الأوسكار هو حصاد العام الذى مضى، ولا تنسى الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية التى تنظم الجوائز الشهيرة فى ليلة إعلانها من فقدتهم السينما طوال العام، وذلك بذكر أسمائهم فى فقرة خاصة من فقرات الحفل، وقد ألقى هذه الفقرة فى حفل أوسكار 2013 الممثل والمخرج والمنتج الأمريكى العالمى جورج كلونى.
كان من بين الأسماء التى ذكرها كلونى اسم الناقد أندرو ساريس، الذى توفى فى 20 يونيو 2012 عن 83 عاماً، والذى يعتبر كما وصفته «فارايتى» عن حق «من أهم نقاد السينما فى القرن العشرين».
ولد ساريس وتوفى فى نيويورك، وتخرج فى جامعة كولومبيا، وكان أستاذاً جامعياً حتى تقاعد عام 2011، وعمل مستشاراً فى شركة فوكس، واشترك فى تأسيس الجمعية الوطنية لنقاد السينما، وتزوج عام 1969 من الناقدة مولى هاسكيل. وقد نشر ساريس مقالاته عن السينما والأفلام فى «فاليدج فويس» من 1960 إلى 1989، ثم فى «نيويورك أوبسرفر» من 1989 إلى 2009. وهو أول من ابتدع تقليد قائمة «التوب تن»، أو أحسن عشرة أفلام فى السنة، وعندما صدر كتاب «المواطن ساريس» عام 2001 الذى تضمن مقالاته فى النقد شمل مقدمتين للناقدين الكبيرين روجر إيبرت ودافيد تومسون، وهناك فيلم تسجيلى عنه بعنوان «أندرو ساريس: ناقد تحت الضوء».
وقد صدرت للناقد الراحل كتب عديدة عن أورسون ويلز وجون فورد وهوارد هوكس وألفريد هيتشكوك وصامويل فوللر من مخرجى أمريكا، وعن جودار وتروفو وأنتونيونى وبرجمان وكوروساوا ومارسيل أوفلس من مخرجى أوروبا والعالم، ومن كتبه الموسوعية «السينما الأمريكية: مخرجون واتجاهات»، الذى صدر عام 1968 عن الفترة من 1929 إلى 1967، وأهدى إلى الزميل العزيز محمد رضا نسخة منه عندما سافر إلى أمريكا لأول مرة، وكان أول ما قرأت للناقد الأمريكى.
ويعتبر أندرو ساريس من أوائل النقاد المدافعين عن سينما المؤلف فى النقد الأمريكى، وهو ما تجلى فى مقاله النظرى الشهير «ملاحظات عن نظرية المؤلف» عام 1962 عن حركات التجديد الأوروبية فى النصف الثانى من الخمسينيات، وتعتبر مساجلاته مع بولين كيل، وهى صاحبة أشهر عمود لنقد الأفلام، صفحة مهمة فى تاريخ النقد، فقد كانت ترى أن نظرية سينما المؤلف تتجاهل أن الفيلم نتاج مجموعة من الفنون.