"الفيضية الشاذلية" صاحبة نصيب احياء الليلة الكبيرة هذا العام
صور عبد الناصر والسادات تظهر في ساحات الحسين .. ودق الطبول واللعب بالعصى والالعاب النارية ابرز مشاهد الاحتفالية.. و4 سيارات امن مركزي لتأمين الليلة الكبيرة
«أنا من الحسين وحسين منى أحب الله من أحب حسينا» ذلك الحديث الشريف عن الرسول الكريم ظهر جليا في تصرفات مشايخ الطرق الصوفية ومريديهم اثناء ليلة الاحتفال بوصول الرأس الشريف الى مصر تزامنا مع اخر ثلاثاء من شهر ربيع الأخر حيث أحيا الالاف من المتصوفين بمشاركة بعض الأجانب ذكرى "مولد الحسين" بساحات مسجده فكان الاحتفال بالليلة الكبيرة مساء اول من امس مفعم بقصائد المنشدين وبالمدائح النبوبة والأوراد والاشعار الصوفية وحلقات الذكر وحرص الالاف من المصريين عن كافة انحاء الجمهوية الى المشاركة في فعاليات الاحتفال على الرغم من تردي الحالة الامنية حيث شهدت ساحة "الحسين" لعب بالعصا ودق الطبول واستخدام المزمار البلدى.
وبالرغم من اتفاق مشايخ الطرق الصوفية ومريديهم ممن حضروا من كل صوب وحدب للإحتفال بمولد الحسين فيما يعرف بـ "الليلة الكبيرة" - على قلة أعداد الحاضرين هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن ساحة مسجد الحسين والطرق المحيطة به، امتلأت بعشرات الآلاف من أعضاء الطرق المختلفة الوافدة من معظم محافظات مصر خاصة صعيد مصر ، حيث حرصت العديد من الطرق الصوفية – التى سيطر تواجدها على المشهد - على حجز أماكنها في ساحات المسجد قبل هذه الليلة بأيام لإحياء الذكرى، وامتلأت الساحات بالباعة المتجولين بالألعاب والسبح وتجار الحلوى والحمص والبخور والعطور،التي تشتهر بها الموالد المختلفة فى أغلب المحافظات.
وكان الامر اللافت ان العديد من غير المصريين، سواء من العرب والأجانب حرصوا على المشاركة في الفعاليات الاحتفالية، إضافة إلى حرصهم على التقاط الصور التذكارية، وكذلك عمل جولات ميدانية على المحال التجارية بالحسين، والتى تشتهر بأعمال المشغولات الذهبية والأثرية والحجرية، بالإضافة إلى قيامهم بإلتقاط رسومات لهم على أيدى الرسامين المتواجدين بمحيط الإحتفالية، وحرصت على إبراز أسماء الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي إلى جوار اسم الحسين على سرادقاتها وفي مداخل الخيام
المشهد السياسى كان حاضرا بقوة خلال الإحتفالية، بل وكان مسيطرا على كافة التفاصيل فى الأجواء المختلفة التى شهدها إحياء الذكرى، فلم يكن المشهد السياسى غائبا عن مولد الحسين فى ليلته بل سيطر على أجواء الحاضرين، وظهر ذلك جليا بشكل ملحوظ بين جموع الحاضرين، حيث رصدت "الدستور الأصلي" آراء متطابقة للعديد من الحاضرين من مختلف المحافظات عكست استياء شديد من النظام الحالي تطابقت مع موقف الطرق الصوفية التي تتخذ منهجا معارضا لسياسات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الحاكم.
فيما إنتشرت سيارات الأسعاف والمطافئ فى ساحات ميدان الحسين وشوارعه الرئيسية تحسبا لحدوث أيه حالات إختناق أو مشكلات أو ما شابه نتيجة الزحام والتكدس الكبير من الوافدين، كما إنتشر نحو أكثر من 3 سيارات للأمن المركزى وفرق لمكافحة الشغب لتأمين المكان خشية من إندلاع إشتباكات أو أيه مظاهر للعنف.
وتعبيرا عن حالة الغضب والسخط الكبير،التى سيطرت على أجواء الميدان وعلى أغلب مريدى الحسين والباعة المتواجدين بالميدان من نظام الرئيس محمد مرسى وحكومته وجماعته، إنتشرت العديد من صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنور السادات داخل المحال التجارية وعلى سيارات الباعة الجائلين وعلى مداخل بعض الشوارع الرئيسية، مما يوحى وجود حالة من الإحتقان والغضب الدفين خلال تلك الإحتفالية.
وكعادة الإحتفال بذكرى مولد الحسين، دائما ما يشهد الميدان فى ذلك الوقت تكدس مرورى وزحام شديد، حيث أغلقت الشوارع المؤدية إلى الحسين وشارع الأزهر وكافة المداخل الرئيسية، نتيجة توافد الألاف من المصريين على المولد وتواجد العديد من السيارات بالخارج مما أدى إلى حدوث شلل مرورى أصاب المنطقة بأكملها.
