فقد الشعب الثقة تمامًا فى الشرطة يوم 28 يناير.. عندما أهانت قوات الشرطة وقياداتها الشرطة نفسها وأفرادها.. وانسحابهم من أعمالهم وتعمّدهم إشاعة الانفلات الأمنى فى البلاد.. بعد أن فشلوا فى صد الثورة التى خرج فيها الناس فى كل ربوع مصر.. وكان من أسباب تلك الثورة إرهاب الداخلية والتعذيب الممنهج الذى كان يمارس ضد المواطنين.
.. ومن ثَم كان الناس يسخرون من أفرادها الذين تركوا أعمالهم وجلسوا فى بيوتهم.. بل إن قياداتهم اختفوا عن الأنظار.
.. ومنهم مَن كان يدير الثورة المضادة.. وإطلاق الشائعات عبر تليفزيون الحكومة وغيره، والذين كانوا يعملون لصالح النظام حتى آخر نفس، دعك من تحوّلهم بعد ذلك كثوريين وإخوانيين.
فإذا كانت قوات الأمن المركزى قد انهارت يوم 28 يناير رغم محاولاتهم وقف المظاهرات والثورة بقنابل الغاز ورصاص الخرطوش والرصاص الحى والدهس بمدرعات الشرطة.. فماذا عن الاختفاء تمامًا من أقسام الشرطة.. وحراسة المنشآت الحيوية.. والبنوك.. والسفارات؟
.. وهل تعرّض أحد لعسكرى مرور.. فلماذا انسحب المرور من الشارع؟!
.. هل تعرض أحد لأى عنصر من حراسات أى مبنى أو سفارة؟
.. لكن كان هناك تعمّد لخروج البلد إلى انفلات أمنى عام.. فضلًا إلى دور الشرطة فى إطلاق المسجلين خطر على الناس.
.. ومع هذا تفهّم تمامًا الشعب موقف الشرطة، وأن ما جرى كان استخدام النظام أفراد الشرطة فى خدمته واستبداده.. وكانت الشرطة أداته فى السيطرة وفى مشروعه للتوريث.
.. ومن هنا كان من مطالب الثورة.. إعادة هيكلة الشرطة والتعامل بشكل آخر مع المواطنين، كما يحدث فى أى دولة محترمة.
.. وبالفعل كان هناك تشجيع من جميع القوى السياسية والشعب لاستعادة الثقة فى الشرطة وعودتها مرة أخرى بعقيدة جديدة تقوم على الاحترام.. وأن الشرطة فى خدمة الشعب لا فى خدمة النظام، وقمع الشعب لصالح النظام والمشاركة فى القهر والتعذيب والتزوير.
.. لكن لم يفعل محمد مرسى شيئًا من ذلك رغم وعوده بإعادة هيكلة الشرطة.. فضلًا عن قيادات الجماعة التى صدّعت دماغنا بتطهير الشرطة وإعادة هيكلتها.
.. ولكنهم أعادوا هيكلة الشرطة على مقاسهم.
فأتوا بمواليهم على رأس أجهزة الشرطة.
.. وأتوا بوزيرهم الذى ينفّذ أوامرهم.
.. وأصبحت الشرطة فى خدمة محمد مرسى وجماعته.
.. وسقط الشعار الذى أعادوه بعد الثورة من أن الشرطة فى خدمة الشعب.
.. ورأينا سلوك الشرطة.
.. فتحولت إلى حماية محمد مرسى وجماعته.
.. وعادت الشرطة لتنتقم من الشعب والثوار بتغطية ورعاية من محمد مرسى وجماعته!
.. وعاد الاعتقال العشوائى.
.. وعاد التعذيب الممنهج.
.. وعاد قتل الناشطين والثوار والمعارضين للإخوان.
.. ورأينا ما حدث ويحدث فى بورسعيد.. حتى تحوّلت بورسعيد على أيدى شرطة مرسى إلى مدينة فعلًا شبه مستقلة عن البلاد.
.. ورأينا ما حدث ويحدث فى المنصورة.
.. ورأينا ما حدث فى التحرير مرة أخرى من فض اعتصامات بالقوة.. واستخدام بلطجية «الداخلية» فى اتهام المعتصمين بالبلطجة، ثم تجد الأحراز المضبوطة على يد عناصر الداخلية -التى نزلت إلى الميدان بزى مدنى وهو نفس السلوك الذى تعوّدت عليه الشرطة فى النظام السابق.. وها هى تعيد إنتاجه فى ظل حكم الإخوان- من نوعية عربة فول وطفاية حريق وكرسى بلاستيك!!
.. ومن ثَم فقد الناس الأمل فى الشرطة ووزيرها وقياداتها التى تخدم محمد مرسى واستبداده وفاشية جماعته، على حساب أمن الناس.. ومن ثَم لا غريب أن يتم حرق سيارات الشرطة.
.. فلم يعد الناس يثقون فى الشرطة بعد كل ما يرونه!
.. وسيستمر ذلك.. ما دامت الشرطة تمارس العنف وتنتهك حقوق المواطنين.. وتخدم ديكتاتورية مرسى واستبداده وتزويره.. وكذبه وتضليله.
.. الشعب يريد الخلاص.