الشيطان مُشتق من «الشَطَنْ» ومعناه فى الأصل هو البعد، ويُطلق الشيطان على كل بعيدٍ عن الخير، وعلى كل من طالَ مكثُهُ فى الشَّر، ويُطلق على كل عاتٍ متمردٍ خبيث، سواء كان من الجن أو الإنس، وشيطان الإنس مقدم على شيطان الجن فى خطورته، فشيطان الجن همه ضعيف وممكن غلبه بسهولة عن طريق ذكر الله والاستعاذة به واستغفاره، أى أن المؤمن يمكن أن يقهر شيطان الجن وينجى نفسه من وسوسته بطاعة الله والاستقامة على دينه ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه فى الشر إلا ما شاء الله..
وهناك فرق بين وسوسة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء فعندما نجد أن نوازع الشر تأتى من الحين للحين فهى نوازع شيطانية أو وسوسة من شياطين الجن للبعد عن الحق وارتكاب المعاصى، أما إذا وجدنا نوازع الشر موجودة باستمرار بداخلنا فهذه هى النفس الأماره بالسوء.. وعلى باب الانسان يقف كل يوم ملك وشيطان بصورة معنوية فإذا خرج الإنسان فى عمل الخير يظلله الملك حتى يعود ويذلل له العقبات، وإذا سار الإنسان فى عمل الشر تظلله راية الشيطان حتى يعود، وهذا هو القرين فهو من صنع الإنسان ويكون على حسب عمله خيراً كان أو شراً..
أما شيطان الإنس فهو أخطر من شيطان الجن، فقمة عمل شيطان الجن وخطورته تكمن فى الوسوسة وهى أقصى ما يستطيع فعله للإنسان فهو يزين لك الملذات ولكنه لا يستطيع جعلك أن تفعل المعصية دون إرادتك أما شيطان الإنس فخطورته تكمن فى المتابعة والملازمة لك، ويطلق لقب شيطان الإنس على كل إنسان يغلق أمامك بابا من أبواب الخير ويفتح لك بابا من أبواب الشر، فهو يبعد نفسه ومن حوله عن الخير ويزين لمن حوله عمل المعاصى، وما أكثر شياطين الإنس من حولنا هذه الأيام. وقد بين لنا الله عز وجل ما ينبغى علينا فعله للتعامل مع شياطين الإنس والجن فى قوله تعالى «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» صدق الله العظيم.