وصف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل منح المواطنين الضبطية القضائية بـ"وصفة للحرب الأهلية"، وقال الكاتب الكبير، إن مشكلة الرئاسة تكمن في أنها لم تفهم أنها جاءت لتطفئ حرائق، مطالبًا الدكتور محمد مرسي بأن يدرك لماذا جاء وليس متى جاء وكم بقى في السلطة؟.
وأوضح هيكل خلال حواره مع قناة "سي بي سي"، أن الأزمة الراهنة التي تعيشها مصر هي أن الرئاسة والإخوان لم يقدروا حجم المشاكل التي تعيش فيها البلاد، منوها إلى أنه للأسف لم يقدر أحد حجم المشاكل ولا يعرف أحد سبل إنقاذ مصر.
ولفت هيكل إلى أن مشكلة النظام الحاكم أنه يعاني عقدة اضطهاد وأن مختلف شرائح المجتمع المثقفين والجيش والطبقة المتوسطة والمعارضة تسعى للإطاحة به، موضحًا أن مصر تعاني حالة استقطاب حاد، خاصة في ظل صراع التيار الديني والتيار المدني وليس بينهما سوى عدة نقاط جامعة ليريدون الالتقات عليها.
وكشف أن بعض الموظفين الكبار في الأمم المتحدة طرحوا عليه فكرة تدخل وسيط دولي لحل الأزمة بين التيار الديني والتيار المدني، منوهًا إلى أن هناك تيارًا رافضًا للحوار ويعتقد بأن له شرعية وتيار يريد طرح رؤية يتبناها الطرف الآخر.
وأشار إلى أن الاسم الذي طرح للوساطة بين التيار الديني والتيار المدني هو ثابتيرو، رئيس وزراء أسبانيا السابق، مشددًا على أن ذلك يعتبر أمر مهين لمصر وغير مقبول لأن مصر أكبر من أن يحل أزماتها تيار خارجي.
وكشف هيكل، أن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، تحدث عن ضرورة الحوار بين كل التيارات المصرية وخاصة التيار الديني والتيار المدني، وأن مصر لا يمكنها أن تستغني عن أصدقائها في الخليج بالتلويح بالتقارب من إيران أو استبدال الصداقة الأمريكية بالصداقة الروسية لأن روسيا ليست الاتحاد السوفيتي، موضحًا أن حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جاء ردًا على تلويح بعض قيادات الإخوان بالتقارب مع إيران والتقارب مع روسيا إذا واصلت الإدارة الأمريكية ضغوطها على الإدارة المصرية.
وأضاف: "الولايات المتحدة كانت تعد لخطة لدعم مصر اقتصاديًا بمشروع (ماريشال الصغير)، وطرحت ذلك على الرئيس محمد مرسي والمعارضة على حدٍ سواء"، مشيرًا إلى أن تلويح الإخوان بالاستغناء عن الدعم الأمريكي ليس حقيقيًا، وإنما رسالة للولايات المتحدة بأن النظام في مصر لديه بدائل عديدة.
وعن رؤيته لأزمة بورسعيد، قال هيكل: "مشكلة الدكتور محمد مرسي، أنه نظر للرئاسة على أنها سلطة وتحدث على أنه متحدث باسم الرئاسة"، مشيرًا إلى أن مرسي تناسى أن الرئاسة والقيادة هيبة قبل أن تكون سلطة.
وأضاف: "القوات المسلحة عندما نزلت إلى بورسعيد قامت بتهدئة الأوضاع وذلك لكون الجيش مرجعية ثقة لديهم"، مشددًا على أن أهالي مدن القناة ليسوا مثيرين للشغب بطبيعتهم وإنما يريدون طرفًا يثقون في إدارته، ولذلك عندما نزل الجيش الطرف صاحب الثقة هدأ من الأوضاع.
وتابع: "عندما سمعت عن قرار حق الضبطية للمواطنين ضد مثيري الشغب أصبت بالرعب، خاصة أن هذا الحق الذي كشف عنه بيان النائب العام هو وصفة حرب أهلية"، مشيرًا إلى أن هذا القرار يخلق أمراء حرب سبق أن تمت في لبنان وسيصعب مواجهتها فيما بعد إذا تم تشكيل ميليشيات، واعتبر هيكل أن شرعية الرئيس محمد مرسي تتآكل وهو الأمر الذى يفوق خطره خطر سقوط الرئيس.
هيكل: الضبطية القضائية وصفة حرب أهلية.. والأمم المتحدة تقترح "وساطة دولية"
الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل
المشهد - ميديا