مرسي والإخوان عاجزان عن حل المشكلة القائمة في البلاد.. وقرارات مرسي تعكس مشروعية وليس «شرعية»
مسئولون بالأمم المتحدة عرضوا وساطة ثاباتريو لحل الخلاف بين المعارضة والحكومة.. واعتبرت الأمن إهانة لمصر
مرسي نظر للرئاسة على أنها سلطة وتحدث على أنه متحدث باسمها.. وتناسى أن الرئاسة والقيادة هيبة
قال الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل، إن مصر بها حالة استقطاب شديدة، وإن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عاجزين عن حل المشكلة القائمة في البلاد، مؤكدًا أن مصر تحتاج إلى رؤية واضحة، وأن النظام الحاكم لديه عقدة «اضطهاد».
وأوضح هيكل، خلال حواره مع في برنامج «مصر إلي أين» مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة «سي بي سي»، أن مشكلة الرئاسة تكمن في أنها لم تفهم أنها جاءت لتطفئ حرائق، مشيرًا إلى أنه على الدكتور محمد مرسي أن يدرك لماذا جاء وليس متى جاء وكم بقى في السلطة؟
وأشار «هيكل» إلى أنه يجب على الرئيس مرسى نسيان أنه تولى فقط منذ 6 أشهر، موضحًا أن الأوضاع التى تركها الرئيس المخلوع حسني مبارك في النظام السابق كانت تحتاج لطبيب يعالجها، لكن مرسي فشل في التحول إلى رئيس.
وحول قرارات مرسي, قال هيكل إنها تعكس «مشروعية» وليس «شرعية», موضحا أن الشرعية تختلف عن المشروعية التي تفرض قرارات الأمر الواقع, وأكد أن الدستور الحالي لا يعبر عن عقد إجتماعي يحظي بالرضي الشعبي.
وأكد أن الأزمة الراهنة التي تعيشها مصر هي أن الرئاسة والإخوان لم يقدروا حجم المشاكل التي تعيش فيها البلاد، منوها إلى أنه للأسف لم يقدر أحد حجم المشاكل ولا يعرف أحد سبل إنقاذ مصر.
ولفت هيكل إلى أن مشكلة النظام الحاكم أنه يعاني عقدة اضطهاد, ويشعر أن مختلف شرائح المجتمع المثقفين والجيش والطبقة المتوسطة والمعارضة تسعى للإطاحة به، موضحًا أن مصر تعاني حالة استقطاب حاد، خاصة في ظل صراع التيار الديني والتيار المدني وليس بينهما سوى عدة نقاط جامعة ليريدون الالتقاء عليها.
وكشف أن بعض الموظفين الكبار في الأمم المتحدة طرحوا عليه فكرة تدخل وسيط دولي لحل الأزمة بين التيار الديني والتيار المدني، منوهًا إلى أن هناك تيارًا رافضًا للحوار ويعتقد بأن له شرعية وتيار يريد طرح رؤية يتبناها الطرف الآخر.
وأشار إلى أن الاسم الذي طرح للوساطة بين التيار الديني والتيار المدني هو ثابتيرو، رئيس وزراء أسبانيا السابق، مشددًا على أن ذلك يعتبر أمر مهين لمصر وغير مقبول لأن مصر أكبر من أن يحل أزماتها تيار خارجي.
وكشف هيكل، أن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، تحدث عن ضرورة الحوار بين كل التيارات المصرية وخاصة التيار الديني والتيار المدني، وأن مصر لا يمكنها أن تستغني عن أصدقائها في الخليج بالتلويح بالتقارب من إيران أو استبدال الصداقة الأمريكية بالصداقة الروسية لأن روسيا ليست الاتحاد السوفيتي، موضحًا أن حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جاء ردًا على تلويح بعض قيادات الإخوان بالتقارب مع إيران والتقارب مع روسيا إذا واصلت الإدارة الأمريكية ضغوطها على الإدارة المصرية.
وأضاف: «الولايات المتحدة كانت تعد لخطة لدعم مصر اقتصاديًا بمشروع (ماريشال الصغير)، وطرحت ذلك على الرئيس محمد مرسي والمعارضة على حدٍ سواء»، مشيرًا إلى أن تلويح الإخوان بالاستغناء عن الدعم الأمريكي ليس حقيقيًا، وإنما رسالة للولايات المتحدة بأن النظام في مصر لديه بدائل عديدة.
وعن رؤيته لأزمة بورسعيد، قال هيكل: "مشكلة الدكتور محمد مرسي، أنه نظر للرئاسة على أنها سلطة وتحدث على أنه متحدث باسم الرئاسة"، مشيرًا إلى أن مرسي تناسى أن الرئاسة والقيادة هيبة قبل أن تكون سلطة.
وأضاف: "القوات المسلحة عندما نزلت إلى بورسعيد قامت بتهدئة الأوضاع وذلك لكون الجيش مرجعية ثقة لديهم"، مشددًا على أن أهالي مدن القناة ليسوا مثيرين للشغب بطبيعتهم وإنما يريدون طرفًا يثقون في إدارته، ولذلك عندما نزل الجيش الطرف صاحب الثقة هدأ من الأوضاع.
وأشاد هيكل بالجيش المصري, وقال إنه آخر الجيوش العربية الباقية, وهو آخر حائط صد يضمن الحد الأدنى من الأمن القومي المصري, مضيفا أن الظروف السياسية أدخلت الجيش فيما لا دخل له به, وقال إن الفترة الإنتقالية ستطول كثيرًا في ظل الأوضاع السياسية الحالية.
وأوضح أن الشعب استقبل الجيش بصورة طيبة لأنه يعرف أن الجيش لا يطمع في السلطة, مضيفا أن الشعب أدرك أن الجيش هو الأمل الأخير بالرغم من أخطاء المجلس العسكري.
وحول قرار الضبطية القضائية, قال هيكل: "عندما سمعت عن قرار حق الضبطية للمواطنين ضد مثيري الشغب أصبت بالرعب، خاصة أن هذا الحق الذي كشف عنه بيان النائب العام هو وصفة حرب أهلية"، مشيرًا إلى أن القرار يخلق أمراء حرب سبق أن تمت في لبنان وسيصعب مواجهتها فيما بعد إذا تم تشكيل ميليشيات.
واعتبر هيكل أن شرعية الرئيس محمد مرسي تتآكل وهي أخطر من السقوط, وقال إن شعب بورسعيد فقد الثقة في نظام الرئيس محمد مرسي، وأن مرسي تعامل معهم بعنف، مما تسبب في استشهاد الكثير من أبناء المدنية.
وتابع: «هناك طرف ثالث أكد للأمريكان أن التخلى عن الإخوان قد يدفعهم لاتخاذ خطوات غير محسوبة، والولايات المتحدة أكدت أنها لن تسمح بسقوط مصر»، موضحًا أن دور مصر الإقليمى لن يجعل أحد يسمح بسقوطها.
وفيما يتعلق بالشأن السوري قال «حسنين هيكل»: «هناك اتجاه لإقامة حكومة مؤقتة من المعارضة السورية تبطل حجج روسيا».
وأضاف «هيكل» أن الولايات المتحدة الأمريكية ظنوا أن جماعة الإخوان المسلمين قادرة على ضبط الأمور داخل مصر والشرق الأوسط، موضحًا أن خريطة الشرق الأوسط ستتغير قريبًا