اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن تصريحات الدكتور محمد البرادعى عندما قال إن إجراء الانتخابات البرلمانية فى أبريل سيدخل البلاد فى حالة من "الفوضى وعدم الاستقرار"، وعودة الجيش في, لم تكن دعوة لتدخل المؤسسة العسكرية.
وأوضحت ان البرادعي كان يشير ببساطة إلى ما يمكن أن يحدث كنتيجة طبيعية لطريقة الرئيس محمد مرسي المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت أن مرسى جاء عبر الانتخاب، لكنه فشل فى مهمته، والاضطرابات والانقسامات السياسية خير دليل على ذلك. مشيرة إلى أن الكارثة الاقتصادية الوشيكة ستكون النتيجة المنطقية لكل هذا، وستجعل تدخل الجيش لإنقاذ البلاد أمرا مؤكدا.
واعتبرت المجلة أن الإخوان في هذه الحالة سيقاومون لكنهم سيرضخون في النهاية لتدخل الجيش- اذا انفلتت الأمور- لضمان وجود مصتقبل للجماعة. وأشارت إلى أن خيار الإخوان الثاني في حال تدخل الجيش هو القتال لكن المؤسسة العسكرية لن تهتم وستعود الجماعة للعمل تحت الأرض لتنتهي فرصة الإسلام السياسي في حكم مصر للأبد.
وأوضحت "فورين بوليسي" أن الجيش تعلم من أخطائه السابقة خلال المرحلة الانتقالية، وسيكون أكثر ذكاء هذه المرة، وتوقعت أن يمهد الساحة لوضع دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية جديدة ثم يترك المشهد.
وأضافت المجلة الأمريكية أن المجتمع الدولي في هذه الحالة سيصدر بعض الانتقادات الأقرب "لصياح الديوك" لكنه "سيكون راضيا"، والمعارضة ستقدم حينها قيادة بديلة يمكنها أن تمضى بمصر للأمام.
وفي نهاية تحليل طويل لها ذكرت المجلة أن الرئاسة في مصر لم تعد بحاجة إلى حلفاء فقط دعم الحكومة، لكنها بحاجة إلى شركاء لديهم الرغبة فى العمل ضمن حكومة إنقاذ وطنى حقيقية تحل الاضطرابات السياسية من ناحية، وتهيئ الظروف لتعافى الاقتصاد على الفور. وإذا تأخر ذلك فربما تحدث سيناريوهات أكثر وأكثر صعوبة لن يستطيع الجميع تحملها.