسى قصر الرئاسة.. إذا بأول قراراته إعادة مجلس الشعب «المنحل» للانعقاد.. كأن ليس هناك حكم من محكمة دستورية.. وهى المحكمة نفسها التى أدى أمامها اليمين الدستورية رئيسًا.. ولكنه يعتقد أنه يمين شكلى وذلك بعد أن حاول الالتفاف فى أداء اليمين أمامها.. فهو يكفيه يمينه أمام مرشده وأعضاء مكتب الإرشاد، ناهيك بتشجيعه أنصار جماعته على محاصرة المحكمة الدستورية لمنع قضاتها من نظر قضية حل مجلس الشورى الذى يرأسه صهره.. ويحصل منه على مكافآت وحراسات، فضلا.. بل إنه زاد من ذلك فحصن المجلس «الباطل» تحصينا رئاسيا وفق إعلان دستورى ديكتاتورى يصادر فيه على الحرية التى نادت بها الثورة.
وحدث ولا حرج فى ما فعله فى دستور البلاد من خلال لجنة الغريانى.. والذى تراجع فيه عن وعوده للقوى الوطنية التى ساندته فى انتخابات الرئاسة.. ليدعى أنه مرشح الثورة، رغم أنه لم يكن أبدا يستطيع أن ينطق خلال المرحلة الأولى للانتخابات بأنه مرشح الثورة أو أنه الثورى.. فالرجل لم يكن أبدا ثوريًّا ولا جماعته.. فالرجل معروف عنه أنه كان همزات الوصل بين الجماعة والأجهزة الأمنية ومسؤولى الحزب الوطنى والنظام السابق.. ولا تنسوا أنه كان أحد أعضاء وفد الإخوان الذى هرول إلى لقاء عمر سليمان فى أثناء الثورة.. وكان مستعدًّا مع جماعته لبيع الثوار للنظام.. فى مقابل أن يعترف مبارك ونظامه بالجماعة.
وتتذكرون أيضا ما فعله مع النائب العام السابق عبد المجيد محمود من خلعه.. ثم تراجعه مرة أخرى عد أن رفض القضاة تدخله فى شؤون القضاء، وأنه لا يجوز له عزل النائب العام.. وإن كان قد عاد بعد ذلك بعد استشارات هيئة «استغلال القضاة» لإصدار إعلان دستورى مستبد يعين فيه نائبًا عامًّا خصوصيًّا يتحدى به القضاة والقضاء والنيابة العامة.
فمتى كان مرسى يحترم القضاء؟!
ومتى كان مرسى يحترم كلامه؟!
فقد التقى كل القيادات السياسية.. وادعى أنه يعمل من أجل مصر الجديدة.. وأنه رئيس لكل المصريين.. فإذا به لا علاقة له بالمصريين.. وليس رئيسا لمصر.. إنما هو مندوب لجماعة الإخوان فى قصر الرئاسة.. ويملك أختام مصر.. فيصدر القرارات التى تأتيه من الجماعة على يد مجموعة من الموظفين الذين تم إيداعهم قصر الرئاسة بجانبه.. وليست لهم علاقة لا بالرئاسة ولا بغيرها.. وإنما كل ما يملكونه هو الولاء والطاعة للجماعة ومرشدها ونائبها.
فمرسى ليس برئيس.. وإنما مندوب جماعة ومن ثم ليس له القرار.
فلا تسمعوا له.. ولا تصدقوه.
فهو يتراجع دائما عن أى شىء قاله، حسبما تريد الجماعة ومرشدها ونائب مرشدها.
لقد قُزِّمَت مصر أكثر على يد مرسى.
فعلا مافيش دم.. ما دام الجلد تخين!
الشعب يريد الخلاص.