الفوازير بعد الإفطار فى شهر رمضان المبارك كانت مثل كوب الشاى بالنعناع يساعد على هضم أطيب المأكولات ويبشر بسهرة جميلة يلتقى فيها الأصدقاء والأحباء إما بتبادل الزيارات أو بالمقاهى والكازينوهات، ولا يخلو الحديث بينهم عن فزورة اليوم أو الفوازير بشكل عام والمقارنة مع التى قبلها وبين فلان وفلانة. هذا كان الحال ونحن على مشارف قرن جديد وعودة شريهان تُعَدّ حدثا كبيرا. وربما الأحدث فى مشروع شريهانيات ٢٠٠٠ كان الاستعانة بمخرجين اثنين: أنا وخيرى بشارة. والأكثر حكمة كان الاستعداد والتحضير عاما كاملا قبل حلول شهر رمضان القرن الجديد وعدم الوقوع فى فخ الربكة المعتادة مع الفوازير السابقة والاضطرار أحيانا إلى التصوير على الهواء، وكنا أنا وخيرى قد اتفقنا على أن يتولى كلٌّ منا مسؤولية ١٥ فزورة، وطموحاتنا كانت الاعتماد الكبير على فن الجرافيك ليضيف الخيال المطلوب دائما إلى الفوازير، وقد اختارت القناة المنتجة استوديوهات «براغ» فى جمهورية التشيك لخبرتهم العالمية فى هذا المجال. وكنا قد استُدعينا لهذا المشروع الطموح بعد أن فشل أكثر من مخرج العام السابق فى حتى الوصول إلى نقطة انطلاق، وأمام هذا التحدى تبلورت أهمية فكرة الشكل الجديد وتحول المشروع من مجرد نظرية إلى خطة محددة وخطوات فعلية من زيارة استوديوهات «براغ» إلى جمع لقطات من أرشيفات فى لندن لتستغل فى تحضير الجرافيك. وتمت الاستعانة بمجموعة هائلة من الملحنين لتتألق مع ألحانهم أشعار سيد حجاب ومن ضمنهم ميشيل المصرى وحسين الإمام وخالد حماد وصلاح الشرنوبى وكامل الشريف إلى جانب زياد الرحبانى الذى كان سيلحن مقدمة الفوازير. وقمنا أنا وخيرى تصوير لقطات ستستغل فى الحلقات الخاصة بشخصيات نسائية عربية وتم ذلك فى القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ وطابا، وفجأة فى مكاتب الشركة المنتجة التى احتللناها، ووسط حشد مساعدى الإخراج والإنتاج ومدير الشركة المسؤول والمدير المالى وموظفين آخرىن وجوازات سفر وتذاكر طيران أصبح الأمر واقعا وجادًّا، وأصبحت شريهانيات ٢٠٠٠ حقيقة بعد كل المحاذير والتشاؤمات التى قابلناها يوما بعد الآخر بسبب تاريخ البداية المتعثر أحيانا، وأصبحنا أنا وخيرى من سكان براغ نتشاور مع فنانى الجرافيك فى كل صغيرة وكبيرة، وتم حجز البلاتوه الضخم ووصلت الكاميرات من القاهرة وزارتنا شريهان لتختبر وتختار بعض الراقصات من براغ. وكاد الحلم يتحقق لولا توجس إدارة القناة التى تراقب بحذر شديد تصاعد ميزانية العمل، وكنا جميعا متفهمين هذا التوجس، ومثل رقصة التانجو أصبحت كل خطوتين يخطوهما المشروع إلى الأمام تجذبه الهواجس خطوة إلى الخلف إلى أن توقف الرقص تماما.
شريهانيات لم تتم
مقالات -
نشر:
13/3/2013 2:56 ص
–
تحديث
13/3/2013 9:37 ص