تباينت الآراء وتعددت الانتقادات التى تم توجهيها إلى السياحة المصرية فى أعقاب حادثة سقوط المنطاد السياحى فى مدينة الأقصر التى أسفرت عن سقوط 19 قتيلا على الأقل والتى اعتبرها عديد من الصحف والشبكات العالمية الأسوأ من حيث عدد الضحايا على الرغم من أنها ليست الأولى من نوعها.
ألقت الصحافة البريطانية بضوئها على الحادثة، وكان من أبرزها صحيفة «الجارديان» التى وصفت الحادثة على أنها «ضربة جديدة لسياحة مصر المريضة»، معربة عن أسفها الشديد لمصرع اثنين من مواطنيها البريطانيين. فى الإطار عينه، تحدثت الصحف والشبكات الأمريكية على نحو لافت فى هذه الحادثة الفاجعة، إذ ترى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الحادثة تمثل أحدث ضربة قاضية لصناعة السياحة المصرية، التى يمكن أن تصيبها بالشلل الكلى، فى إشارة منها إلى تدهور عائدات السياحة فى مصر منذ ثورة الـ25 من يناير، وفشل الحكومة المصرية فى تحقيق الاستقرار. أضافت الصحيفة «حادثة البالون هى الأحدث فى سلسلة الحوادث المميتة التى تحدث بمصر، بما فيها حوادث القطار الشائعة الناتجة عن سوء البنية التحتية، بالإضافة إلى موت سياح من روسيا وفرنسا وألمانيا فى حوادث الطرق خلال الأشهر الخمسة الماضية».
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن أقارب ضحايا هونج كونج التسع وصلوا إلى القاهرة أمس الأربعاء لتسلم جثث ذويهم ونقلها إلى البلاد، وإنه تم إرسال ضباط الهجرة مع أقاربهم لتسلم الجثث. من جانبها، أشارت شبكة «سى إن إن» الأمريكية إلى أن حوادث البالون متكررة فى مصر، وأن حادثة البالون الأخيرة كانت «استثنائية للغاية»، لافتة إلى أن سلطة الطيران المدنى المصرى هى المسؤولة فى نهاية المطاف عن أى شىء له علاقة بالطيران المدنى فى مصر. نقلت الشبكة عن فيل دنينجتون، استشارى المناطيد التجارية، تعليقه على رد فعل السلطات المصرية على الحادثة المروعة قائلا «قامت وكالة الطيران المدنى فى مصر بوقف كل رحلات المناطيد منذ وقوع الحادثة، ولكن حظر الطيران لن يحل المشكلة، وهذا النوع من ردود الفعل المتسرعة هو دلالة على الطريقة التى يتم بها تناول هذه المشكلة».
اعتبرت شبكة «يو إس إيه توداى» الأمريكية حادثة البالون المأساوية «ناقوس خطر» يدق على أعناق السياحة المصرية، فى الوقت الذى تنصح فيه وزارة الخارجية الأمريكية المسافرين بالذهاب إلى مصر حيث الأمن والهدوء، فى إشارة منها إلى تصريحات «توماس كوك»، ثانية أكبر شركة للسياحة فى أوروبا، أنها تنظر إلى مصر على أساس أنها واحدة من أكثر الأماكن أمنا فى العالم، وأن هذه الحادثة لا تتعدى كونها حادثة عارضة، مؤكدة أن آلافًا يسافرون إلى الأقصر ويستخدمون البالون الطائر لمشاهدة معالم المدينة السياحية.