يبدو أننا سندخل مرحلة الرهن..
رهن مصر.. وكأننا نعود إلى عهود سحيقة.
فسياسات محمد مرسى وجماعته تنذر بشؤم.
وقد بدأ الشؤم..
فها هى أجهزة الدولة ووزاراتها تتداول حول تأجير ورهن آثار مصر لدولة خليجية مقابل 200 مليار دولار عن طريق وسيط.. وهو الأمر الذى لم ينفِه أى مسؤول، بل إن هناك أوراقا رسمية خرجت من وزارة المالية، التى يديرها الآن وزير متهم بسرقة أبحاث ودراسات.
بل إن المجلس الأعلى للآثار، الذى وصله العرض رسميا من وزارة المالية، أكد صحة الأمر، وأعلن رفضه له..
وربما يكون هذا متناسقا مع ما سبق وأن صرح به محمد مرسى وقت حملته الانتخابية للرئاسة بأنه سيأتى بـ200 مليار دولار لمصر..
فكيف يأتى مرسى بهذا المبلغ الضخم.. وهو الذى لم يقدم أى شىء مع حكومته للخروج من الأزمة، ويسعى إلى الحصول بأى شكل على قرض صندوق النقد الدولى، الذى يصل إلى 4٫8 مليار دولار.. ويقدم كل يوم تنازلات من أجل هذا القرض (!!).
بالطبع هناك أزمة اقتصادية كبرى، ولكن مرسى وجماعته لا يهتمون، اللهم إلا بأخونة المؤسسات.. واعتبار ما جرى فى الثورة وسرقتها مغانم يجب استغلالها سريعا، وتوزيع المناصب على الأبناء والأصهار والموالين قبل أن تنهار الدولة..
لقد وصل محمد مرسى فى أشهر قليلة من الحكم إلى نموذج حقيقى للدولة الفاشلة..
وكيف لا.. وهو منذ توليه السلطة قسم الشعب إلى فسطاطين.. أهله وعشيرته وموالى جماعته.. والآخرين المعارضين لسياسته والثوريين الأصليين؟!
ومن ثم خرج عن التوافق الذى جعل مبارك يتنحى عن منصبه!
ويأتى بدستور «مشبوه» مفصل على جماعة الإخوان وحلفائها..
وأجرى عليه استفتاء شهد انتهاكات ما كانت تخطر على قلب أو عقل بشر بعد ثورة قامت من أجل الحرية والديمقراطية.. فأبدع الإخوان فى التزوير بشكل لم يكن يتوقعه أحد.. وكانوا متفوقين على نظام مبارك المزور..
ولم يكتف مرسى بذلك.. وإنما جعل وزارة الداخلية أداة القهر الجديدة للإخوان.. وكأنها أصبحت ميليشيات الإخوان..
واستخدم ميليشيات «الداخلية» فى اعتقال وتعذيب الناشطين المعارضين وسحلهم وقتلهم!!
ولم يفهم مرسى وجماعته أن هناك ثورة قامت من أجل الحرية والكرامة والعدالة.. وبناء مجتمع ديمقراطى حقيقى.. لا دولة إخوانية قائمة على الفاشية.. واستغلال الدين.. فكانت تجربة مرسى وإخوانه فى الحكم فاشلة بدرجات عن حكم جنرالات معاشات العسكرى، الذين كانوا يديرون المرحلة الانتقالية..
لكن مرسى لا يريد هو وجماعته الاعتراف بالفشل ولا يرونه.. ويصرون بعناد على المضى قدما فى انهيار البلد.
فهو بسياساته وتعليمات مكتب الإرشاد يزيد البلد انقساما يوما بعد يوم..
وهو بسياساته الباطلة يؤدى إلى حياة سياسية باطلة.. فمن دستور باطل إلى مجلس شورى صهره الباطل إلى قانون انتخابات باطل.. فانتخابات باطلة.. ومع هذا يعاند ولا يرى ما يطالب به الناس من استعادة ثورتهم وديمقراطيتهم المسلوبة.
وإلى مزيد من التخبط.
وإلى مزيد من الفشل.
وإلى مزيد من الانهيار.
وإلى مزيد من الجلد التخين.
فلا يجد حلا سوى رهن البلاد.
فبئس حكم مرسى وإخوانه.
الشعب يريد الخلاص.