في تقرير مطول لصحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" سلطت الضوء على وضع الإقتصاد المصري، وذكرت أن الاقتصاد المصري يمر بمشكلة سياسية ،كما ان السياسة المصرية تمر بمشكلة إقتصادية، مضيفة أن كل منهما يقوم بتغذية الآخر بشكل خطير، مما يجعل من الصعب اصلاح أي منهما في الأيام المقبلة.
وأضافت الصحيفة أنه يوم الاحد انخفض مؤشر البورصة بشكل قياسي بعد اعلان الرئيس محمد مرسي عن موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي ستقوم على أربعة مراحل، وهو دليل على أرتباط السياسة بالأقتصاد والعكس.
وقالت الصحيفة أنه من الناحية النظرية يمكن للانتخابات البرلمانية أن تساعد فى كسر الجمود الحالى للبلاد ولكنها حتى لو أقيمت فى الوقت المقرر لها فهي ستؤدي إلى مزيد من الاضطرابات السياسية وعدم اليقين،السياسة في مصر هذا العام كانت في حالة من الاستقطاب بشكل كبير بالطريقة التي أدت إلى تدهور فكرة "التوافق الوطني".
واعتبرت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين ينظر لها من قبل الثوريين الذين قادوا الثورة ضد مبارك على أنها جماعة منغلقة ولا تقبل الآخر، ولذلك لم يتم أي حوار بين الإخوان وخصومهم لعدة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى ان النخب السياسية في مصر، ابتداء من مرسى حتى خصومه مثل البرادعى كانوا يفتقرون إلى الاقتراحات الملموسة التي يمكن أن تلبي احتياجات وتطلعات الفقراء في مصر.
واعتبرت الصحيفة الامريكية أنه مع أنخفاض الجنية أمام الدولار، وهيمنة الدولار على دعم العديد من السلع مثل القمح والنفط فأن المزيد من أحتياطيات الحكومة من العملة الأجنبية سيستزف، وهذا سيجعل المستثمرين أكثر عصبية حول فرص انهيار الجنية، وذلك يضع المزيد من الضغوط على الجنية ويجعله في حلقة مفرغة.
ولفتت الصحيفة إلى ان الحكومة المصرية ستفشل في اطعام شعبها حيث الحديث عن انخفاض الخبز المدعم ومؤشرات أنخفاض مخزون القمح والمشتريات الدولية، محذرة من اندلاع موجة جديدة من الغضب الشعبي .
ورأت "كرستيان ساينس مونيتور" أنه على الرغم من أن قرض صندوق النقد الدولى قد يوفر لمصر فرصة الحد الأدنى لالتقاط الأنفاس، فإن الاتفاق على خفض الدعم بشكل حاد قبل الانتخابات البرلمانية قد يمثل كارثة سياسية للإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية .
وقالت الصحيفة ان هذا الوضع يضع مرسي بين المطرقة والسندان، لأن الرئيس مرسي يسعى لتلبية متطلبات حزب الحرية والعدالة وهذا يؤثر على انهيار الجنية المصري وبالتالي على المصريين، مشيرة إن الانتفاضة ضد الرئيس السابق مبارك جلبت الديمقراطية لمصر ولكن هذا التفاؤل يجب أن يتحول لمواجهة الواقع والمعاناة، حيث ان الوقت يوشك على الانتهاء.