عاصم عبد الماجد يحب أسيوط، لها فى قلبه معزَّة خاصة، أسيوط «كوم» وباقى المحافظات «كوم تانى».. كان للمحافظة الصعيدية معه ذكريات وذكريات، أيام مجد الشيخ وإخوته، كرم زهدى، وناجح إبراهيم، وعصام دربالة.
أسيوط لم تعُد محافظة.. أصبحت إمارة، المدينة دانت لحكم الجماعة الإسلامية بعد 32 سنة من المحاولة الأولى يوم العيد الكبير.. عبد الماجد حقَّق حلمه فى الإمارة الصغرى وأعلنها بكل بساطة بحجة الفراغ الأمنى.. أسيوط فى قبضة أصحاب اللحى وذوى الملامح القاسية.. فمن يعترض؟!
وهذه البداية التى سينطلق منها الحكم، حسبما نصَّ اتفاق مجلس شورى الجماعة فى الوجه القبلى قبل مذبحة مديرية الأمن بأيام.
زمان فى بداية التسعينيات.. أعضاء الجماعة الإسلامية قسموا أسيوط إلى إمارات صغيرة على رأس كل منها واحدا منهم، يدير شؤونها، حتى تستتبّ الأمور لهم بعد السيطرة على باقى محافظات الدولة، وفى صباح عيد الأضحى يوم 8 أكتوبر 1981، وبينما لم تبرد دماء السادات على المنصَّة، أزهق عبد الماجد وأصدقاؤه 181 روحا أخرى أصحابها كان أكثرهم من جنود الشرطة الذين استيقظوا لتوهم فغادروا الحياة وهم ببيجامات النوم، بينما قُتل مواطنون آخرون ارتدوا لتوهم ملابس العيد استعدادا لبهجة لم تكتمل.
يا لها من مسرحية، ويا له من قدر.. الآن عبد الماجد يهدِّد أى شخص يتسبب فى عودة الفراغ الأمنى على غرار ما حدث فى 28 يناير من عام الثورة،.. أين مراجعاتك يا دكتور عاصم؟ أنسيتها أم...؟ ويقول المتأسلم القديم إن الجماعة الإسلامية تجهز «مجموعات حراسات شعبية» يتولون حماية المنشأت العامة والخاصة بدلا من أفراد الشرطة.. لا والله؟! ألم تكن مديرية أمن أسيوط منشأة عامة سنة 81 يا شيخ عاصم؟ ألم يكن مَن ماتوا بداخلها على يديك أفرادًا من رجال الشرطة أيضًا؟
مقر الجمعية الشرعية سيتحول إلى مديرية الأمن فى المحافظة.. وأنا لا أحمل جواز سفر حتى الآن.. فهل من واسطة يا شيخ المديرية لاستخراجه، أم أنك تحب أن تحمل لقب وزير داخلية الصعيد؟
أهل أسيوط لهم مع الشيخ وأنصاره حكايات وحكايات، سيظلون يرْوُونها ويتوارثونها حتى الممات، كان الله فى عونهم.. فى كل بيت هناك من انضمّ إلى الجماعة الإسلامية وقُتل أو قتل، وهناك من سُجن حتى شاب، وآخر دخل السجن فقط لأن صديقه تابع للجماعة، وآلاف حُرموا وظائف لأنهم أقارب للجماعة، لكن ما البيد حيلة.. أسيوط مدينة مغضوب عليها، عبد الماجد يتخذها إمارة، ومبارك كان يكرهها بسبب عبد الماجد، أما مرسى الآن فسلمها لعبد الماجد.