بكل المعايير ما جرى فى حوار محمد مرسى التليفزيونى المسجل «والممنتج» فضيحة.
بدءًا من الحوار نفسه واختيار القناة التى تبثه والمحاور.
فبدا معروفا عن محمد مرسى أنه لا يحترم الشعب.. والشعب لا يحترمه ويطالب بإسقاطه ورحيله.. فليس مهما أن يعتذر عن تأخر بث الحوار.. أو مكاشفة الناس عما دار فى الكواليس ومراجعة أطراف فى الجماعة ومكتب الإرشاد للحوار.
وعيب كبير أن يكون هناك رئيس لا يتحكم فى حوار أجراه (!!).
وواضح أن محمد مرسى لا يعرف شيئا عن الشفافية.. وإنما كل همه إرضاء قياداته وجماعته الذين اختاروه مندوبا لهم فى قصر الرئاسة!!
أما القناة التليفزيونية التى افتخرت بأنها صاحبة الحوار والمحاور، كما كانت تفتخر قبل الثورة بأنها الناقل الرسمى لمؤتمرات الحزب الوطنى الفاسد.. وطبعا كله من أجل المصالح!!».. فلم تقدم أى اعتذار إلى مشاهديها عن تأخر الحوار لمدة 6 ساعات.
وبالطبع لا يهمها مشاهد أو غيره.
إنما يهمها محمد مرسى.. وجماعته.. فالمصالح الآن فى أيديهم!! بعد أن اغتصبوا مصالح البلد.. وباتوا يهددون «المتعلم» عليهم.. ليأتوا الآن ويقبلوا الأيادى.. وهى نفس الأيادى التى كان يتم الهجوم عليها فى ظل النظام السابق.
ولعل المسخرة والفضيحة فى محمد مرسى، الذى لم يستطع مواجهة الجماهير فى خطاب مباشر إلى الشعب حتى من التليفزيون الرسمى الذى تمت أخونته.. وهو الذى فتح صدره أمام الجميع فى ميدان التحرير بعد إعلان فوزه بالرئاسة.. ووعوده الكثيرة، التى تراجع عنها، والذى أعلن استعداده أن يرحل إذا طلب الشعب منه ذلك.. لكنه الآن يلف ويدور وكأنه لا يعلم معنى «ارحل» الذى تم رفعها خلال الأيام الماضية فى كل محافظات ومدن مصر.. ويفسرها على طريقته.. وطريقة جماعته.. ويعتبر نفسه مختلفا عن النظام السابق مع أنه مارس من الديكتاتورية والاستبداد خلال أشهر حكمه القليلة ما يتعدى استبداد وديكتاتورية مبارك فى 30 عاما.
اختار مرسى المحاور الذى كان مستشارا له واستقال.. ولم يستطع أن يواجه مرسى بشكل واضح وصريح عن استقالته وآخرين بعد الأحداث الدامية التى جرت فى «الاتحادية».. واستخدام مرسى الشرطة، كما كان يستخدمها مبارك، فى إراقة دماء النشطاء والثوريين واعتقالهم وتعذيبهم فى معسكرات الأمن المركزى.. وكله برعاية جماعة الإخوان.
دعكم مما قاله محمد مرسى فى الحوار.. فالرجل ليس هنا وليس له علاقة بما يحدث.
والرجل لا يعرف شيئا عن العصيان المدنى.. ولا يعرف ماذا يجرى فى محافظات مصر.. ولا يعرف شيئا عن العدالة الاجتماعية، ولا يعرف شيئا عن حقوق الشهداء.. ولا يعرف شيئا عن الثورة.. والذى يدعى أنه كان فيها مع أنه من أول الذين هرولوا إلى النظام السابق، ممثلا لجماعته فى أيام الثورة.. وخدعوا الناس جميعا بمن فيهم جنرالات معاشات المجلس العسكرى الذين سيطروا عليهم.. وكذلك اللجنة العليا للانتخابات (وهؤلاء صامتون الآن!!).
ولا يعرف شيئا عن العدالة الاجتماعية.. ولا يعرف شيئا عن كرامة المصرى.
لقد بلغ حسنى مبارك من الكِبَر والعجز ما وصل به إلى عدم صلاحيته لحكم البلاد، وخرجت الناس فى ثورة ضده.
وبلغ محمد مرسى من الجهل وعدم احترام الشعب مبلغا لم يعد يحتمله الناس.. فإنه يثبت كل يوم أنه مندوب جماعة الإخوان فى القصر.. وأنه لا يحكم لدرجة أنه لا يستطيع التحكم فى حوار تليفزيونى.
إنها فضيحة..
إنها مسخرة كبرى!!
الشعب يريد الخلاص.