رغم جميع حرائقه التى أشعلها فى البلاد، ورغم جميع سوابقه فى تحريض الميليشيات، فى مقالات وتغريدات، ورغم القطعان الهائجة ليل نهار، ورغم الجو الخانق والعصيان الشعبى، الاحترام سيبقى يا بديع الزمان، يا مرشد آخر الزمان، أنت فى سن جدى، ولك كل الاحترام، ما جرى فى «سيتى ستارز»، مرفوض ابتداء، التهجم اللفظى على رجل طاعن فى السن يجلس مع أسرته فى أمان، ليس فيه من المروءة من شىء، «لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ»، أخشى اليوم بديع، وبكره مرسى، وبعده البرادعى، وأنا وأنت، وإحنا غلابة، لا نملك حراسات، ولا نسير ميليشيات، نكمل عشانا نوم.
قدر ولطف، ربنا بيحبك يا بديع، تخيلوا، الشاب المندفع الذى هاجم مرشد الإخوان أكمل طريقه، وقرر فى لحظة تهور القبض على المرشد أمام أسرته، وكتفه، وكلبشه، وجره على القسم، مفعلاً «الضبطية الطلعتية»، نسبة إلى المستشار طلعت عبدالله (النائب العام)، وسلم المرشد إلى قسم أول مدينة نصر، متهماً إياه بإدارة جماعة غير شرعية على خلاف القانون، يتولى فيها منصب المرشد، وتخيل الباقى.. فضيحة بجلاجل، كبير العائلة الإخوانية يبات فى القسم لحد ما يضمنه خيرت الشاطر.
ليست هذه أول مرة يتعرض فيها مرشد الإخوان للهتاف الصاخب فى وجهه: «يسقط يسقط.. حكم المرشد»، قبل أيام قلائل وقبل واقعة «سيتى ستارز» هتف ضابط شاب فى جوازات مطار القاهرة الدولى «يسقط يسقط حكم المرشد» عندما تقدم بديع لإنهاء إجراءات سفره، لم يعلق المرشد، لم ينبس ببنت شفة، أشاح بوجهه، وزاغت نظراته وراء عويناته الزجاجية، «يسقط يسقط.. حكم المرشد» شعار ينكد على المرشد عيشته، كابوس يطارده فى منامه، لا ينام ملء الجفون، يخاف السقوط من فوق سرير الحكم.
وستتكرر، ولن يغير من الهتاف نفى المرشد: «يا ابنى أنا لو كنت اللى بحكم مصر فعلاً، فأنا معك، يبقى يسقط يسقط حكم المرشد»، يااااه على المسكنة، أنا لو كنت اللى بحكم مصر فعلاً، ياااه المرشد رجل غلبان بيكمل عشاه نوم، بينام بعد صلاة العشاء حتى يلحق الفجر حاضر، المرشد فى حاله، لا بيحكم ولا بيتحكم، لا يا شيخ، على بابا، فاكرنا داقين عصافير، خضر بتطير، معلوم هذا نوع من المعاريض، كذب يتقنه الإخوان إذا تعرضوا لضغط شديد، نوع من التقية، ولكنه يجمل الكذب، المرشد لا يكذب ولكنه يتجمل أمام أسرته.
قال تعالى: «وَإِذ قُلنَا ادخُلُوا هَذِهِ القَريَةَ فَكُلُوا مِنهَا حَيثُ شِئتُم رَغَداً وَادخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغفِر لَكُم خَطَايَاكُم وَسَنَزِيدُ المُحسِنِينَ».. يا بديع الزمان تدبر آيات الله، كفى عناداً وتكبراً وتجبراً، أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك فى حق مصر والمصريين، لا تعرض نفسك لما لا تحب جماعتك، ولا يرضى أسرتك، كفاك بهدلة فى المطاعم وقلة قيمة فى المطارات.
وبعدين إذا تعشيتم فاستتروا، فى سيتى ستارز، ومطعم أمريكانى، مرشد الإخوان يأكل فى مطعم الشيطان الأكبر، يأكل من صنيع الشيطان، يا أخى كل عند «بحة» فى السيدة زينب، الإخوان عاملين زى القرع يعينوا مؤمن فى الشورى، وياكلوا فى سيتى ستارز.