ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

"نورمال": فيلم جزائري يجسد انتهاكات حرية التعبير

-  
"نورمال": فيلم جزائري يجسد انتهاكات حرية التعبير
"نورمال": فيلم جزائري يجسد انتهاكات حرية التعبير

كتبت- إسراء الردايدة

لم يكن أحد يتوقع أن مخرج الفيلم الجزائري مرزاق علواش في فيلمه 'نورمال' تنبأ بما يحدث الآن على الساحة الثقافية الفنية، حين قدم إشارات واضحة قبل عامين عن غياب دور وزارة الثقافة في متابعة أمور المخرجين والرقابة على الاعمال الفنية وحتى البيروقراطية في كافة الإجراءات فالفيلم الذي نال جائزة أفضل فيلم عربي طويل في مهرجان الدوحة ترابيكا بدورته الثالثة، يعني بالعربية طبيعي، ولكن مخرجه يقدمه في قالب مثير للجدل ليعبر عما يعيشه الجزائريون في واقعهم الثقافي والاجتماعي، ضمن مشاهد مليئة بالغضب ويقوم الفيلم على أساس تسجيلي لفيلم يصوره زوجين شابين هما نجيب اولبصير وعديلة بن ديمراد؛ حيث يضطران لإعادة تصوير بعض مشاهد الفيلم الذي بني في بداياته عن المسرحي رشيد 'نبيل عسلي' صاحب مسرحية 'نورمال'، وفرضت وزارة الثقافة الجزائرية رقابة عليها، لأنها تحتوي محظورات لا تناسب المجتمع الجزائري ومن هنا تنطلق حكاية الفيلم عبر مناقشة بين الممثلين المشاركين في العمل والبحث عن تعديلات من أجل تكملة المشروع وتحصيل دعم للفيلم الذي توقف بسبب تخصيص وزارة الثقافة ميزانية ضخمة لاحتضان مهرجان الثقافي الإفريقي في 2009، وسط معاناة الكثيرين من البطالة و ظروف معيشية صعبة، وهو ما ينطبق على معاناة علواش مع فيلمه البارز في انتقاد الوزراة بدعم مشاريع مختلفة 'ليست ذات اولوية'.

 

ويحمّل المخرج علواش فيلمه مشاهد مختلفة ترتبط بحرية التعبير عن الرأي وتقييدها وذلك انتهاك للحقوق وفقاً للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وهي تندرج تحت المادة التاسعة عشر منه، والتي تنصرف إلى أن حق الفرد في اعتناق الآراء التي يختارها دون تدخل هو حق لا يقبل أى قيد أو استثناء كما أن حرية التعبير تشمل الحق في تلقّي واستقصاء نقل المعلومات للآخرين وفي التعبير عن الرأي والفكر ونقله إلى غيره بأى صورة إما شفاهة أو كتابة أو عن طريق الكلمة المطبوعة أو المسموعة أو في صورة فنية أو بأي وسيلة أخرى يختارها الفرد.

وظل فيلم علواش، الذي بدأ بلافتة كبيرة مكتوب عليها بلون أحمر فاقع 'جزائر حرة ديمقراطية' وانتهى بها أيضاً، مفتوحاً على كل الاحتمالات والنهايات، نظراً للرؤية الضبابية السائدة في البلد، إذ أبرز الفيلم يقيناً قوياً فقط بصعوبة الوضع الراهن في الجزائر.

 

 

 

 

