لا أعرف كيف ينام المستشار أحمد مكى وهو يرى ما يحدث فى العدالة فى مصر من انتهاكات ويده ملطخة بهذه الانتهاكات؟
أهذا أحمد مكى الذى جاء من استقلال القضاء؟
أهذا أحمد مكى القادم من مؤتمر العدالة الأول الذى وقف ضد مبارك وتدخلاته فى العدالة وضد الطوارئ؟
يا خسارة!
أيصبح المستشار أحمد مكى متحدثا باسم وزير الداخلية؟
ألم يقل الرجل أول من أمس فى محكمة السنطة وقد حاصرته الجماهير هناك حتى إنه خرج من باب جانبى (!!) «اتصل بى وزير الداخلية وقال إن التقرير المبدئى لتشريح محمد الجِندى أكد أن الوفاة نتيجة حادثة سيارة وطلب منى أن يُنشر هذا الخبر فى بيان، إما من النيابة العامة وإما من الطب الشرعى واستقبحت الاتصال بالنيابة العامة أو الطب الشرعى وأذعت هذا الخبر بنفسى»!
يعنى أن السيد الوزير المستشار رجل العدل ووزير العدل استقبح أن يكلم النيابة أو الطب الشرعى ليصدر عنهما بيان برغبة وزير الداخلية بأن الشهيد محمد الجِندى مات فى حادثة سيارة تأكيدا لما سبق وأن ادعت كذبا وبهتانا منذ ظهور جثة الشهيد الجِندى وعليها آثار التعذيب التى لا تراها داخلية مرسى وأعوانها وجماعتها.
لكنه -أى السيد الوزير المستشار رجل العدل ووزير العدل- لم يستقبح نفسه وهو يخرج إلى وسائل الإعلام ليبلغهم بنفسه أن تقرير الطب الشرعى -قبل صدوره- يؤكد أن محمد الجندى مات فى حادثة سيارة ولم تكن وفاته بعد تعذيب فى معسكرات الأمن المركزى.
ولم يستقبح وهو يفضح نفسه أنه ينفذ كلام وزير الداخلية (!!).
فهل الرجل يستطيع أن ينام الآن قرير العين بعد أن فضحه تقرير الطب الشرعى من أن محمد الجندى تُوفِّى إثر التعذيب؟
وكيف يرضى أحمد مكى على نفسه تكرار الكلام «الكاذب» لوزير الداخلية؟!
وماذا فعل أحمد مكى بعد أن عرف أن وزير الداخلية يكذب عليه؟!
لم يفعل ولا يفعل شيئا!!
وإنما يستمر فى خدمة محمد مرسى وجماعته.
ألم يكن له دور فى الاعتداء على القضاء؟!
ألم يكن له دور فى الإعلان الدستورى الاستبدادى؟
ألم يكن له دور فى إقصاء النائب العام واستدعاء النائب العام الخصوصى لمرسى؟
لم يكن له صوت أو حس فى اعتداء أنصار محمد مرسى على المحكمة الدستورية ومحاصرتها لمنعها من إصدار أحكامها!!
أليس هو الذى يطالب ويأتى بترزية جدد لوضع قوانين تخدم محمد مرسى وجماعته؟! أليس هو الذى يدعو إلى الطوارئ والقوانين الاستثنائية؟!
فماذا ننتظر من أحمد مكى بعد أن كشف عن نفسه أنه كان متحدثا باسم وزير الداخلية بإعلان «الكذب»؟!
استقبحك الله يا مكى..
الشعب يريد الخلاص.