قالت مجلة "تايم" الامريكية أن الكارثة المالية التي تعاني منها مصر تجعل معارك الميزانية في واشنطن تبدو كأنها صراع الأطفال على الحليب.
وأضافت المجلة أنه إذا لم يستطع الرئيس محمد مرسي تأمين الحصول على قرض صندوق النقد الدولي خلال الثلاثة أشهر المقبلة، فإن الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية سينفذ و حينها يمكن ان تتجدد المطالبات بأسقاط الحكومة وعودة البلاد إلى حالة الفوضى مرة أخرى.
ورأت المجلة أن استراتجية مرسي لتسديد ديونه تتهاوى، خاصة بعد تأجيل القرض الذي تم طلبه منذ عام على أمل تأجيل تدابير التقشف الشديد مثل خفض الدعم الحكومي الذي يصل إلى 25% إلى ما بعد الأنتخابات البرلمانية، موضحة أنه كان من المفترض أن يسيطر الإخوان على البرلمان المقبل لفرض سيطرتهم على الحكومة المصرية، ولكن الأربعاء الماضي أجلت المحكمة الانتخابات إلى أجل غير مسمى.
واعتبرت المجلة الامريكية أن القضاء المصري هو الوحيد المتبقي لمراقبة السلطة التي يتمتع بها الرئيس مرسي. وأشارت إلى أن المعارضة المصرية كانت تنوي مقاطعة الانتخابات، مما كان سيفقد شرعية الفائزين ويثير الأحتجاجات في الشوارع ضد مرسي و الإخوان لمحاولتهم ترسيخ سيطرتهم على الحكومة.
وعن زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري، قالت منى مكرم عبيد العضو في مجلس الشورى أن "ون كيري لم يأتي إلى مصر في اجازة ولكن لوضع مرسي على الطريق الصحيح بتقديم تنازلات لمنافسيه، ونصحه بأن هذه البيئة ليست المناسبة لإجراء أنتخابات حرة و نزيهة".
وذكرت المجلة أن المساعادات المالية التي اقرها كيري اثناء زيارته لمصر تعد نقطة في بحر، ولكنها أيضا لم تؤكد دعم الولايات المتحدة لمرسي، في حين أنها تعرب عن مخاوفها بشأن محاولاته لسحق المعارضة.
ولفتت الصحيفة إلى ان الجيش ينتظر جانبا لحين سقوط مرسي، ولكنه تعلم من الخمسة عشر شهرا خلال حكمه بعد الثورة في 2011، وهو ما يشير إلى أن الحكم ليس "فنجان الشاي المفضل لديه"، وما يعني في حال سقوط مرسي، فأن مصر ستقع في فراغ السلطة.
وألمحت الصحيفة إلى أنه إذا فشل مرسي في تأمين قرض صندوق النقد الدولي، وهو ما قد يحدث, فحينها سيكون أمن مصر والمنطقة بأسرها موضع تساؤل.