ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

نهارك سعيد

-  
نشر: 11/3/2013 7:41 ص – تحديث 11/3/2013 7:41 ص

عام 1964 وبعد انتشار التليفزيون فى مصر دخل الفنان منير مراد على رئيس التليفزيون وقال له «أنا عندى فكرة جهنمية»، استقبله المسؤول بحفاوة واعتبر انضمام مراد إلى التجربة مكسبًا وسأله عن الفكرة.

 

كان مصطلح الفكرة الجهنمية هو مدخل مراد على أى فنان، قبل ذلك بأعوام طويلة وقف يقلّد الفنانين للمخرج أحمد سالم فى استراحة الفيلم الذى يصوِّره مع شقيقته ليلى مراد، سأله أحمد سالم «أنت بتشتغل إيه دلوقتى؟» فقال له إنه يتاجر فى كل شىء وإنه حاليا يشارك أنور وجدى فى أكبر صفقة أمواس حلاقة فى مصر، سأله عن مصدر رأس ماله فقال له إنه جمع مبلغًا وفيرًا من صفقة بطاطس سابقة، نظر إليه سالم مندهشًا من قدرته على تجاهل الفنان الموجود بداخله والانشغال بالبزنس، وطلب منه أن يشارك فى الفيلم كمُخرج مساعد.

 

لم يكن فى نية منير مراد أن يحترف الفن على الرغم من أن العائلة كلما سألت عن سر اختفائه وهو طفل كانت شقيقته تخبرهم أنه مختبئ فى الدولاب محتضنا عود والده الملحن يعزف ويغنّى، واعتقد الجميع أن حبه للفن هو سر فشله المتكرر فى الدراسة، لكنه فاجأهم بأنه تخلى عن الاهتمام بدراسته وهجر الكلية الفرنسية من أجل احتراف تجارة البسطرمة وتوزيعها على البقالين إلى أن تعرف على أنور وجدى من خلال شقيقته عندما زاره فى موقع التصوير وقام على سبيل المزاح بلعب دور عامل الكلاكيت فأقنع وجدى بتوسيع النشاط، وفى إحدى المرات كانت هناك مبالغ مستحقة على أنور وجدى وفات موعد سدادها فدخل عليه مراد غاضبا، فقال له وجدى «مافيش فلوس.. تلحّن لشادية؟»، اندهَش مراد من العرض فقال له وجدى لحن لها أغنية فى الفيلم الذى أصوره معها وأنتجه واعتبر أجرك عن التلحين هو الدفعة المستحقة، وافق مراد فلحَّن لها أغنية «واحد اتنين» ونجحت نجاحا ساحقا، كان مراد مليئا بالموسيقى لكنه لم يكن مهتما بالأمر ربما لشعوره أن والده زكى مراد وشقيقته ليلى قد سبقاه إلى عالم النجاح والشهرة وأنه لن يحقق أكثر مما حققاه، بخلاف أنه مهتم بموسيقى الجاز أكثر من اهتمامه بالموسيقى الشرقية وهذا نوع من الموسيقى لا سوق له فى مصر، لكن بعد مرور سنوات طويلة كان منير مراد يقول فى حوار صحفى إن نجاحه الموسيقى مع كل نجوم مصر كان نتيجة محبته لنوعين من الفن، الجاز وفن تلاوة القرآن.

 

نجاح أغنية شادية جعله يبدأ طريقا لم يكن يقصده، فانتهى به الحال واحدا من صناع النهضة الموسيقية فى مصر مع بليغ والموجى والطويل، وعلى الرغم من نشأته فى عالم التجارة فإنه لم يتاجر بالفن يوما، زاره فطين عبد الوهاب فى منزله حاملا شكوى بعض المطربين من أن منير يرفض التلحين لهم، قال له فطين «إن كنت غير مقتنع بهم فعلى الأقل عليك أن تعمل لتوفر لنفسك دخلا»، سحبه مراد من يده إلى غرفة المكتب وفتح له أحد الأدراج وكان به مبلغ من المال، وقال له مراد «هذه مصروفات السنة، أتعامل فى حدودها هى فقط، وكأننى توقفت عن التلحين حتى لا أضطر إلى تقديم ما لا أرضى عنه».

 

بدأ حياته يهوديا اسمه «موريس»، وأنهاها مسلما اسمه منير، بدأها فاشلا فى الدراسة وأنهاها بتلحين السلام الجمهورى لكل ناجح فى الدراسة فى كل زمان ومكان «وحياة قلبى وأفراحه»، بدأها من قلب الشهرة حيث عائلته الفنية الناجحة وأنهاها فى صمت دون أن يلتفت أحد إلى رحيله عندما فارق الحياة بعد اغتيال السادات بأسبوع، رحل بينما مصر كلها مشغولة بمستقبلها الغامض.

 

دخل مراد على مدير التليفزيون قائلا «أنا عندى فكرة جهنمية.. فكرة برنامج عايز أقدمه»، سأله عن الفكرة فقال له منير مراد «عايز أقدم برنامج أقرا فيه أهم الأخبار والمقالات اللى فى جرايد النهارده»، اندهش المسؤول من الفكرة وكان يعتقد أن مراد سيقدم برنامجا فنيا حافلا بالنجوم وسأله عن العلاقة بينه وبين هذا النوع من البرامج، فقال له مراد إنه سيقدم الأخبار مغنَّاة ثم وقف فى منتصف الغرفة ممسكا بالجريدة وغنى له وهو يرقص «عبد الناصر فى باكستان.. عبد الناصر فى باكستان»، امتقع وجه المسؤول وتلفَّت حوله رعبًا ثم شكر مراد وطلب منه أن لا يزور مبنى التليفزيون من جديد.

التعليقات