وصوّر علواش فيلمه على مرحلتين برفقة شباب موهوبين، حملوا بطولة الفيلم على أكتافهم، وهم مهتمون بصناعة السينما، لتتدخل رغبة مخرج شاب وزوجته في إنهاء تصوير فيلمهما، وهما المخرج فوزي 'نجيب أولبصير' وزوجته 'عديلة بن نيمرادو' هنا إثر هذه التغييرات، وبعدها ينطلق الثنائي في رحلة تصوير فيلمهما بعد مقارعة وزارة الثقافة بتحويل فحوى الفساد بالفيلم إلى انعكاس أبعاد ثورات الربيع العربي على الشباب الجزائري بأسئلة تطرح عن إمكانية حصوله فعلا في الجزائر وتنطلق الأحداث لتلقي بظلالها على مشاهد مختلفة من الشارع الجزائري بطرح متنوع لقضايا مختلفة؛ مثل الحريات والتحرر بمفهومه الخاطئ، ليدين الزيف الاجتماعي، والعيش بازدواجية، ورفض مواجهة الحقيقة للحفاظ على الهدوء ويبقى الفيلم مختلفا، لكل ما يثيره بحسب العين التي تراه، إلى جانب جماليات صوره ومشاهده، وحتى بنائه المحكم، علما أن علواش نال منحة من مهرجان ترابيكا لمرحلة ما بعد الإنتاج، لينهي الفيلم ولم يحصل على دعم من وزارة الثقافة الجزائرية ورغم أن الفيلم سبق ما يجري حالياً وسط الساحة الثقافية الجزائرية، إلا أنه يعود للحياة مجدداً اليوم من خلال أزمة طلبة المعهد العالي لفنون السمعي البصري 'ايسماس' التي دخل طلبتها في إضراب مفتوح عن الطعام بسبب عدم تحقيق أي من مطالبهم التي تعود لعامين، رغم وعود وزارة الثقافة. وتشمل مطالب طلبة معهد ايسماس معادلة شهادتهم وعقد ورش عمل محترفة للارتقاء بمستوى الطلبة بعد أن أمرت وزارة الثقافة بإغلاق المعهد وتجميد نشاطاته وتحويل أمر الطلبة للمحكمة حيث قضت المحكمة الإدارية الاثنين الماضي بشرعية الإضراب، لكنها مع ذلك أمرت الطلبة بإخلاء مقر المعهد.

وبصورة غير متوقعة، يرتبط مع ما يعيشه طلبة المعهد حالياً بأحداث فيلم 'نورمال' الذي استعرض هذه القضية بطريقة مشابهة من خلال مشاهده التي تحتوي عبارات ساخطة من قبل العاملين على تحسين الفيلم ليلاقي دعماً وتختلف أطروحات علواش السينمائية بين فيلم وآخر، لكنها كلها تهتم بما يجري داخلياً وتدخل في صلب حياة الشباب الجزائري وعلاقته مع الآخر، وهي الهجرة والعيش خارجاً؛ فمثلا في فيلمه 'شوشو' العام 2003، طابع كوميدي درامي اجتماعي بأحلام 'شوشو' الشاب، ولعب دوره الممثل جاد المالح، وهو ممثل فرنسي من أصل مغربي، بمشاركة ممثلين آخرين؛ منهم كلود براسور وآلان شابا والمغربي رشدي زام، علماً أن علواش تعامل مع المالح في فيلم 'سلاما ابن العم'.‏ أما فيلمه 'باب الويب'، فهو مرتبط بالإنترنت من جهة وبـِ حيّ 'باب الواد' من جهة أخرى، ووظفهما علواش ليعكس تعامل المجتمع الجزائري مع التغيرات التقنية في عالم بات مفتوحا على بعضه وعلواش مخرج جزائري معروف في أوساط المغرب العربي والعالم العربي والعالم من خلال أفلامه التي شهدت تغييرات اجتماعية في الجزائر، وعاين من خلال تجاربه السينمائية وأعماله المتنوعة، التي عرضت في كان، ومهرجانات دولية مثل مهرجان فينيسيا الدولي، فترتين مهمتين في الجزائر؛ الأولى بعد ثورة أيار (مايو) 1968، والثانية بعد السنوات السوداء في التسعينيات.

 

ويبقى القول إن كل مخرج يشفي جراحه ويبث همومه عن وطنه من خلال عدسته الخاصة، وبالرؤية التي يشعر بها، فما السينما في النهاية إلا جمالية فنية، ووسيلة لنقد الواقع، واقتراح حلول إن أمكن ودعوة للتغيير نحو الأفضل.

--------------------------------------------------------------------

*أعدّ لبرنامج الاعلام و حقوق الانسان

مركز حماية و حرية الصحفيين

التعليقات