ليست الشرطة وحدها التى ترفض رأسها. الصحفيون رفضوا نقيبهم ولاحقوه فى الشارع. وكلاء النيابة يطالبون النائب العام بالاستقالة. موظفو مترو الأنفاق أجبروا رئيس الهيئة على الاستقالة. مصريون كُثُر لا يريدون مرسى رئيساً. السلطة فى مجملها تواجه أزمة فى مصر. انهيار كامل تقريبا. الفرق بين المجموعة البشرية المبعثرة والدولة هو وجود السلطة. تسيطر على الناس فى أرض. الشرط الأساسى أن يقبل الناس بالسلطة. طرق القبول بالسلطة مختلفة.
تنشأ السلطة بموجب عقد. العقد شريعة المتعاقدين. الإخلال بأحد البنود يعنى تطبيق الشرط الجزائى. أو إنهاء العقد. الخلل فى أكثر من بند يهد العقد حتماً. بند واحد قد يعنى حدوث مخالفة. سقوط أكثر من بند يؤكد التعمد. السلطة بموجب العقد عليها التزامات. تـُمنح الصلاحية لإدارة المجموعة البشرية رضاءً. انتخاباً أو تعييناً أو انقلاباً. يجب توفر شرعية الرضاء بها. الشرط أن تلبى السلطة احتياجات تلك المجموعة البشرية. عدم تلبية الاحتياجات يُفقد السلطة صلاحيتها. تنتهى شرعيتها.
احتياج المجموعة البشرية من السلطة مصالح متنوعة. تنظيم الشؤون العامة مصلحة. حفظ الأمن مصلحة. المساواة بين أعضاء المجموعة البشرية مصلحة. تطوير حياة المجموعة البشرية مصلحة. خدمة أهداف القائم بالسلطة وحده تهدر المصلحة. الظلم.. إهدار مصلحة. الفوضى.. إهدار مصلحة. الذهاب بالمجموعة البشرية عكس ما تريد.. إهدار مصلحة. عدم لياقة السلطة بالمجموعة البشرية.. يُسقط العقد.
وزير الداخلية لا يحقق مصلحة جماعة الشرطة. الشرطة جماعة فرعية فى مجموعة كبيرة. حوّلها الوزير إلى فئة. كانت مؤسسة. ذكّرها بواقعها الفئوى. كانت من أدوات السلطة. حادت السلطة عن طريق المصلحة العامة. تريد السلطة من الشرطة مصلحة خاصة. نقضت الشرطة العقد الأكبر. تحولت من مؤسسة إلى مجموعة. تُقارن نفسها بالجيش. الجيش يتميز برضا مؤسسته عن قيادته. تعبر هذه القيادة عن أهداف الجيش. ربطت بين أهدافه وأهداف المجموعة المصرية الأكبر. الشرطة تجد نفسها بسبب رأسها فى مواجهة تلك المجموعة المصرية الأكبر.
مشكلة وزير الداخلية تأتى من منبعين. رئيس الوزراء يطلب المصريون إقالته. لا يريده إلا بعض الإخوان. غير قادر على إقناع أحد بوجوب وجوده فى هذا الموقع. رئيس وزير الداخلية المباشر لا يمكنه أن يدافع عن شرعية بقائه. الإخوان أنفسهم ينقدونه ويهاجمونه. منبع مشكله وزير الداخليه (الثانى) هو الرئيس. كاد الرئيس أن يقترب من حالة رئيس الوزراء. وزير الداخلية عيّنه الرئيس. الرئيس لديه مشكلات لا حل لها فى عقده مع المجموعة البشرية المصرية. السلطة مهتزة. قلت من قبل إن الرئيس رحل معنوياً. موقع القرار شبه شاغر!!
احتجاج الشرطا غير مسبوق تقريباً. لن تقف أزمة السلطة عند هذا. سوف تمتد إلى جماعات أخرى. سوف تصل إلى مؤسسات غيرها. السلطة لها مؤسسات تطبق بها القانون. القانون ينفذ على المجموعة البشرية. المؤسسات لا يمكن أن تعادى أعضاء المجموعة البشرية. السلطة فى خصومة مع المجموعة البشرية. المؤسسات عليها أن تختار. المجموعة البشرية أبقى من السلطة. هى منبع السلطة. تنحاز المؤسسات إلى المجموعة البشرية حين يكون عليها أن تختار. تترك صفتها المؤسسية. بذلك تؤكد وجود صراع بين السلطة والمجموعة البشرية. فريقان.
حين تتصارع السلطة مع المجموعة البشرية التى قبلت بها لا يكون هناك عقد. أى صراع بين السلطة ومجموعة بشرية يقوّض الدولة. المجموعة هى التى اختارت السلطة. هى التى جعلتها فوق رأسها. تخدع السلطة نفسها عندما تعتقد أنها أقوى من المجموعة البشرية. تتوهم عندما تظن أنها ستُجبر المجموعة البشرية على الرضوخ للعقد. اختلت البنود. انتهى العقد.