أثارت "وثيقة الشاطر"، والتي تم نشرها مؤخرًا، والتي كشفت عن بيع مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، غضبًا عارمًا بين العاملين بالاتحاد، رافضين أن تتم عملية البيع أو إخلاء المبنى ونقلهم لمبنى آخر.
من جانبه قال الإعلامي عاطف كامل في تصريحات خاصة: "بيع مبني ماسبيرو على جثتنا، ولن نسمح بهذه المهزلة"، مشيرًا إلى أن "هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد صحة هذه الوثيقة، أو على الأقل وجود نوايا حقيقية لدى الإخوان ووزير الإعلام لبيع المبنى وتصفيته وإخلائه، وأهم هذه المؤشرات ما تحدث عنه الوزير نفسه خلال لقائه مؤخرًا ببرنامج "استديو 27" عن بيع جزء من ماسبيرو؛ لتسديد مديونياته، وكذلك حديثه عن إنشاء مبنى جديد بمدينة 6 أكتوبر، وهو ما أسماه الوزير بـ "ماسبيرو الجديد"، وكلها أمور تشير إلى أن هناك مخططًا ما لتصفية مبنى ماسبيرو، وهو الأمر الذي يرفضه ويستميت من أجله أبناء الاتحاد الشرفاء".
وأكد علي غيث مدير عام البرامج الثقافية بالقناة الأولي أن "ما يجهله ويتجاهله الإخوان أن ماسبيرو بالنسبة للشعب المصري مثل الأهرام وأبو الهول؛ لعراقته وما يمثله هذا المبنى من تاريخ الأمة، فإن ترديد مثل هذه الأخبار والتي تمس الأمن القومي هو ما يخلق انتفاضة حقيقة في الشارع؛ للدفاع عن ممتلكات الدولة"، مؤكدًا "لم ولن نسمح ببيع طوبة واحدة من ماسبيرو، ومن يفكر في هذا الأمر هو واهم".
وطالب غيث النائب العام والمحامي العام بفتح باب التحقيق في هذا الأمر والتحقق من مدى صحة هذه الوثيقة ومحاسبة خيرت الشاطر إذا ثبتت صحتها؛ لتصرفه في ممتلكات الشعب دون وجه حق، وهو ما يضعه تحت طائلة القانون، مشيرًا إلى أن "الإخوان جاءوا طامعين في مصر وليسوا محبين لها، فهم يريدون أن يستكملوا مشروعات مبارك في بيع المشرعات القومية، مثلما نشر عن بيع قناة السويس إلى أن تدخلت القوات المسلحة، والآن يريدون بيع ماسبيرو؛ راغبين في بيع كل ما حققه عبد الناصر من إنجازات ومشروعات قومية".
فيما ترى الإعلامية هالة فهمي أن "مصر كلها تباع، ولن يستبعد أي شيء في عهد الإخوان؛ ذلك لأنهم يريدون بيع وطمس هوية الدولة نفسها، فما يتبقى بعد ذلك؟ فالإخوان صعدوا إلى الحكم، وسرقوا الثورة؛ لتحقيق مشروعهم الكبير، وهو الإمارة الإسلامية العظمى والقضاء على فكرة الدولة، فما المانع إذن أن تشتري قطر جزءًا من مصر، وقطر نفسها في الحقيقة جزء من الإمارة الإسلامية".
وأشارت فهمي إلى أن "المدافعين الحقيقيين عن ماسبيرو في حالة بيعه سيكونون الشعب وليسوا العاملين بالاتحاد؛ ذلك لأن العاملين الساكتين عما يحدث على الشاشة ليسوا هم من سيدافعون عن ماسبيرو، فكان الأولى بهم أن يدافعوا عن مبدأ المصداقية والشفافية مع المشاهد، ولكنه الشعب الواعي هو من يدفع عن ممتلكاته وتاريخه وقوميته وقلة من الإعلاميين الثوريين المناضلين من أبناء الاتحاد".
ويسخر عثمان ذكي مخرج بقناة النيل للأخبار من الفكرة قائلاً "ما يتردد حول بيع ماسبيرو كلام مثير للسخرية والاستهزاء ممن يخططون مثل هذه المخططات، وعليهم أن يدركوا أن من يفكر في بيع تراث مصر سيضرب بالأحذية، فلن يسمح الشعب المصري بأكمله باستكمال ثقافة ومخطط مبارك لبيع مصر، والثورة جاءت لتحافظ علي ما تبقى، فنحن الآن "مصر بعد الثورة"، وعلى الإخوان أن يدركوا ذلك جيدًا".
أخبار مصر – فضائيات - البديل