فى كل هذه الأحداث من أزمات وتفكك وانهيار وسيادة بلطجة النظام بأدواته التنفيذية والتشريعية والقضائية، ماذا يفعل محمد مرسى؟!
كل هذه الأحداث لا حسّ ولا خبر لمحمد مرسى، كأنه ليست له علاقة بتلك الأزمات.
فربما لا يعرف شيئا عن أزمة السولار!
وربما لا يعرف شيئا عن إضراب السائقين، وربما لأن سائقى «التوك توك» الذين بقدر عشوائيتهم لم يُضرِبوا وبالتالى فليس هناك إضراب ولا يحزنون عند الريس مرسى!
وربما لا يعرف أن هناك أزمة اقتصادية طاحنة دخلت فيها البلاد ستؤدى إلى انهيار كامل، أو يعرف ولا يعى أن هناك أزمة!
وربما لا يعرف أن هناك أزمة سياسية نتيجة سياساته وديكتاتوريته واستبداد جماعته التى جعلته مندوبا لها فى قصر الرئاسة.
وربما لا يعرف أن كل ما يصدر عنه مشوّه وصادر عن باطل، فبرلمانه الحالى الذى يرأسه صهره والحاصل على تحصين رئاسى من الحل باطل، ومن ثم القوانين والتشريعات الصادرة عنه باطلة، ناهيك بالدستور الطائفى الذى تم فرضه على الناس بالقوة والتزوير.
لكن مرسى يعرف أنه يتمتع بخدمات قصر الرئاسة والهلمّة والمواكب والحراسات والسكرتارية الخاصة الذين هم من أهله وعشيرته وجماعته الذين يحصلون على المرتبات والمكافآت المجزية، ويتمتعون بفساد مؤسسة الرئاسة الموروث الذى تم الحفاظ عليه، وزاد عليه مرسى الوجبات الفاخرة التى تأتى من خارج القصر فى إكرامه لضيوفه من أهله وعشيرته وجماعته.
ومن ثم لن يهتم بما يجرى ولن يفعل شيئا سوى ما يأتيه من قياداته فى الجماعة، وليذهب البلد إلى الجحيم، فهم صرفوا عليه 600 مليون جنيه لكى يحجز كرسى الرئاسة، وعليه الخضوع لكل ما تريده الجماعة من خلال الرئاسة.
ومن ثم يدير الرئاسة بعناد شديد أكثر من عناد مبارك الذى كان يزيد كلما مرت سنوات حكمه نتيجة المرض وسيطرة الزوجة والابن، فما بالكم بالوافد الجديد إلى القصر وسيطرة جماعة قائمة على تنظيم سرى تخضع للسمع والطاعة.
فلا أمل من مرسى فى أى شىء فى هذا البلد.
ولا أمل فى عيش أو حرية أو كرامة إنسانية.
ولا أمل فى شفافية للمجتمع، فهو وجماعته تربَّوا على إنكار الشفافية، وأن حياتهم قائمة على السر والغموض، وألا يخرج أحد من قيادات الإخوان وأعضائها ليتحدث عن ماذا يفعل خيرت الشاطر وماذا عن أعماله الخاصة وهل يدفع ضرائب، نفس الأمر عند حسن مالك الذى ورث ملف رجال الأعمال ويديره كأنه أحمد عز الحزب الوطنى ولا أحد يعرف بأى صفة يفعل ذلك.
فأين عصام العريان «وبرلمانه»؟!
وأين القيادات التى سيطرت على الوزارات والإدارات المحلية؟
لن تجدهم، فقد انكشفوا وبانوا على حقيقتهم، فاكتفوا بالمناصب والمكافآت والنفوذ «الجديد»!
فلا أمل من محمد مرسى وجماعته، وهؤلاء الذين صدّعوا أدمغتنا عن الحرية والديمقراطية ومصر الجديدة من أهل وعشيرة مرسى، فإذا بهم مجموعة من الفاشلين العجزة عن إدراك الدولة، ولا يعرفون من الحرية شيئا أو الديمقراطية إلا إذا كانت على مقاسهم؟
فلا أمل فى محمد مرسى وحتى إن تنازل عن رئاسة هشام قنديل للحكومة الفاشلة العاجزة، فالرجل لا يتمتع بأى قدرات للإدارة أو الحكم، ومن ثم يُدخل البلاد من فشل إلى فشل جديد.
ومع هذا لن يفعل شيئا، وسيترك البلد ينهار، فهو لا يتأثر، وليس هناك دم وإنما «جلده تخين».
الشعب يريد الخلاص.