قالت صحيفة "جارديان" البريطانية أنه بعد عاميين على الربيع العربي لم يحصل أي أحد على شيء أفضل، ولكن واحدة من التعميمات القليلة هي ظهور المجموعات الإسلامية المختلفة في مصر وتونس وسوريا، والتي كانت في الماضي محظورة أو تعمل تحت إشراف الديكتاتوريات القديمة، فقد ظهرت الآن على أنه أكبر الفائزين.
وأضافت الصحيفة أن الحكومات في القاهرة و تونس مسيطر عليها من قبل جماعة الإخوان المسلمين، ولها صلة مؤثرة في الأردن و المغرب وليبيا، مشيرة إلى أن الإخوان تشكل عنصرا هاما في المعارضة السورية على الرغم من وجود الجهاديين داخل المعارضة لمواجهة نظام بشار الأسد.
وأكدت الصحيفة أن القلق يتزايد في منطقة الخليج العربي نتيجة لتلك التغيرات في المنطقة وخاصة في دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة، واللتان يشتدان كرها لقطر لدعمها الإخوان المسلمين.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الكاتبة أليسون بارجتر نشرت كتابا تنتقد فيه الإخوان في عام 2010 قبل أن يحرق الشاب التونسي نفسه، وعملت على استخدام كل من المقابلات والمصادر المكتوبة والتي تبرهن أن جماعة الإخوان كانت جزءا من المشهد السياسي العربي منذ أن أسسها حسن البنا من 80 عاما، ولكن حتى عام 2011 لم تكن قادرة على استخدام شعارها الشهير" الإسلام هو الحل".
و أشارت الصحيفة إلى انه الآن الفصل الأخير في الكتاب يناقش كيف أنتقل الإخوان من المعارضة إلى السلطة، وانضباط الجماعة الشهيرة به، والذي ساعدها في النجاح في الانتخابات على عكس الليبراليين.
وقالت "جارديان" إن الإخوان في مصر قفزوا على الثورة المصرية وأبرموا صفقات مع الجيش للحفاظ على أنفسهم والذي هو هدفهم الرئيسي وليس من أجل النضال للحرية و الديمقراطية.
و لفتت الصحيفة إلى أن طموح الجماعة كانت متواضعا وذلك في البداية حيث تعهدوا مرارا و تكرارا بأنهم لن يسعوا للهيمنة على البرلمان أو الترشح للرئاسة، لكنهم أخلفوا عهدهم و حصل محمد مرسي على منصب رئيس الجمهورية وتعهد بأن يصبح رئيس جميع المصريين،ولكن العديد من المصريين خاصة الأقباط و النساء يدركون أنه لن يفعل.
و في تونس كذلك عندما عاد راشد الغنوشي من منفاه في بريطانيا تعهد بأنه لن يكون الخوميني 1979 ، ولكنه حصل على 41 في المائة من أصوات التونسيين رغم التقاليد العلمانية في تونس.
ورأت الصحيفة أن التونسيين والمصريين على حد السواء يواجهون تحديات من الجماعات السلفية التي هي أقل تنظيما وأكثر تعصبا حيث أنهم يدينون الإخوان بعدم تطبيق تعاليم الإسلام بما فيه الكفاية.
و كتبت بارجتر"لقد تمكنت الجماعة من فرض سيطرتها على أنها الصوت الحقيقي الذي يمكن أن يعيد الإسلام إلى كل جوانب الحياة، بما في ذلك السياسة، ومن خلال تلك النقطة أستطاعت الوصول إلى الحكم ما بعد الثورات، وفي الوقت الحاضر على الأقل يجب على الإخوان أن تثبت أنها أكثر انسجاما مع الشعب عن منافسيها السياسيين الحالين أو السابقين".