.. هل يمكن أن يذهب أحد إلى محمد مرسى.. بعد كل ما يفعله ويقوله فى ما يدّعيه أنه حوار وطنى.. وإن كان فى الحقيقة هو «حول وطنى»!
.. فالرجل منذ تولّيه مندوبية الإخوان فى قصر الرئاسة.. وهو يقود البلد إلى الانهيار والدولة الفاشلة تمامًا.. وبعدها جحيم الفقر.. ويصر على المضى فى هذا الطريق.. بشكل فيه عناد لمطالب القوى السياسية والثورية التى قدّمت الشهداء فى ثورة 25 يناير، من أجل «العيش والحرية والكرامة».
.. ومحمد مرسى يسعى منذ وجوده فى مندوبية الرئاسة إلى تنفيذ تعليمات مكتب إرشاده، بعد أن استطاعوا السطو على الثورة وخداع الجميع.. من أجل التمكين والسيطرة.
فمحمد مرسى عاند كل مطالب القوى الوطنية.
.. ويدَّعى أنه يحقّق أهداف الثورة.. وأن الثورة بتاعته، وهو لم يكن يجرؤ عندما قدَّم أوراق ترشّحه عن حزب الحرية والعدالة كـ«استبن» لخيرت الشاطر، أن يطلق على نفسه مرشح الثورة (!!).
..ومنذ تولّى وهو يخادع.. ويضلّل.. ويكذب.
.. ويحاول أن يضرب بقايا المؤسسات.
.. فحاول الالتفاف على حكم المحكمة الدستورية «التى أدّى اليمين الدستورية أمامها» بحل مجلس الشعب.. وعمل على إعادته، بل أصدر قرارًا بذلك!!
.. واعتدى على دستور الشعب الذى حلم به كثيرًا، وجاء أمل الثورة فى تحقيقه بعد أن حال طويلًا نظام مبارك المستبد دون ذلك.. فإذا به دستور مشبوه مفصّل على الإخوان وحلفائهم.. ولم يستجب إلى أى مطالب للقوى الوطنية.. والتف على دعوات الحوار والتوافق الوطنى.
.. والتقى عددًا من القيادات الوطنية والفاعلة، وتحدّثوا معه بصراحة من أجل بناء مجتمع جديد ودولة جديدة.. وإذا به لا يفعل شيئًا ويمارس دورًا أسوأ مما كان عليه النظام السابق!!
.. وخدع تلك القيادات الوطنية فى لقاءاته!!
.. وإذا به يصدر بعد ذلك إعلانًا دستوريًّا ديكتاتوريًّا ليدشّن مرحلة استبداد..
.. ويحصّن قراراته..
.. ويحصّن مجلس شورى صهره أحمد فهمى، من حلّه، وهو مجلس باطل.. وأصبح المجلس التشريعى الذى يصدر التشريعات والقوانين، ولم يكن منتخبًا لذلك، فضلًا عن مشاركة 7٪ فى انتخابه أصلًا، وبالقوة!!
.. ويأتى بنائب عام خصوصى..
.. فضلًا على اعتدائه على المحكمة الدستورية..
.. ناهيك بتهديداته للإعلام، والتى بدت واضحة فى كل لقاءاته.. بدا ذلك فى لقائه رجال الأعمال الذين كان معظمهم رجال أعمال الحزب الوطنى.. وكذلك فى حواره التليفزيونى المسخرة والفضيحة، والذى لم يستطع أن يتحكّم فيه.. لتتحكم فيه أطراف أخرى يبدو أنها التى تحكم.
.. لقد فشلت دعوات مرسى السابقة لـ«الحول الوطنى» بعد اقتصاره على مواليه وأتباعه وحزبه برعاية نائبه وقتها محمود مكى.
.. ومع هذا استمر مرسى فى تنفيذ تعليمات مكتب الإرشاد.. ولم يستمع إلى أى مطالب للقوى الوطنية.
.. بل إنه عاد إلى استخدام «الداخلية» كميليشيات للإخوان فى التعدّى على النشطاء واصطيادهم وسحلهم وتعذيبهم وقتلهم فى أماكن الاحتجاز الجديدة فى معسكرات الأمن المركزى.
.. وأصبح محرضًا على العنف.. ولا يستمع إلى أصوات الشارع.. وها نحن نرى ما يجرى من عصيان مدنى فى بورسعيد.. ودعوات العصيان فى المحافظات.. فإذا به لا يهتم وكأنه يعيش فى دولة أخرى.. وأصبح «أصم».. و«أعمى»!!
.. ويأتى قانون الانتخابات المهزلة المفصّل على الإخوان بتقسيمه الدوائر.. ولم تستجب جماعته إلى ملاحظات المحكمة الدستورية.. وإذا به يدعو إلى انتخابات وفقًا لهذا القانون فى ظل تلك الظروف والانقسام الذى يحبّذه هو وجماعته.. وفى ظل أوضاع اقتصادية تنذر بثورة جياع.
.. فأى حوار يدعو إليه مرسى.. وهو يسير على أجندة خاصة.. ولا يهتم بأى مطالب للقوى الوطنية.. ولا يسعى إلى أى توافق؟
..لقد أصبح رئيسًا لفصيل فى المجتمع.. أقصد مندوب الجماعة فى الرئاسة التى أصبحت لفصيل واحد ومواليها!! أما باقى الشعب فليخبط دماغه فى الحيط.
.. إنها مسرحية «الحول» -وليس الحوار- الوطنى لصاحبه محمد مرسى.
لقد فشل محمد مرسى وجماعته فى إدارة البلاد.. ويؤدى بنا إلى دولة فاشلة.
.. فأى حوار يدعو إليه.. اللهم إلا حوار الفشلة (؟!).
.. الشعب يريد الخلاص.