لم يفعلها رئيس من قبل فى أى مكان فى العالم.
حتى فى الدول المنحطّة..
لم تحدث أبدا كما فعلها مرسى.
رئيس يخاطب شعبه فى الثانية صباحًا.
أىُّ فشل وأىُّ عمى وأىُّ جهل سياسى رَمَت مصر نفسها فيه؟!
هل هناك عاقل فى هذه الجماعة؟
هل هناك رجل رشيد فى هذه المجموعة؟
هل يملك أحد منهم عقلا سياسيا؟
مؤسسة الرئاسة تبدو متواضعة الإمكانيات وعاجزة وفاشلة وجاهلة تماما بقيمة البلد الذى تحكمه، ويظهر مرسى محبوسًا فى قفص من العشوائية والارتجال والعبث السياسى والإدارى، رجل الجماعة وعضو الإخوان الذى تُراجِعه قياداته فى ما يقول وتراقبه الجماعة فى ما يتكلم وتمنعه عن كذا وتسمح له بكذا.
أىُّ رئيس فى العالم يفعل هذا الفعل السياسى الشائن؟!
وأىُّ جماعة حاكمة فى الدنيا تخلع برقع الحياء وتقذف ورقة التوت فى وجوهنا إلى هذا الحد من الصفاقة؟
لم يظهر محمد مرسى فى موعده أبدا.
لا فى خطاب ولا حوار ولا قرار ولا موقف ولا رد فعل.
ولم يعترف ولم يعتذر ولم يتراجع أبدا.
بل هى طريقة الصهاينة فى التعامل مع الفلسطينيين.
فرْض الأمر الواقع ثم الدعوة إلى حوار تافه، واللجج والمطّ والتطويل والرَّغى واللغو.
لدينا رئيس يملك قدرة مرعبة على إنكار الحقيقة حتى يدفع الناس إلى إنكار وجوده أصلا واستنكار استمراره.
لدينا رئيس ابن جماعة تعتقد أن الشعب يمكن شراؤه بالزيت والسكر وبضع منح وعطايا من مال الشعب نفسه وليست من جيب مرسى ولا جماعته أصلا.
لدينا رئيس يصمم على أن لا يكون رئيسنا.
لدينا رئيس يُفتِّتنا ويقسمنا وحين يقول ما لا يفعل لا ترفّ عينه برمش تردّد.
أنعى لكم مكانة الرئاسة المصرية التى تدحدرت وتراجعت بصغائر التصرفات وأصاغر المستشارين واتساع الرّتق على الراتق وكبر الكرسى على مرسى.
لقد فقد الشعب ثقته فى كفاءة الرئيس السياسية.
ثم أفقد الرئيس مصداقيته قطعة قطعة كلما تحدث أو تكلم.
لا يكاد المرء يصدق أنه يمكن لرجل فضلا عن سياسى أو رئيس أن يقول كلاما منفصلا عن الحقيقة إلى هذا الحد وبهذا القدر وبتلك الجرأة وبذلك التجرّؤ.
محمد مرسى يعتقد أن الشعب المصرى عضو فى جماعة الإخوان، ومن ثم يخاطبه بالنقائض والتكاذب ويعتقد أنه سيصدقه ويقتنع بما يدّعيه ويزعمه.
لسنا إخوانا يا دكتور.
لهذا فلا يزال المصرى يملك عقلا، وليس كالإخوانى الذى مسحتم عقله.
ويملك ضميرا، وليس كالإخوانى الذى توجِّهون ضميره تجاه مصلحته ومصلحة جماعته.
ويملك عيونا يبصر بها، وليس مثل عمى السامع الطائع المطيع.
لهذا يعتقد مرسى وإخوانه الذين أظهروا لنا مدى انحدار كفاءتهم السياسية أن ثرثرة عند مطلع الفجر ولغوا معلوماتيا ورغيا عاطفيا يمكن أن يعيد الشارع إلى الهدوء ويستطيع أن يردّ الشعب عن غضبه.
لكنه القصور الإخوانى والعجز السافر عن فهم الواقع والإمعان المريض فى الغىّ والغرور والغطرسة والانغماس فى عالم موازٍ ليس فيه إلا أصوات الجماعة والسقوط فى عالم افتراضى تصنعه هلاوس الإحساس بالمؤامرة والغطس فى ثقافة التنظيم السرى الذى يجعل من الكذب فريضة، ومن التنصل واجبا ومن المراوغة ذكاء ومن عدم الاعتراف بطولة.
لا أمل فى هذه الجماعة ولا فى هذا الدكتور!