قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها اليوم السبت أنه ليس من الصعب على الغرباء التميز بين ما يجب على قادة مصر القيام به لتجنب الأنهيار الإقتصادي الذي يلوح في الأفق وكذلك خطر الفوضى، فأولا يجب الأتفاق سريعا على قرض صندوق التقد الدولي والذي تم المساومة عليه منذ عدة أشهر والأهم من ذلك، يجب على الرئيس مرسي ومعارضته وقف المحاولات لنزع الشرعية عن بعضهم البعض و تدمير الاتفاق على دستور ديمقراطي وإجراء انتخابات جديدة.
وأضافت الصحيفة أنه تحسبا لهذا تحدث الرئيس أوباما مع الرئيس محمد مرسي في مكالمة هاتفية وأبلغه بزيارة وزر الخارجية جون كيري الأسبوع الماضي، ولكن لا توجد أدلة كثيرة بأن أحد في مصر يستمع.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المتاعب تبدأ مع حكومة الرئيس مرسي الذي انتخب ديمقراطيا في العام الماضي بدعم من جماعة الإخوان الإسلامية، مشيرة إلى أن الرئيس في كثير من الأحيان أعلن دعمه للديمقراطية، وللسلام مع اسرائيل واقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة،وعرض مرارا وتكرارا الحوار مع المعارضة، واقترح استعداده لتعديل الدستور الحالي، وأكد كيري انه يأمل في إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون أيام.
ورأت الصحيفة أنه في الممارسة العملية فأن الحكومة غالبا ما تتبع مسار مختلف، فقد أخرت التدابير اللازمة لتحقيق الاستقرار، مثل زيادة ضرائب المبيعات، واتجهت الحكومة نحو وضع ضوابط جديدة قمعية على المنظمات غير الحكومية التي من شأنها أن يكون لها الأثر في القضاء على استقلالها عن الحكومة ومنعهم من تلقي تبرعات من مصادر دولية، و كذلك النائب العام المعين من قبل السيد مرسي، وفي الوقت نفسه، فهو يضغط بالقضايا الجنائية ضد الصحفيين الناقدين والفنانين بتهمة إهانة الرئيس.
ويقول مسؤولون حكوميون أن قانون المنظمات غير الحكومية أكثر ليبرالية في الأشغال، وأن الرئيس يعارض ملاحقة الصحفيين، ولكن هذه التأكيدات لم تثبت في الواقع العملي.
و ذكرت الصحيفة أنه ثبت أن العديد من زعماء المعارضة لا يبدون الولاء للمبادئ الديمقراطية بعد أن فقدوا الأمل إجراء انتخابات حرة ونزيهة في العامين الماضيين، وقد اعتمدت الساسة العلمانيين بما في ذلك محمد البرادعي وعمرو موسى إلا أن استراتيجية المقاطعة تهزم نفسها بنفسها. وأضافت أنهم رفضوا حضور الحوارات السياسية التي يعقدها السيد مرسي، ورفضوا حضور الاجتماع في القاهرة مع كيري، موضحة أنه من الصعب أن نرى إلى أين يمكن أن تؤدي هذه الاستراتيجية، وغيرها من التحول النظام السياسي الناشئ .
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن البعض في المعارضة يقولون انهم غاضبون من الولايات المتحدة لدعم السيد مرسي، ويبدو أنهم يعتقدون أن إدارة أوباما يجب أن تنضم اليهم في معركتهم مع الإسلاميين.
واعتبرت أن أوباما محق في محاولته للعمل مع هذا الزعيم المنتخب شرعيا، ودفعه إلى حل وسط مع خصومه. وأشارت إلى أن سياسة الولايات المتحدة لاتزال مشوشة، فأكثر من مليار دولار مساعدات اقتصادية وعدت بها مصر بعد الثورة، في حين 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية لا تزال مستمرة، قد تكون الولايات المتحدة تستطيع أن تفعل شيئا لتغيير مسار الأحداث في مصر، ولكن الآن هو الوقت المناسب لواشنطن لاستخدام كل النفوذ الذي يمكن حشده للضغط على كل من الحكومة ومعارضيها للأتجاه نحو حل وسط.