نادر فتحى يكتب : إلى المعلم أنسي ساويرس...الله لا ينسي احد
الخليفة يحتاج للمال .. يلم العيال .. ويسأل سؤال : منين أجيب الدينار !؟
يتفتق ذهن القاضى ويقول له من أموال أهل الذمة النصارى .. لهم أملاك وتجارة ! والمعلم فلان يملك الف فدان ! ومعلم علان يملك ذهب قارون !
ويصدر الأمر بمصادرة الأموال او فرض ضريبة عظيمة على أهل الذمة وكبراء اهل الذمة ويعطونهم مهلة لجمع الذهب والفضة...
وفى عصور أخرى كان الوالى يقر على البطريرك ضريبة كبيرة ولكى يتمكن البطريرك من جمعها كان يذهب فى رحلة إلى أولاده فى الصعيد ليجمع المال ويقدمه لحكام البلاد ..
وما أشبه الليلة بالبارحة وها هو حاكم الأهل والعشيرة يسن أسنانه على أموال اهل الذمة وكبيرهم فى عصرنا : المعلم انسي ساويرس .. أغنى أغنياء المحروسة ورجل الأعمال النظيف العصامى .. صاحب الايادى البيضاء على اهل مصر وبر مصر ..لا فرق عنده بين مسلم او مسيحى !
انسي مواليد ١٩٣٠ وعمل فى مجال الطرق وحفر الترع مع المعلم لمعي يعقوب ومنه شرب الصنعة وفى عام ١٩٦١ صودرت أمواله وشركاته وعندها اضطر الرجل الصعيدى الذى من سوهاج ان يترك مصر وان استمر خمس سنوات يحاول ان يعمل شيئا للبلد .. وذهب إلى ليبيا وقضى هناك عشر سنوات وعاد لمصر مع بدء الانفتاح وأسس شركة أوراسكوم للمقاولات فى منتصف السبعينات وامتد عمل شركاته إلى السياحة والبناء والكومبيوتر والمحمول...
كان المعلم انسي يرى ان ثروته الحقيقية تكمن فى أولاده وان التعليم هو مفتاح النجاح ولذلك ارسل أولاده الثلاثة إلى بلاد برة ليتعلموا : سويسرا وأمريكا وألمانيا وعلى يدهم امتدت الأعمال فى مصر وبلاد العالم وصاروا من أغنى أغنياء الشرق...
انسي ورث أولاده المال والنجاح وحب مصر وعمل الخير الذى عملوا له مؤسسات ولذلك ظلوا فيها رغم المضايقات وإرهاب المتطرفين لهم لأسباب دينية طبعا لأنهم نصارى خواجات أثرياء ..
ولما فشل الشاطر ان يشارك ساويروس فى شقا عمره بدأ الهجوم على العيلة الكبيرة وتم وضع اب العائلة انسي واولاده تحت طائلة المنع من السفر ببلاغ من وزير المالية وأمر من النائب العام الملاكى !
والتهمة المعلنة تهرب ضريبى من ٢٠٠٧ والتهمة الحقيقية طمع فى مال رجل عصامى بنى نفسه بنفسه على مدى عمر طويل .. وخصوصا انه قبطى اى لا حقوق له فى نظر حكام البلاد الان من الإخوان المسلمين !
لا تخف يا معلم انسي
الله لا ينسي احد