مشيخة الطرق الصوفية كلفت الطريقة الفيضية الشاذلية باحياء الليلة الكبيرة وذلك بحضور الدكتور محمود ابو الفيض شيخ الطريقة وكل من الشيخ احمد سلامة امام مسجد السيدة عائشة والشيخ محمد امين امام مسجد الامام الشافعي وهاني عبد الستار مدير عام وزارة الاوقاف والدكتور احمد علي عثمان امام مسجد الكريم فيما تم تكليق كل من احمد عبده وحسام صقر لالقاء قصائد في الانشاد الديني و الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الاوقاف .
الدكتور محمود ابو الفيض شيخ الطريقة الفيضية الشاذلية وعضو المجلس الاعلى للطرق الصوفية وعضو نقابة السادة الاشراف أوضح اثناء الاحتفال بالليلة الكبيرة لـ" الدستور الأصلي" ان الاحتفال هو عبارة عن تجمع للصالحين من محبي آل بيت والرسول حيث نتناول نفحات من الاطعمة والمشروبات ويتم الاستماع لدروس العلم من علماء كبار بالاضافة الى الانشاد الديني بحضور ائمة المساجد مشيرا الى ان اسلوب الاحتفال بسيدنا الحسين راق ولا يتضمن مبالغة مؤكدا ان الطريقة الشاذلية تم اختيارها لاحياء الليلة الكبيرة هذا العام
ابو الفيض قال، الليلة بهيجة في حب آل البيت حيث مولد مولانا الحسين والسادة آل البيت فهذا المشهد المبدع هو التصوف الصحيح الذي نحاول فرضه وليس دروشة او خروج عن الشرع كما يروج بعض الكيانات الاخرى فاليوم عيد الشريعة روح الاسلام .
شيخ الطريقة الشاذلية أوضح ان الاحتفال يركز على الجانب العلمي وتوعية الناس حيث يتخلله الانشاد الديني الراقي في حب آل البيت سيدنا رسول الله من اناشيد حسام صقر والذي جهًز قصيدة في هذا المولد مشهورة القاها في الاوبرا وهي من كلمات سيدي الفيض
ومن جانبه قال فؤاد عبد العظيم مستشار وزارة الاوقاف ان مصر محروسة بآل البيت وستظل الموالد عنوان لسماحة المصريين حيث نتذكر في هذه الموالد سيرتهم العطرة فلا احد يستطيع ان يمنع الروحنيات التي اعتاد عليها الناس احتفالا بآل البيت قاطعا بان مصر مستقبلها وحاضرها في آل البيت ومرجعية الازهر ولا مجال للانتماءات والافكار المتطرفة قائلا " فاذا جعل الله الكعبة قبلة وجعل الازهر كعبة العلم والعلماء فستظل الموالد تقام في الحسين موجها رسالة الى السلفيين والاخوان قائلا " افيقوا من غفلتكم اصحاب الفكر والانتماءات الهدامة التي تدعو الى العصبية وعليكم بازهركم فنحن نحتفل بالموالد وفق الشريعة الاسلامية ونقول للسلفيين لقد حرمكم الله من النفحات والبركات فنحن نحتفل بسيرتهم العطرة ونأخذ القدوة وهذا لاا يمنع وجود بعض السلبيات مثل الاختلاط لكنه امر يتم تداركه ولا يمكن ان نمنع الاحتفال
وشهدت خيمة الطريقة الشاذلية بالاستماع القاء قصائد تصف الحسين وكراماته وتطالب المصريين بالعودة إلى الله والتزام طريق الحسين وذلك للخروج من الأزمات التي حلت بالبلاد،
ورصدت التحرير وجود عدد كبير من الخدمات في ارجاء منطقة الحسين خاصة في المناطق المحيطة بمسجده حيث كان احتفال رواد المنهج الاحمدي الادريسي بالليلة الكبيرة وبالانشاد وبالمدائح النبوبة والأوراد والاشعار الصوفية وكذلك احتفالات لمشيخة عموم الطريقة الخلوتية
في حين توافد المئات من ابناء المحافظات البعيدة خاصة من الاقصر وقنا واسوان حيث اشار بعضهم الى انهم جاؤوا من اجل المشاركة في الفعاليات الاحتفالية التي يحييها مشايخ الطرق الصوفية مشيرين الى ان معظم ابناء القاهرة لا يعرفون قدر ومنزله هؤلاء المشايخ .
ليلة اول من امس كانت ايضا عامرة بالذكر والإنشاد الصوفي والتواشيح الإسلامية حيث تحتفل منطقة الحسين والأزهر على مدار ثلاثة ليالي بالشوادر المليئة بالمنشدين ومريدين الحسين وعشاقه. وشهدت ساحة الحسين حلقات من الذكر والإنشاد،بينما شهد ضريح الحسين ازدحاما شديدا بداخله وظهر الاهتمام بنظافة الضريح من الدخال حيث انتشر عدد من العمال لتنظيف محيطه.
وتم الاعلان من خلال مكبرات الصوت عن ان الشيخ يس التهامي اشهر المنشدين سيحيي الليلة اليتيمة وان نجله محمود يس التهامي هو المكلف لاحياء الليلة الكبيرة وهو ما قابله المريدين بالتصفيق والسعادة الشديدة .