هل رأى محمد مرسى ما جرى فى بورسعيد أول من أمس وسقوط شهداء جدد.. واشتباكات بين الجيش والشرطة برعاية وزير داخليته وسياسته الفاسدة؟
وهل رأى محمد مرسى ما جرى فى المنصورة من استمرار اعتداء الشرطة وأفراد من جماعته ثم الاستعانة بهم لضرب المتظاهرين السلميين؟
وهل رأى محمد مرسى المظاهرات التى خرجت فى عدد من المدن تضامنا مع أهالى المنصورة وبورسعيد وكلها تهتف ضد مرسى وجماعته؟
وهل رأى محمد مرسى ما جرى فى ميدان التحرير بعد دخول قواته من شرطة اللواء محمد إبراهيم لفض اعتصام الميدان.. وادعاءات كاذبة عن المعتصمين.. وسبقها هجمة إعلامية «مفهومة» قادها رئيس تحرير «الأهرام» بنفسه بعد توبيخه من فتحى شهاب الذى يظنّ نفسه صاحب الصحف الحكومية الآن.. رغم أنه وفقا لدستورهم المشبوه لم يعُد له أى دور.. وإنما يتعدى على تلك الصحف؟ لكن تقول إيه لرؤساء تحرير جاؤوا بالتحايل واللفّ والدوران والموالاة «المزيفة».
هل شاهد مرسى جنازة شهداء بورسعيد والمنصورة؟
يبدو أن محمد مرسى لا يرى أى شىء من ذلك ما لم يأتِه الأمر من قياداته؟
ويكفيه -وتلك الأحداث وسقوط شهداء مسؤول عنهم مع وزير داخليته الذى يثق به أو قل إن جماعته تثق به- أن يخرج ضاحكا فى لقائه مع وزير خارجية أمريكا كأن لم يحدث شىء، وكأن شهداءَ لم يسقطوا فى مدن مصر، وكأن لم تقُم ثورة ضده وجماعته الذين سطوا على ثورة 25 يناير.. واعتبروها مغانم يقتسمونها.. ويمارسون الكذب والتضليل على الناس.
لقد اكتشف الناس هذا الكذب والتضليل بمن فيهم الذين عصروا الليمون لكى ينتخبوا محمد مرسى رئيسا فإذا بهم يكتشفون الكذب.. وأن جماعة تصنعه ليكون ديكتاتورا فى أيديهم.
واكتشفوا أن محمد مرسى لا يحكم وإنما هو «شخشيخة» فى يد قياداته فى مكتب الإرشاد.
واكتشفوا إدارته الفاشلة..
واختياراته الفاشلة..
ورئيس وزرائه الفاشل..
ووزراءه الفاشلين..
ومستشاريه الفَشَلة..
وأنه يسعى مع جماعته إلى انهيار البلاد.
فمع كل تلك الأحداث يصرون على المضى قدما فى إجراء انتخابات هزلية لمجلس نواب وفقا لدستورهم المشبوه وبقانون باطل صادر عن مجلس شورى باطل جرى تحصينه بقرار رئاسى للمحافظة على وظيفة أحمد فهمى ومكافأته وحراسته، وهو فى نفس الوقت صهر محمد مرسى.. أليست غنائمَ يجب توزيعها على الأهل والعشيرة؟
لا يستمعون إلى القوى الوطنية والثورية التى تسعى إلى ديمقراطية وعدالة ودولة القانون ومصر الجديدة التى تليق بشعبها وتاريخها وجغرافيتها.. وثورتها التى بهرت العالم.. لكن جاء الإخوان وحلفاؤهم وحَواريُّوهم من الأشخاص الضعاف والذين ينافقون أى نظام ليسرقوا تلك الثورة العظيمة ويحملوها مساوئهم وطمعهم فى السلطة من خلال شخصيات عَجَزة وفَشَلة وعلى رأسها محمد مرسى!
إنهم يريدون تدمير البلد تدميرًا.. ولا يريدون حتى الآن أن يعترفوا بفشلهم فى إدارة البلاد.. ويصرون على المضى قدما فى تخطيطهم ولا يرعون هذا الشعب الذى تحمل كثيرًا من أجل الحصول على حريته. ومع هذا لا يدركون أن هذا الشعب لن يترك حريته تضيع هباءً من أجل شخصيات فاشلة وعاجزة وكاذبة وتسعى إلى مصالحها الشخصية بالكذب والتضليل.
ولو كان عند محمد مرسى شوية دم ما كان سعى لتنفيذ قرار جماعته بإجراء انتخابات فى ذلك التوقيت وفى ظل تلك الأحداث.. وإنما ترك الحكم.. ليأتى من يستطيع أن يعمل لصالح هذا البلد.. ولصالح كل الناس.. لا من أجل الجماعة والعشيرة.
الشعب يريد الخلاص.