أظن كفاية قوى لحدّ كده.
بصدور حكم القضاء فى مذبحة استاد بورسعيد يجب أن تنتهى ظاهرة الأولتراس.
هى أصلا تتآكل فى العالم كله، وأنت ترى معى الدوريَّين الإنجليزى والإسبانى وبطولة أوروبا كل أسبوع وتلاحظ أنه لا يوجد فى أى استاد لا دَخْلات أولتراس ولا شماريخ ولا حركات جماعية للتشجيع ولا حتى أغانٍ طوال المباراة ولا توجد هذه الأجواء المتوترة والعصبية والموتِّرة، بل المشاهدة متعة وبهجة وتفاعل من الكبار والصغار والعائلات وستات على رجالة على أطفال دون هيجان ولا عصبية مريضة، وخُذْ بالك هذه كرة قدم باهرة هناك عكس الكرة العيَّانة اللى عندنا (شأن البلد كله).
خِلْصِت خلاص هذه الظاهرة التى رغم إيجابيات فيها فإنها فى منتهى السلبية، حيث تأجيج التعصُّب وروح العصابة وتمجيد العنف وتعظيم الضغائن وتقديس الثأر.
لا يمكن أن نقبل على مجتمعنا أولتراسًا لجأ إلى إحراق أعضاء من أولتراس منافس ولجأ إلى العنف واقتحام الملاعب وإشعال الحرائق وتعطيل المواصلات وقطع الطرق وإرهاب الخصوم وترويع المختلفين معه مهما كان نُبل الغاية التى سعى إليها وهى القصاص، رغم أن القصاص اصطبغ أيضا بلون الثأر مما أفقده كثيرا من نبله.
ثم إننا نشهد كذلك استخداما واستغلالا من قوى سياسية بعضها متطرف دينيًّا للأولتراس، كما نرى من حركة «حازمون» واختراقها الكبير لأولتراس الزمالك وبعضها مثل الإخوان وخصوصا خيرت الشاطر يخترق الأولتراس الأهلاوى ويريد التعامل معه باعتباره ذراعا أمنية جديدة للإخوان أو وسيلة لتصفية الحسابات مع الخصوم سواء كانوا أفرادًا أو إعلامًا أو أجهزة دولة، فضلًا عن تعويل قوى سياسية مدنية على الأولتراس وترقُّب حركاته ومطالبته بالانضمام إلى مظاهراتها فى ما يشبه الرغبة ذاتها فى استخدام الأولتراس، مما يجعل من هؤلاء الشباب وَقودًا فى مواقد غيرهم.
أعتقد أن هذه هى اللحظة السانحة للمجتمع ليقول للأولتراس شكرًا على جهودكم، سواء الأهلاوى أو الزملكاوى أو المصراوى أو الإسماعيلاوى وغيرهم، ومتشكرين جدًّا على الفترة الماضية، لكن معلش المسألة مش ناقصة. يجب حل هذه التجمعات، وليأخذ هذا القرارَ الشبابُ نفسه أعضاء الأولتراس، فلا أحد يملك حل جماعة شعبية وهى غير قانونية وغير رسمية أصلًا.
لكن حتى يحلّ هؤلاء الشباب جماعتهم، لنتوقف عن الاحتفاء المنافق لهذه الظواهر التى اتجهت إلى منحنى خطر، فالخطر حين يأتى لا يستثنى أحدًا.