كنت دوماً من أنصار الفن النظيف، وبسبب ذلك تلقيت هجوماً لاذعاً من المتطرفين من كل جانب.. الدينى والعلمانى.. فالأول يقول الفن كله حرام! والثانى يؤكد أنه لا دخل للدين ولا أخلاق فى السينما، فالمهم أن يكون العمل الفنى «حلو» بالمقاييس الفنية، ففى هذه الحالة فقط يكون ناجحاً!!
وبالأمس القريب تلقيت دعماً فنياً قوياً يؤكد وجهة نظرى من أصدقاء لهم دور كبير جداً فى إثراء الفن النظيف، الأول هو صديقى العزيز الأب «بطرس دانيال»، مدير المركز الكاثوليكى للسينما، الذى سيحتفل يوم الإثنين المقبل بتوزيع جوائز المركز على الأفلام الفائزة والتى تم اختيارها بمقاييس أخلاقية ووفقاً لمفهوم السينما النظيفة، والجدير بالذكر أن اختيار الفائزين يتم بالتعاون بين المركز الذى يختار الأفلام التى يراها تخدم المجتمع، ثم يترك للفنانين أنفسهم اختيار الفائزين من الممثلين والمخرجين وغيرهم من العاملين فى خدمة هذا العمل الفنى الراقى، وتشكلت لجنة الاختيار هذا العام برئاسة الدكتورة «درية شرف الدين»، وضمت رمسيس مرزوق أفضل مصور سينمائى فى مصر حالياً، والمخرج عمرو عرفة، والموسيقار مجدى الحسينى، والفنانتين غادة عادل وندى بسيونى. وتلك المسابقة أراها من وجهة نظرى أفضل رد على المتطرفين خاصة أصحاب نظرية «الفن للفن»، عندما تشركهم وتدعوهم لمشاهدة الأفلام النظيفة، وقال صديقى الأب بطرس دانيال: «أقصد بتلك الأفلام الأعمال التى تستطيع أن تشاهدها العائلة المصرية دون حرج، فليس فيها ما يخدش الحياء»! قلت له: «أشكرك نيابة عن مصر كلها، فأنت بما تقوم به إنما تقدم خدمة جليلة لبلادى».
وصديقى الثانى الجميل الذى أعطانى دفعة كبيرة فى هذا الصدد هو المخرج «خالد جلال» مدير مركز الإبداع الفنى بالأوبرا.
ومهمته تخريج فنان شامل بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معنى، وفى الأسبوع الماضى تم تكريمه فى الصالون الثقافى الذى يحمل اسم والدى إحسان عبدالقدوس - رحمه الله - نظراً لدوره الكبير فى نهضة الحركة الفنية المحترمة، وعلى يديه تخرجت أجيال من الشباب وقد أكد لى أنه لا مكان عنده للفنان العابث، وهناك مادة عن السلوكيات يتم تدريسها للطلبة والتأكيد على أنهم يجب أن يكونوا قدوة للمجتمع لأن تأثيرهم بالغ الخطورة وهو يحذرهم دوماً من قبول الأعمال الفنية الهابطة التى تسىء إليهم فى بداية حياتهم لأن هذا الأمر سيكون نقطة سوداء فى تاريخهم قد يخجلون منها فيما بعد، فالاحترام مطلوب منذ أن يبدأ الفنان شق طريقه نحو القمة.